فيما يمثل تواصلاً لتوظيف الهجوم الذي استهدف المتحف اليهودي في بروكسل الأسبوع الماضي، واصلت النخب "
الإسرائيلية"
التحريض على المسلمين وتحديداً التجمعات الإسلامية في
أوروبا.
وقال الدبلوماسي "الإسرائيلي" السابق بوعاز بسموت إن المسلمين قادمون لاحتلال أوروبا، وإن الخطوة التي يتوجب على قادة أوروبا القيام بها حالياً وبدون تردد هي التصدي لهم.
وفي مقال نشره اليوم في صحيفة "يسرائيل هيوم" قال بسموت إن أوروبا تحتاج إلى كال مارتل جديد.
ومارتل يعد بطلاً قومياً في فرنسا، لنجاحه عام 732م في منع الجيش المسلم، الذي انطلق من أسبانيا من اجتياح فرنسا وانتصر عليه في معركة "تور".
واعتبر بسموت أن مارتل هو "القدوة" التي يتوجب على قادة أوروبا اقتفاء أثره لتحصين أوروبا في مواجهة "الخطر الإسلامي" الذي يهدد أوروبا، والذي يرى بسموت أن آخر مظاهره كان هجوم بروكسل.
وقد استغل وزير الحرب "الإسرائيلي" موشيه يعلون الهجوم وطالب بتشديد التعاون الاستراتيجي لمواجهة "خطر الجهاديين الأوروبيين وبيئتهم الداعمة".
وذكرت الإذاعة العبرية صباح اليوم أن يعلون اتصل بعدد من نظرائه الأوروبيين، محذراً من خطورة السماح بتدفق "الجهاديين" من أوروبا إلى سوريا.
ونقلت الإذاعة عن يعلون قوله أنه يتوجب إرساء دعائم تنسيق دقيق ومتواصل بين أوروبا و"إسرائيل" لمواجهة "خطر الجهاديين، مشدداً على أنهم يمثلون "وجع رأس كبيرا للغرب وإسرائيل".
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر عسكرية "إسرائيلية" قولها إن هناك 2700 مواطن أوروبي يقاتلون إلى جانب قوات المعارضة السورية، من بينهم 770 فرنسيا و270 بلجيكيا.
وتأمل تل أبيب أن يسمح صعود اليمين المتطرف بإيجاد بيئة سياسية داخلية، تفضي إلى إرساء دعائم سياسة داخلية، تقوم على فرض إجراءات أوروبية أكثر صرامة ضد الوجود الإسلامي في أوروبا، وبلورة سلم أولويات جديد للسياسة الخارجية، يركز على التعاون مع إسرائيل ويغض الطرف عن الخلاف معها بشأن المستوطنات والمفاوضات مع الفلسطينيين.
وقد أصدر "مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب"، الذي يتبع وزارة الحرب "الإسرائيلية" عدة دراسات مؤخراً حول المخاطر الناجمة عن ظاهرة "المقاتلين الأجانب"، في حال سقط نظام الأسد، أو ضعف إلى حد كبير.
ويدعي صناع القرار في إسرائيل أن ما يسوغ شعورهم بالقلق حقيقة أن نسبة كبيرة من المقاتلين الأوروبيين يتمركزون في محيط مدينة "القنيطرة"، ويسيطرون على تلال تشرف على المستوطنات اليهودية في الجولان.
في ذات السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر أمس أن قادة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية هم أكثر الأطراف في "إسرائيل" ارتياحاً لصعود اليمين المتطرف في أوروبا بسبب العلاقات الدافئة بين الجانبين.
وتبدي الجمعيات اليهودية الأوروبية المتحالفة مع المستوطنين اليهود في الضفة الغربية حماساً كبيراً لقوى اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية.
وكشفت الصحافية أبيراما غولان النقاب عن أن ممثلي "رابطة الدفاع اليهودية" في فرنسا هم من أشد المؤيدين لحزب الجبهة الوطنية الذي تقوده مرين لوبين، مع العلم أن "رابطة الدفاع اليهودية"، هي الجسم الذي أسسه الحاخام مئير كهانا قبل ثلاثة عقود، وتطالب بطرد الفلسطينيين في شاحنات للدول العربية.
وفي مقال نشرته أمس صحيفة "هآرتس"، نوهت غولان إلى أن اليمين الإسرائيلي يرى في اليمين المتطرف الأوروبي "رأس الحرب" في مواجهة "الخطر الإسلامي"، ويراهن على مواقفه.