ألقى المشير عبد الفتاح السيسي، الأربعاء الماضي، كلمة مسجلة بعد إعلان لجنة
الانتخابات الرئاسية فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، أثارت استغراب كل من شاهدها، حيث بدا وجهه مسودا بشكل ملحوظ، في صورة مختلفة عن التي ظهر عليه قائد الانقلاب طوال الشهور الماضية.
وكثرت الأقاويل والتفسيرات على مواقع التواصل الاجتماعي - من مؤيدي الانقلاب ومعارضيه على حد سواء - عن سبب سواد وجه السيسي بهذه الطريقة الغريبة.
خطأ تقني
ونقلت صحيفة "
المصري اليوم" عن خبير إعلامي قوله، إن الكلمة التي ألقاها السيسي تم تسجيلها بواسطة شركة خاصة وتحت إشراف مسؤولي حملته الانتخابية وليس عبر التلفزيون الرسمي للدولة كما اعتاد كل حكام مصر السابقين.
وأضاف الخبير أن الكلمة تم تصويرها بتقنية عالية الجودة، وأن القنوات الفضائية التي بثتها قامت بعرضها بتقنية مختلفة، وهو ما تسبب في خطأ تقني جعل وجه السيسي يكسوه السواد.
مشكلة في الإضاءة
لكن مصدرا في التلفزيون الرسمي أكد أنه تلقى إشارة البث للكلمة مثل باقي القنوات الفضائية الخاصة، ولم يكن له أي تدخل فيها بأي شكل.
وأشار إلى أن الكلمة كان فيها أخطاء فنية أهمها وجود مشكلات في الإضاءة، وهو ما جعل لون وجه السيسي أسود من المعتاد بكثير، مضيفا أن تلك الأخطاء تشبه ما حدث في الخطاب قبل الأخير للرئيس المخلوع حسني مبارك حيث أشرف عليها نفس الفريق الذي نفذ كلمة السيسي الأخيرة.
وقال الدكتور "حسن علي" الخبير الإعلامي، إن كلمة السيسي لم تسجل في "استوديو" مجهز، بل تم تنفيذها في مكان إمكانياته ضعيفة ومحدودة، مشيرا إلى أن المخرج لم ينتبه إلى شكل ونوع الإضاءة التي كانت سيئة للغاية.
ولم تقف الحملة الانتخابية للسيسي صامتة أمام كل هذا اللغط، ونشرت على صفحتها على "فيسبوك" صورا تم التقاطها أثناء إلقاء السيسي للكلمة ويبدو فيها وجهه طبيعيا، ونشرت بجانبها صورا أخرى مأخوذة من الفيديو الذي تمت إذاعته، وقالت إن وجه السيسي يبدو فيها "أحمر" وهو ما يؤكد - بحسب الحملة - أن الصورة التي ظهر عليها وجه السيسي أثناء الخطاب جاءت ناتجة عن أخطاء في الإضاءة والإخراج.
المكياج السبب
من جانبه أكد "ياسر عبد العزيز" الخبير الإعلامي، أن إخراج الكلمة كان رديئا، مشيرا إلى أنه لم يتم وضع ماكياج على وجه السيسي، ولم يتم معالجة الشكل النهائي لظهوره التلفزيوني، ولهذا ظهرت الصورة بشكل غير ملائم.
وأكد أن السيسي قصد ذلك، كما أنه لم يرتب الخطاب أو يجري بروفات عليه، لأنه يؤمن بالاتصال المباشر مع الجمهور ويسعى إلى أن تتسم حواراته بالصدق والعفوية.
عملية تجميل؟
أما القاضي السابق وليد شرابي، عضو جبهة الضمير المدير الإقليمي لمنظمة "هيومان رايتس مونيتور"، فأورد سببا مختلفا لظهور قائد الانقلاب العسكري في خطابه الأخير أسود الوجه.
