سخر المفكر الصهيوني يحزكيل درور من دعوة القيادة "الإسرائيلية" لتحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع
غزة، على اعتبار أن هذا التطور سيقلص من رغبة الغزيين في قتال الكيان الصهيوني.
وفي مقال نشره اليوم موقع صحيفة "هآرتس"، أضاف درور، الذي يوصف بأنه "أبو الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي" أن تجارب التاريخ المتتالية دللت على أن الناس يبدون استعداداً للقتال من أجل تحقيق تطلعاتهم القومية مدفوعين بمحفزات عقائدية وأيدولوجية حتى عندما تكون أوضاعهم الاقتصادية جيدة.
وحذر درور من أن تحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة لن يحول دون توجه الفلسطينيين للمس بالكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن مقاومي غزة يبدون استعداداً لدفع ثمن كبير من أجل المس بالأمن "الإسرائيلي".
ورفض درور الافتراض الصهيوني القائل بأن التفوق العسكري الكاسح للجيش "الإسرائيلي" على حركة
حماس سيضمن تحقيق نصر عليها، مشيراً إلى أن التجربة قد دللت على نجاح تنظيمات صغيرة ومتطرفة في المس بجيوش قوية وحديثة، معتبراً أن توظيف "حماس" للأنفاق الحربية خير دليل على ذلك.
وأوضح درور أن حرب غزة دللت بشكل واضح على أن تفوق الجيش الصهيوني الكبير لم يضمن تحقيق نصر سريع، ولن يضمن ذلك في المستقبل، وفي أية مواجهة، حيث ستواصل حركة حماس المس بالواقع الأمني الداخلي لإسرائيلي.
وهاجم درور بشدة نتنياهو لاعتماده على استراتيجية "إدارة الصراع" وحرصه على عدم خوض غمار عملية تفاوضية جدية تفضي إلى حل الصراع مع الشعب الفلسطيني.
وأضاف: "طالما ظل الصراع العربي الإسرائيلي بدون حل، فإنه سيدفع المزيد من الحركات والمنظمات للعمل ضدنا، ومن يتشبث بإدارة الصراع فإنما يتشبث بوهم يتوجب التخلص منه".
وخلص درور إلى القول: "بدون أن تحرص إسرائيل على حل القضية الفلسطينية والموافقة على دولة في حدود عام 1967، فسيتواصل تفجر الأزمات الأمنية التي يمكن أن تهدد وجود إسرائيل".
وفي سياق متصل، أكد البروفيسور أوري بار يوسف، أبرز
باحثي الأمن القومي الصهيوني أن الرهان "الإسرائيلي" على ترميم قوة
الردع في أعقاب الحرب على غزة في غير محله.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الخميس أكد بار يوسيف أن "إسرائيل" لم تفشل فقط في ترميم قوة الردع في مواجهة "حماس" بل إن هذه القوة انهارت بشكل أكبر مما كانت عليه قبل الحرب.
وأضاف: "يجب أن نعترف أن القوة العسكرية الإسرائيلية غير قادرة على حسم المواجهة مع حماس على الرغم من أن تفوق الجيش الإسرائيلي لم يكن موضع شك أو تساؤل".
وأردف قائلاً: "جذور مشكلة الردع الإسرائيلية في مواجهة حماس تتمثل في قدرة الحركة على استخدام وسائل بدائية وتوظيفها في إصابة إسرائيل، وسيذكر التاريخ اليوم الذي توقفت فيه شركات الطيران الأجنبية عن الطيران في أجواء إسرائيل كاليوم الذي تمكنت فيه صواريخ محلية صنعت في غزة من إغلاق أجواء إسرائيل أمام الطيران العالمي".
وأكد بار يوسيف أن نتائج الحرب ستكون لها تداعيات بعيدة الأثر على قدرة إسرائيل على استخدام القوة المفرطة ضد غزة في المستقبل، منوهاً إلى أن نتائج الحرب ستشجع حماس على التزود بأفضل السلاح والتحوط للمستقبل بصواريخ أكثر تطوراً.