قالت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، إن "مسؤولي وديبلوماسيي
دول التحالف المجتمعة، الثلاثاء، بباريس، منقسمون حول الطريقة الناجعة لمواجهة
تنظيم الدولة في العراق والشام، موضحة أن اللقاء، وإن كان حاجة ملحة، تبقى الحلول المقترحة خلاله غامضة وتشوبها الضبابية".
وأفاد تقرير تحليلي للكاتب الصحفي جون بيير بيران، أن موقف الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية، يعول على حشد القبائل السنية، وإعادة تلك التي انضمت لتنظيم الدولة، مشددا على ضرورة مشاركة الدول العربية في مواجهة "داعش" على الميدان عبر تخصيص فيالق للمشاة وعن طريق قوات خاصة.
إلى ذلك، أقر مسؤول ديبلوماسي كبير ينحدر من إحدى دول الخليج العربية المشاركة في لقاء باريس، أن " الضربات الجوية لوحدها لن تحقق أي انتصار خلال الحرب"، ولو أن 4000 ضربة جوية على مواقع تنظيم الدولة ساهمت في تباطؤ انتشار "الجهاديين" إلا أنها لم تستطع إيقافهم.
وأضاف التقرير التحليلي على صحيفة " ليبيراسيون" الذي اطلعت عليه صحيفة "
عربي 21"، أن الحل المقترح من طرف فرنسا يكمن في تيسير عملية انتقالية تمر عبر رحيل الأسد وتعويضه بحكومة جديدة، معتبرا أنها " الحل الوحيد بما في ذلك استقرار العراق".
وتابعت "ليبيراسيون"، أن هذا الحل يمكنه أن يتأتى في حال غيرت روسيا الحليف الأساسي لنظام بشار الأسد إلى جانب حزب الله موقفها، مرجحة هذه الإمكانية خصوصا وأن موسكو بدأت تظهر مؤشرات قلقها حيال توسع التنظيم في العراق والشام.
وعلى عكس ما يتم تداوله، لم يشكل نظام بشار الأسد حصنا ضد التنظيم في تدمر، حيث لم يتدخل الطيران إلا قليلا بالمدينة، في حين كانت عمليات القصف يومية على حلب، وهي " الضربات التي لم يكن لها أي أهمية تكتيكية بل كانت بمثابة عقاب جماعي" تقول الصحيفة.
وأكدت " لا ليبيراسيون" أنه في سنة 2014، فقط ستة بالمائة من الهجمات السورية استهدفت تنظيم الدولة في العراق والشام، وفقا لبيان صادر عن المركز البريطاني للإرهاب والتمرد، فيما استهدفت 13 بالمائة من هجومات التنظيم للنظام السوري.
وقالت الصحيفة الفرنسية، إن
الجيش العراقي الذي رفض قتال تنظيم الدولة في العراق والشام، نال موجة من الغضب من طرف المسؤولين الأمريكيين منتقدين عدم "رغبتهم في القتال" للدفاع عن مدينة الرمادي.
وأضاف التقرير أن مدينة الرمادي التي تشكل مفترق طرق استراتيجيا يفتح على كل من سوريا والأردن والعربية السعودية وبغداد، إلى جانب مدينة الموصل التي وقعت تحت سيطرة تنظيم الدولة سنة 2014، توضح أن الجيش العراقي الذي تم بناؤه بمليارات من الدولارات من طرف
واشنطن على أساس طائفي مكون من جنود وضباط شيعة يحتاج إلى إعادة هيكلة.
وأفاد التقرير التحليلي، أن التنظيم سيطر على ثلث العراق ونصف سوريا ما يناهز 300 ألف كيلومتر مربع، لجعلها مقرا للخلافة الجديدة، موضحا أنه اقترب الأحد المنصرم من الحدود التركية عبر بسط سيطرته على قرية " سوران" السورية.
وسيطر تنظيم الدولة، السبت المنصرم، على معبر استراتيجي جنوب مدينة تدمر زيادة على مدينة الرمادي عاصمة الأنبار، ما يجعل من لقاء باريس حاجة ملحة، ويعرف مشاركة رئيس الوزراء العراقي حيدر عبادي وعددا من كبار الدبلوماسيين، في حين تتسم الحلول حيال الوضع بالضبابية.