سياسة عربية

قوى تونسية تدعم المرزوقي للرئاسة "كمرشّح الثورة"

تعتبر "النهضة" و"نداء تونس" محور التنافس في الانتخابات الرئاسية رغم عدم وجود مرشح رسمي للنهضة
تعتبر "النهضة" و"نداء تونس" محور التنافس في الانتخابات الرئاسية رغم عدم وجود مرشح رسمي للنهضة

بدأت مؤشّرات نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية، التي ستجرى بتونس في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تتّضح مع فشل مبادرة اختيار "مرشّح توافقي" من بين مرشّحي الأحزاب الديمقراطية الوسطية الاجتماعية وإعلان بعض الأحزاب والقوى السياسية دعمها للمرشّح محمد المنصف المرزوقي، الرئيس الحالي.

وقد أصدرت أحزاب: التكّتل، والتحالف الديمقراطي، والجمهوري، وحركة الشعب، والتيّار الديمقراطي، والمؤتمر، والوحدة الشعبية، والعمل التونسي، بيانا مشتركا مساء الثلاثاء أكّدوا فيه عدم التوصّل إلى اتفاق حول مرشح مُوحّد للانتخابات الرئاسية.

وكان مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي ومُرشّح حزب التكتل لـ"الرئاسية" دعا إلى جلسات تشاور بين ممثلي الأحزاب الوسطية الديمقراطية الاجتماعية بخصوص اختيار "مرشّح توافقي" أو "مرشّح الثورة" كما يصفه المراقبون من بين عدد من الشخصيات وهم: محمد المنصف المرزوقي ونجيب الشابي ومصطفى بن جعفر وعبد الرزاق الكيلاني، لدعمه في السباق الرئاسي.

الضامن الأبرز للقيم

ومع انقضاء مهلة الثلاثة أيّام التي حدّدتها أحزاب العائلة الاجتماعية الديمقراطية الثلاثاء، أعلنت بعض القوى السياسية دعمها للمرزوقي بشكل علني دون أيّ تحفظات في انتظار التحاق أحزاب أخرى، ولو بشكل غير معلن، إلى صفوف الداعمين خلال الأيام القادمة.

وأكّد رئيس التيّار الديمقراطي محمد عبّو لـ"عربي 21"؛ أنّ حزبه سيدعم بشكل علني الرئيس محمد المنصف المرزوقي في السباق الرئاسي منذ الدور الأول، لافتا إلى أنّ هذا القرار صدر عن المجلس الوطني لحزبه الذي ولد من رحم "المؤتمر من أجل الجمهورية"، حزب الرئيس المرزوقي. وأشار إلى أنّ القرار تمّ اتخاذه بعد نقاشات طويلة قبل أن تنطلق نهاية الأسبوع الماضي مشاورات اختيار "مرشّح الثورة".

وأوضح رئيس التيّار الديمقراطي أنّ أهمّ أسباب دعم الرئيس المرزوقي هي أنّه الضامن الأبرز للقيم التي ضحّى من أجلها الشهداء ولكسب معركة الحرّيات والحيلولة دون عودة الاستبداد والدكتاتورية إلى تونس. كما أنّه الأقلّ ارتكابا للأخطاء طيلة الفترة الانتقالية والأوفر حظّا من بين المترشّحين المعنيين بـ"المرشّح التوافقي" في السباق الرئاسي، حسب تقديره.

تحذير من السيناريو المصري

وأضاف عبّو أن التصويت في الانتخابات البرلمانية السابقة كان عقابيا، آملا بأن يقلب الشعب التونسي معادلة الاقتراع في الرئاسية حتّى لا يستأثر حزب نداء تونس بالسلطة، مشيرا إلى أنّ الجميع يعلم بانتماء جزء كبير من هذا الحزب إلى المنظومة السابقة، ما يعني عودة الاستبداد والفساد.

وحذّر عبو من السيناريو المصري، حيث عمد جزء من الإعلام إلى قلب الحقائق ومغالطة الناس بأنّ الوضع زمن الرئيس محمد مرسي كان سيّئا ممّا جعلهم يدعمون الانقلاب العسكري ويصوّتون له فيما بعد، فكانت النتيجة أن وقعوا في الفخّ وهم يحصدون تبعاته إلى اليوم.

وختم محمّد عبّو حديثه لـ"عربي 21" بأنّ دعم المرزوقي سيكون "على قاعدة التزامه بحماية حقوق الإنسان والمسار الديمقراطي، والقطع مع سياسة التراخي في المحاسبة والحَوْكَمة الرشيدة ومقاومة الفساد، والعمل على إشعاع تونس في الخارج والقطع مع التوظيف على أساس حزبي بحت في مؤسسة الرئاسة وتحسين جانب الاتصال بها".

جبهة وطنية لدعم المرزوقي

من جهته، دعا رياض الشعيبي، رئيس حزب البناء الوطني والقيادي المنشق عن حركة النهضة، في رسالة نشرها على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إلى تشكيل جبهة وطنية لدعم المرزوقي باعتباره "مرشّح الثورة" في سباق الرئاسية، مقترحا تشكيل لجان شبابية في كل حيّ وفي كل قرية أو جهة، وتعبئة كل الطاقات وفتح صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتغطية حملته، وإنتاج مواد إعلامية تعطي صورة منصفةً عن المرزوقي، وتبدد الشبهات التي يثيرها الآخرون حوله.

تخوّفات من عودة الاستبداد

وقال رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية رضوان المصمودي في تصريح إعلامي؛ إنّ حركة النهضة ستجد نفسها مُجبرة على دعم واحد من المرشّحين: منصف المرزوقي أو نجيب الشابي أو مصطفى بن جعفر، لقطع الطريق أمام مرشّح نداء تونس الباجي قايد السبسي للفوز بالرئاسية بعد تصدّر حزبه الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أنّ جزءا كبيرا من الشعب التونسي متخوّف من عودة الاستبداد؛ لأنّ ما بُني خلال الثلاث سنوات الماضية يعتبر هشّا وقد يتمّ نسفه.

وفي الوقت الذي أعلن فيه مجلس شورى حركة النهضة، الاثنين، مواصلة قيادتها الاتصالات والمشاورات السياسية واستكمال المعطيات قبل أن يجتمع خلال الأسبوع الجاري من أجل تحديد المرشح الرئاسي الذي ستدعمه، بدأ شباب الحركة والجناح الطلابي في الترويج لدعم المرزوقي عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وهو ما قد يعتبره البعض خروجا عن رأي قيادة الحركة الذي بقي إلى اليوم متردّدا.
التعليقات (0)