كتب باتريك كينغزلي، مراسل صحيفة "الغارديان"، الذي رافق السجين الأسترالي السابق بيتر
غريستي في رحلة العودة، بعد إطلاق سراحه، أن مراسل قناة
الجزيرة الإنجليزية "شبه الـ 400 يوم، التي قضاها في أحد السجون
المصرية، بتجربة الموت"، وذلك في أول مؤتمر صحافي له بعد وصوله إلى
أستراليا.
وتشير الصحيفة إلى أن والدي الصحافي العائد وشقيقيه كانوا يحيطون به، حين تحدث عن حالة الإحباط التي أصابته في السجن، وأجبرته على إعادة النظر في حياته، وقال إنها كانت مثل "التجربة التي يتحدث عنها الناس عندما يواجهون الموت".
ويبين الكاتب أن غريستي قد وصل إلى مدينة بريسبين، مسقط رأس والديه، واستقبل استقبال الأبطال من حشد من الصحافين والمهنئين. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يشاهده الكثيرون فيها "بشحمه ولحمه"، ومنذ اعتقل في مصر في كانون الأول/ ديسمبر عام 2013، حيث وجهت له اتهامات واهية بدعم الإرهاب واختلاق أخبار.
ويلفت التقرير إلى أن غريستي ظهر في المؤتمر الصحافي أقل حماسا عندما استعاد تجربته ولحظاته القاتمة في السجن، وقال: "أشعر بأنني ولدت من جديد، لدي شعور من حصل على فرصة ثانية للعودة إلى الحياة، والتفكير بما فعلته، أشعر بالامتنان لهذا كله بطريقة لم أفهمها من قبل".
ويذكر الكاتب أن غريستي لم يعدّ عمله في مهنة الصحافة من الأخطاء التي يندم عليها، على الرغم من المحنة التي ألمت به في القاهرة، وحينما سئل عن خطواته القادمة عبر غريستي عن رغبته بالعودة إلى العمل من جديد.
وتنقل الصحيفة عن غريستي قوله: "لا أريد أن أتخلى عن عملي، أنا مراسل صحافي، وهذا ما أقوم به، كيف سأقوم بذلك وأمضي قدما، فأنا لا أعرف. ولكن هذا ما أشعر به الآن".
ويفيد التقرير بأن والدته لويس، التي كانت تجلس إلى جانبه، لم تكن تريد سماع هذا منه، بعد عام مليء بالتعب، حيث قضت هي وزوجها عدة أشهر في القاهرة لتقديم الدعم لابنهما.
وينقل التقرير عن لويس قولها: "لدينا اعتقاد بأن على أبنائنا اتباع ما يحبونه، ويجب تركهم ليفعلوا ما يريدون". واستدركت ضاحكة: "عليه أن يعرف أننا لا نريد معاناة الأمر ذاته مرة أخرى".
ويجد الكاتب أنه رغم الجو المرح وتبادل الفكاهات بين الابن العائد ووالديه، إلا أن المزاج أصبح كئيبا مع ذكر زميليه القابعين في السجن محمد فهمي وباهر محمد.
وتوضح الصحيفة أن غريستي عندما وصل المطار، وقابل الصحافيين لفترة قصيرة، استغل الفرصة، ودعا للإفراج عن زميليه، وبعد ثماني ساعات من وصوله بدا رقيقا في كلامه، ربما لأنه لم يكن يريد مفاقمة متاعبهما.
وقال غريستي موجها كلامه للحكومة المصرية: "آمل أن تتخذ الحكومة المصرية القرار الذي يخدم مصر"، مضيفا أن "مصر تمر في مرحلة صعبة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وأفهم هذا بشكل جيد، وأتمنى الخير لمصر وللشعب المصري خاصة"، بحسب الصحيفة.
ويختم كينغزلي تقريره بالإشارة إلى أن غريستي يرى أن الإفراج عنه أدى إلى الكثير من مشاعر حسن النية وتمنى أن تستمر.