كشفت مصادر مطلعة عن أن معارضي الانقلاب العسكري في
مصر بالخارج، سيعقدون في تركيا اجتماعين موسعين مغلقين كل على حدا، الأول سيكون نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، والثاني قبل منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
الاجتماع الأول الذي دعا له زعيم حزب غد الثورة أيمن نور، وآخرون، سيبحث تشكيل كيان ثوري جديد يحمل لواء ثورة يناير، بهدف التعبير عنها في الداخل والخارج، وهو الخبر الذي انفرد به "عربي21" خلال حواره الخاص مع "نور" سابقاً، ومن المفترض أن يكون هذا الاجتماع على مدار يومين هما 28 و29 تشرين الأول/ أكتوبر المقبلين.
وأشارت المصادر، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إلى أنه يتم التجهيز للاجتماع الثاني، الذي من المفترض أن يضم أكبر عدد من مناهضي الانقلاب في الخارج، بغض النظر عن انتماءاتهم، لكنه يضم في مجمله أنصار الشرعية والمؤيدين لعودة الرئيس الشرعي محمد مرسي، من التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، إضافة إلى المجلس الثوري المصري، وكذل بعض الشخصيات الأخرى القريبة منهم.
وأوضحت المصادر أن الهدف من هذا الاجتماع هو تنسيق وتوحيد كافة الجهود لمواجهة الانقلاب بشكل عام، ولدراسة كافة المقترحات والأفكار والتصورات لوضع ما يمكن وصفه بالإستراتيجية الجديدة لمواجهة الانقلاب وكيفية العمل على إسقاطه، ومن بين هذه الجهود دراسة الفعاليات الخاصة بـ 25 يناير المقبل، لتكون ذات تأثير كبير ضد سلطة الانقلاب.
كما كشفت المصادر عن أن هناك جهوداً تُبذل لتوحيد تحركات ورؤية المعارضين للانقلاب، ليتم ضم الاجتماعين المغلقين ليكونا اجتماعاً واحداً، على أن يتم تأجيل الحديث عن تدشين الكيان الثوري الجديد لحين الانتهاء من فعاليات 25 يناير المقبل، والاكتفاء بالكيانات الموجودة الحالية (تحالف دعم الشرعية في الداخل والمجلس الثوري في الخارج) حتى إشعار آخر.
ونوهت المصادر إلى أن هذه الجهود التي تبذل حتى الآن لم تكلل بالنجاح في ظل إصرار بعض الأطراف على مواقفهم، فيما يبدو أن فرص نجاحها تتضاءل بمرور الوقت.
من جهته، قال مصدر مطلع بالمجلس الثوري: "إن الاجتماع الذي يدعو إليه أيمن نور ينتقى بعض الشخصيات دون أن يدعو أي كيانات، ولم يصرح لأي مدعو- حسب علمي - بشأن الهدف من هذا اللقاء سوى حوار من أجل إنقاذ مصر"، مضيفاً: "بينما المجلس الثوري ماض في طريقه، رغم أن خطواته قد تكون بطيئة إلى حد ما، حسب وجهة نظري الشخصية".
وتابع المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه – في تصريح خاص لـ"عربي 21" " الأيام المقبلة ستشهد بعض التغيرات على مستوى الحراك الثوري، خاصة في ظل الهجمة الغربية على المنطقة بحجة القضاء على تنظيم "داعش"، وخضوع السيسي وانبطاحه لطلبات الغرب وتحديداً الولايات المتحدة والخليج".
وختم المصدر حديثه بالقول: "إنه نظراً لما تردد حول تورط الجيش المصري في ليبيا، وأنباء سفر عدّة كتائب منه إلى دول الخليج، وهو ما يعني تحويل الجيش المصري إلى مرتزقة للحصول على أموال لسد عجز الميزانية والوفاء بالدين الذي على السيسي نظير وقوف هذه البلاد إلى صفه في انقلابه على الشرعية والاستيلاء على سدة الحكم وتغيير مسار مصر الديمقراطي، وإبعاد التيار الإسلامي خاصة الإخوان عن المشاركة السياسية، ومحاولة القضاء على الربيع العربي في المنطقة".