وقال شرابي في تدوينة له على "فيسبوك": "كثر الحديث حول سواد وجه السيسي في الظهور الأخير له، وحتى يعلم الجميع، فقد أجرى المذكور عملية تجميل لشد تجاعيد وجهه، وهذا السواد من الآثار الجانبية للعملية وسيستمر معه لبضعة أيام".
وقال الداعية الإسلامي الشيخ عصام تليمة عبر "تويتر": "وجه السيسي في خطابه اليوم فكرني بوجه علي عبدالله صالح بعد حرقه".
افتتاح مشروعات
ونشرت صفحة غير رسمية على "فيسبوك" صورا للسيسي، قالت إنها التقطت له أثناء زيارته لأحد "المشروعات الشبابية" في الصحراء، دون أن تفصح عن مكان أو وقت تلك الزيارة، وقالت إن أشعة الشمس هي السبب في
سواد وجهه.
ونفت صفحة "الجهاز الإعلامي لوزارة الداخلية" - التي يديرها ضباط شرطة - الشائعات التي تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي،من أنه كان في المصيف وأن سواد وجهه كان بسبب حمامات الشمس.
وأضافت الصفحة نقلا عن شخص يدعى العقيد "وليد محمد" عرفته بأنه ضابط بالقوات المسلحة قوله: "الحقيقة التي لا يعرفها أحد أن سيادة المشير منذ السبت الماضي، وهو يقوم بزيارات ميدانية غير معلنة، يتفقد خلالها مشروعات الشباب من صوب زراعية والتجهيز لبناء محطات طاقة شمسية لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل تلك المشروعات، وتفقد أيضا محطات تحلية المياه المستخدمة في زراعة تلك الصوب الزراعية، بالإضافة إلى العربات المجهزة لنقل المحاصيل والمنتجات وبيعها بواسطة الشباب".
وأضاف العقيد وليد: "سيادة المشير لم ينتظر مراسم التنصيب ولا الاحتفالات، ولم يذهب إلى التنزه، بل إنه يسير على درب نداء الشعب الذي أمره بالترشح للانتخابات وأعطاه ثقته عبر صناديق الاقتراع، ليختار المشير طريق رفع المعاناة عن الشعب المصري العظيم، لتوفير كل سبل الحياة الكريمة".
كان بيصيف
وبطبيعة الحالة، لم يفوت المصريون ذلك المشهد دون سخريتهم المعهودة، حيث تعددت تفسيرات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المعارضين للانقلاب التي تحمل تهكما على ظهور السيسي بوجه أسود.
وقال أحد النشطاء: "ده بس من آثار نتيجة مقاطعة المصريين للانتخابات". ورد عليه آخر: "ده نيولوك جديد للسيسي".
بينما قال ناشط: "هو بس بيوفر في الإضاءة ومشغل لمبة موفرة". وقال رابع: "شكلنا هانشوف أيام سودة زي وشه".
وقال أحدهم: "هو كان بيصيف وتفاجأ بفوزه في الانتخابات ورجع على طول مسافة السكة".
وقال ساخر آخر قائلا: "تقريبا الراجل بتاع الميكياج كان بيعمل المكياج بتاع السيسي لكن الكهربا قطعت عليه".
وتساءل آخر: "أومال من غير مساحيق التجميل كان هيظهر إزاي؟ أمنا الغولة؟!".
الله سود وجهه
بينما قام آخرون بتفسير الصورة التي ظهر عليها السيسي مستشهدين بآيات القرآن الكريم التي تتحدث عن سواد وجه الظالمين والمتكبرين في مقابل النور الذي يلقيه الله عز وجل على وجوه الشهداء والصالحين.
وقال أحد النشطاء: "أول لما شوفت وجه السيسي في التلفزيون تذكرت الآيات الكريمة (كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)، و(وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة)، و(ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)، صدق الله العظيم".
وقال آخر، إن هذه إشارة من الله تؤكد غضبه على السيسي بسبب قتله آلاف الأبرياء، مستشهدا بقوله عز وجل (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه).