وحدها سفارة سلطنة
عمان التي لا تزال تعمل من صنعاء، في حين أن دول مجلس التعاون
الخليجي أعلنت نقل سفاراتها إلى مدينة عدن التي باتت بحكم الأمر الواقع العاصمة السياسية لليمن، واستأنفت عملها الدبلوماسي من هناك قبل يومين، بعدما تمكن الرئيس
اليمني عبدربه منصور هادي الأسبوع الماضي، من الفرار من صنعاء التي خضع فيها للإقامة الجبرية من قبل
الحوثيين.
إسناد سياسي للانقلاب الحوثي
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أن "بقاء السفارة العمانية مفتوحة، ربما يكون جزءا من الاستراتيجية الخليجية لإبقاء قناة اتصال مع الحوثيين وحليفتهم
إيران، استكمالاً للدور الذي بدأته السلطنة في ما يخص ملف الأزمة في اليمن".
وأوضح التميمي في حديث خاص لــ"
عربي21" أن "هناك خشية من دور عمان، نظرا لأن مسقط عرف عنها انتهاج خط يبدو مستقلا في ما يتعلق بعلاقاتها الخارجية، ولا يتطابق بالكامل مع موقف شركائها الخمسة في مجلس التعاون الخليجي".
وقال إنه "لا يمكن أن يقبل اليمنيون بأي مبرر من سلطات مسقط لإبقاء سفارتها مفتوحة في صنعاء، وهو ما قد يفهم أنه يشكل إسنادا سياسيا لمجموعة الحوثي الانقلابية المرفوضة على نطاق واسع".
ولفت إلى أن "ذاكرة اليمنيين القريبة، لم تغفل الدور العماني السيئ الذي خدم مخطط التمكين للجماعة الحوثية المسلحة، وشكّل رافعة إقليمية لها"، محذرا من "استمرار هذا المسار، لتداعياته السلبية على جار اليمن الصغير سلطنة عمان".
تناغم إيراني عماني
من جهته، قال الباحث في العلاقات الخليجية اليمنية عدنان هاشم في حديث خاص لـ"
عربي21" إن "موقف سلطنة عمان المغاير لمواقف دول الخليج، يتناغم من قريب مع التوجهات الإيرانية في الملف اليمني بشكل كبير"، على حد قوله.
وبيّن هاشم أن "مسقط تبحث عن دور يماثل دور الرياض في الخليج العربي، وسبق أن وقفت حجر عثرة أمام الاتحاد الخليجي أكثر من مرة"، غير أنه لم يستبعد أن "تلعب السلطنة دورا آخر في حال فشلت الخطة الخليجية القائمة ضد الحوثيين"، وفق تعبيره.
وفشلت سلطنة عمان في إيجاد تقارب بين جماعة "أنصار الله" (الحوثي) والساسة في الرياض، بعدما رعت مباحثات بينهما مطلع الشهر الجاري، وفقا لمصادر خاصة.