انتقدت زوجة الناشط السعودي
رائف بدوي جلد زوجها على مدى 20 أسبوعا، وقالت إنها لم تتخيل مدى القسوة الصادرة من
السعودية.
وتذكر صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن محكمة سعودية أدانت بدوي بتهمة إنشاء موقع "الليبراليون السعوديون الأحرار" على الإنترنت، الذي أصبح محظورا، واتهمته بمهاجمة الإسلام، وأصدرت عليه حكما بالجلد ألف جلدة، إضافة لعشرة أعوام سجن وغرامة قيمتها 175 ألف دولار أمريكي. وبدأ تنفيذ حكم الجلد عليه يوم الجمعة، حيث سيجلد 50 جلدة على مدى 20 أسبوعا.
وتنقل الصحيفة عن إنصاف حيدر، زوجة بدوي، قولها: "لم أكن أتخيل أن تصل السعودية إلى هذا المستوى من الوحشية، فقد أجبرت المملكة وحكامها هؤلاء الأشخاص إلى اللجوء إلى الإنترنت من أجل التعبير عن معارضتهم ورفضهم، وبعد ذلك عاقبتهم".
ويقول التقرير إن جلد بدوي هو آخر حادث من حوادث ملاحقة الناشطين المعروفين على الإنترنت، حيث أصبح الكثيرون منهم يتجنبون التحدث علانية خشية الملاحقة.
وينقل التقرير عن هالة الدوسري، وهي ناشطة سعودية مقيمة في الولايات المتحدة، قولها إن هذه الحكومة "الرجعية" تحاول "منع الجريمة عبر تحريض الناس على الإرهاب". مضيفة أن السعودية تخشى من
المعارضة التي تستخدم الإنترنت؛ لأن الرياض بذلت جهودا كبيرة لتغيير الحكومات في المنطقة.
وتبين الدوسري أنهم "يريدون منع زخم الشارع، ويريدون منع الناس من طرح أسئلة حول الدين أو شرعية آل سعود أو توزيع الثروة". مضيفة أن "النشاط على الإنترنت أدى إلى توعية الناس حول حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه فقد عرض هذا النشاط الكثير من الناشطين الذين عبروا عن رأيهم للخطر".
وتفيد الصحيفة أن الحكومة السعودية أعلنت في كانون الأول/ ديسمبر عن تقديم الناشطتين لجين الهذلول (25 عاما) وميساء العمودي (33 عاما) إلى محكمة الإرهاب بسبب قيادتهما السيارة، الأمر الذي يعد غير قانوني في السعودية.
ويوضح التقرير أن لدى السعوديتين متابعين على التويتر، حيث يزيد عددهم على 300 ألف متابع، وهما ناشطتان في حركة 26 أكتوبر، وهي حركة من الناشطات تدعم حق المرأة في قيادة السيارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وعادة ما تثير أشرطة فيديو وهن يقدن السيارات اهتمام عشرات الآلاف من المشاهدين.
وتشير الصحيفة أن لدى بدوي أكثر من 30 ألف معجب على التويتر. وتقول ناشطة، فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن العقوبة لكل من بدوي والهذلول والعمودي مرتبطة؛ "لأنهما حالتان أصبحتا معروفتين".
ويقول يحيى العسيري، مسؤول منظمة غير حكومية تدافع عن حقوق الإنسان في السعودية، إن الحكومة تحاول وقف الأصوات المعارضة على الإنترنت، إلا أنها تجد ذلك غير ممكن "في ظل حكم ملكي مطلق فإن الإنترنت هو النافذة الوحيدة للمجتمع كي يعبر عن رأيه. ويرفض الناشطون إغلاقها"، بحسب الصحيفة.
ويضيف العسيري للصحيفة أن الجيل الجديد في السعودية يعتقد أن الجلد القاسي ضد بدوي يهدف "لإسكات الكل".
ويستدرك التقرير أنه في الوقت نفسه تتواصل عمليات قمع مستخدمي السايبر. فبحسب "كريستيان توداي" قام المطاوعة الذين يتبعون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإغلاق عشرة آلاف حساب تويتر في العام الماضي؛ لأن أصحابها انتهكوا القيم الدينية والأخلاقية.
وتقول الصحيفة إن بدوي كان مقيدا عندما نقل في حافلة إلى ساحة مسجد الجلفي في جدة، حيث جلد فيها بعد صلاة الجمعة. وأكدت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) ما حدث، حيث استغرقت عملية الجلد مدة 15 دقيقة.
وتنقل "إندبندنت" عن آدم غوغل، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في منظمة "هيومان رايتس ووتش"، قوله: "إن قوانين البلد الغامضة المتعلقة بجرائم السايبر تعطي النيابة والقضاة أداة لإسكات النشطاء".
ويضيف غوغل أن "حملة السعودية لإسكات النقد المحلي والمعارضة قد انتقلت من استفزاز الناشطين إلى العقاب الجسدي الوحشي، وبهذه
العقوبات التي عفا عليها الزمن، تحاول السعودية أن تقول لمواطنيها إنها ستذهب بعيدا لمنعهم من ممارسة حريتهم في التعبير عن الرأي".
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم تحالف السعودية، البلد الغني بالنفط، مع الولايات المتحدة، إلا أن عملية الجلد لقيت شجبا من البيت الأبيض، وكذلك من كندا وألمانيا. وقالت جينفر بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن حكومة الولايات المتحدة تدعو السلطات السعودية لوقف عملية العقاب القاسي ومراجعة الحكم الصادر ضد بدوي.