قالت
وزارة الدفاع اليمنية، اليوم الخميس، إن هناك توقعات بإبرام اتفاق بين السلطات وجماعة "أنصار الله" المعروفة إعلاميا باسم "الحوثيين"، لإنهاء الأزمة الحالية بين الجانبين.
ونقل الموقع الإلكتروني للوزارة عن مصادر رفيعة قولها، إنها تتوقع أن يتم اليوم بصنعاء توقيع اتفاق لإنهاء الأزمة مع جماعة أنصار الله "الحوثيين".
ويتضمن الاتفاق عدة بنود لإزالة عوامل التوتر والاستحداثات القائمة، وتشكيل حكومة جديدة على أسس المشاركة السياسية والكفاءة، فضلاً عن الاتفاق على إجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، بما يهيئ الظروف والمناخات الملائمة لاستكمال مهام
المرحلة الانتقالية، والبدء الجاد في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني لبناء اليمن الاتحادي الجديد، بحسب المصادر ذاتها.
وأضافت الوزارة في موقعها الإلكتروني أن "الاتفاق المتوقع يأتي كثمرة للجهود الحثيثة التي بذلها الرئيس عبدربه منصور هادي طوال الأيام الماضية لإنهاء الأزمة سلمياً، وتجنيب الوطن مآسي الفتنة والحرب".
يأتي هذا بالتزامن مع عودة مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر المنتظرة اليوم إلى العاصمة صنعاء بعد لقائه في محافظة صعدة (شمالا) يوم الأربعاء بعبد الملك الحوثي زعيم جماعة أنصار الله "الحوثيين"، بحسب مصدر حكومي.
وقال بن عمر في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي إنه "بحث مع الحوثي الحلول التي يمكن أن تحظى بتوافق جميع الأطراف باليمن وتكون مبنية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني".
واختتم في صنعاء يوم 25 كانون الثاني/ يناير الماضي مؤتمر الحوار الوطني، بمشاركة 565 شخصية، مثلت شرائح المجتمع اليمني، من أجل وضع حلول لـ 9 قضايا تقف وراء أزمات اليمن، بينها قضية الجنوب، وصعدة (شمالا)، وبناء الدولة والقضايا ذات الصلة بالحقوق والحريات، والعدالة الانتقالية، والتنمية الاقتصادية.
وشملت مخرجات المؤتمر ما يزيد على 1800 نتيجة، أبرزها العمل على حل القضية الجنوبية حلا عادلا، وحل قضية صعدة (شمالا)، مع الاتفاق على نزع سلاح الحوثيين وبسط نفوذ الدولة على كل مناطق البلاد.
وشملت كذلك الاتفاق على شكل دولة اتحادية مكونة من عدة أقاليم، وهو ما تم اعتماده في شباط/ فبراير الماضي بستة أقاليم، بواقع أربعة في الشمال وإقليمين في الجنوب، وتشكيل لجنة صياغة الدستور (تشكلت في آذار/ مارس الماضي).
وأشار بن عمر إلى أن لقاءه مع زعيم الحوثيين الذي استغرق 3 ساعات كان إيجابياً وبناءً، موضحا أن المشاورات مستمرة، معربا عن أمله في أن تؤدي إلى نتائج إيجابية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن قد وصل يوم الأربعاء إلى محافظة صعدة (معقل الحوثيين)؛ للقاء زعيم جماعة أنصار الله، عبد الملك الحوثي من أجل التفاوض حول حل الأزمة الحالية بين السلطات والحوثيين المطالبين بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار الوقود، بحسب مصدر حكومي.
وأضاف المصدر الحكومي أن زيارة المبعوث الأممي تأتي أيضا لإقناع زعيم الحوثيين من أجل إنهاء المواجهات التي يخوضها
الحوثيون مع قوات الجيش في صنعاء ومحافظة الجوف شمال البلاد، دون ذكر تفاصيل إضافية.
ويجري بن عمر منذ أيام مفاوضات مع مختلف الأطراف اليمنية، من أجل الوصول إلى حل للأزمة السياسية التي تضرب البلاد منذ أكثر من شهر، إثر وضع جماعة الحوثي خيام اعتصامات على مداخل صنعاء، قرب مقار وزارات بالعاصمة، للمطالبة بإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار (الذي اختتم في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي)، وتخفيض أسعار المشتقات النفطية.
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمالا)، وبين القوات الحكومية، خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين.
ويُنظر إلى جماعة الحوثي أنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول/ سبتمبر 1962.