استفاقت ساكنة حي "بوركون" بمدينة
الدار البيضاء وسط
المغرب في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة على فاجعة وفاة خمسة أشخاص وإصابة قرابة ستين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، بعد انهيار ثلاث عمارات على رؤوس سكانها، واحدة من خمس طوابق واثنين بأربعة طوابق.
ووفق إفادة مصادر من عين المكان ل "عربي21" فإن عمليات انتشال المواطنين من تحت الركام من طرف الوقاية المدنية ما تزال مستمرة، غير أنها تتم ببطء وبوسائل جد محدودة مما فجر غضب السكان الذين يحتجون باستمرار على هذا الواقع مع انخراطهم في عمليات الإنقاذ.
وأفاد القائد الجهوي للوقاية المدنية بالدار البيضاء (أكثر مدن المغرب كثافة سكانية)، عبد العالي غدوال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي مولاي يوسف وإلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، مبرزا أن عناصر الوقاية المدينة التي هرعت إلى موقع الحادث، معززة بفرق من الرباط وسطات، مستعينة بكلاب، تواصل عمليات الإغاثة لانتشال سكان لا زالوا محاصرين تحت الأنقاض.
وفيما عثر على ضحيتين بعد مفارقتهما الحياة بعين المكان، توفي الثلاثة الآخرون بعد نقلهم للمستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية، فيما علم الموقع أن العديد من المواطنين مازال بعضهم يصرخ تحت الأنقاض ويطلب النجدة، منهم إحدى الفنانات المغربيات وعائلتها.
مصادر محلية أكدت للموقع، أن وضع الأسر المتضررة في تأزم وأن حالة من الرعب تخيم على المكان، وأن صعوبات الإنقاذ ومحدودية الوسائل سيرفع لا محالة من عدد المصابين وربما الموتى، كما أن عدد من المسؤولين والسلطات العمومية اضطر لمغادرة المكان بفعل تجمهر الساكنة حولهم.
وقد انتقد العديد من المواطنين اكتفاء كل من عامل عمالة آنفا، كريم لحلو، وعمدة مجلس مدينة الدار البيضاء، محمد ساجد، بالدعاء للمصابين والمتوفين، وتكرار عبارات أن الوقاية المدنية تقوم بواجبها.
يشار إلى أن الانهيار الذي وقع حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا، ليس الأول من نوعه بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، خاصة بالمدينة القديمة، حيث تشهد كل سنة تقريبا أزيد من حادث مفجع يذهب ضحيته العديد من المواطنين.
كما يذكر أن آلاف المنازل بمدينة الدار البيضاء مهددة بالسقوط في أي لحظة، وعلى خلفية ذلك سبق تعيين لجنة حكومية بتوجيهات ملكية مكلفة بتتبع الموضوع، غير أنها تصطدم بعدم رغبة الساكنة في مغادرة تلك المباني أمام غياب بديل عملي بالنسبة إليهم.