نظم المئات من الصحفيين وقفة أمام مبنى نقابتهم السبت تنديدا بمقتل زميلتهم ميادة أشرف الصحفية بجريدة الدستور أثناء تغطيتها للمظاهرات في منطقة عين شمس بالقاهرة.
ورفع المشاركون في الوقفة لافتات ورددوا هتافات تندد بتكرار حوادث القتل والاعتداء التي يتعرض لها
الصحفيون خلال الفترة الماضية، وحملوا وزارة الداخلية مسؤولية مقتل ميادة وبتقاعس النقابة عن حمايتهم.
وأدان الاتحاد العام للصحفيين العرب مقتل ميادة، محذرا -في بيان له تلقى عربي 21 نسخة منه- من أن الاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون في
مصر تمثل تحولا خطيرا يجب التصدي له بكل قوة.
سحب الثقة من النقيب
ويشهد الوسط الصحفي حالة من السخط الشديد بعد مقتل ميادة أشرف، حيث أعلنت مجموعة كبيرة من الصحفيين رفضهم التام لمواقف نقيب الصحفيين تجاه الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال الأشهر الماضية ووصفوها بـ"المتخاذلة".
وخلال وقفتهم الاحتجاجية أعلن الصحفيون تقدمهم بطلب لعقد جمعية عمومية طارئة لسحب الثقة من النقيب ومجلس النقابة، خصوصا بعد وقوع ضحايا منهم أثناء أدائهم واجبهم المهني، وحملوا الداخلية مسؤولية كل ما يحدث لهم من انتهاكات.
وأعلن الصحفيون الإضراب عن العمل الميداني وعدم تغطية تظاهرات الجمعة المقبلة تضامنا مع ميادة.
وانتشرت السبت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لإضراب عام بجميع الصحف الجمعة المقبلة، اعتراضا على استمرار الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون خلال تأدية عملهم، وتضامنا مع زملائهم المصابين والمعتقلين.
وأكد الداعون للإضراب أن إدارات المؤسسات الصحفية والإعلامية ونقابة الصحفيين التي يعملون بها تتجاهل قضاياهم وحقوقهم، مهددين بخطوات تصعيدية في حالة استمرار هذا التجاهل.
سترات واقية للصحفيين
وفي محاولة لامتصاص غضب الصحفيين، قال النقيب ضياء رشوان إن وزير الداخلية أصدر قرارا بتوفير 100 سترة واقية من الرصاص وخوذات لحماية الصحفيين المكلفين بتغطية الأحداث الميدانية بالشارع، مؤكدا أن النقابة ستتسلم الدفعة الأولى خلال يومين.
وأعلن رشوان أن رئيس الوزراء وافق على ضم ميادة أشرف لقوائم شهداء الثورة، وسيتم منح أسرتها "معاش شهيد"، مثلما حدث مع الصحفيين الذين لاقوا نفس مصير ميادة من قبل.
وقال خالد البلشي عضو مجلس النقابة، إنها تدرس مقترحات لمطالبة الداخلية بآليات لحماية الصحفيين الميدانيين، منها فتح باب الانتساب للنقابة أمام الصحفيين الميدانيين من غير أعضاء النقابة، كحماية وغطاء نقابي ومهني لهم أثناء ممارسة عملهم.
ودعا هشام يونس عضو مجلس نقابة الصحفيين إلى إلزام الصحف بالتأمين على حياة الصحفيين الذين يقومون بتغطيات ميدانية بمبالغ مناسبة.
أحلام تتلقى تهديدات
بدورها روت الصحفية "أحلام حسنين" زميلة ميادة أشرف في جريدة الدستور والشاهد الوحيد على مقتلها، شهادتها على الحادثة خلال وقفة اليوم أمام نقابة الصحفيين.
وأكدت أحلام أن الأمن أطلق الرصاص الحي على المسيرة وأن الإخوان اكتفوا بالهروب من المكان وأن الرصاصة التي قتلت ميادة جاءت من مكان وقوف الشرطة، مؤكدة أنها لم تشهد القاتل.
وبسبب هذه الشهادة، تلقت أحلام تهديدات بالفصل من العمل، حيث ذكرت صفحة "كلنا ميادة أشرف" على فيس بوك أن رضا إدوارد مالك صحيفة "الدستور" هدد أحلام حسنين بالطرد من الجريدة في حالة ذهابها إلى النيابة والإدلاء بشاهدتها ضد من قتلوا زميلتها.
ورضا إدارود هو أحد أكبر رجال الأعمال الداعمين للانقلاب، ويعرف عنه عداؤه الشديد للإسلاميين عموما ولجماعة الإخوان المسلمين بوجه خاص.
وقال الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث الرسمي باسم هيئة الطب الشرعي، إن ميادة أشرف قٌتلت بطلق ناري خلف الأذن خرج من وجهها أدى إلى وفاتها على الفور، مشيرا إلى أنه لا يستطيع تحديد ما إذا كانت الرصاصة من النوع الذي تستخدمه الشرطة أم لا بسبب خروجها من جثمان الضحية.
متاجرة بالدماء
من جانبه، واصل اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث باسم الداخلية اتهام الوزارة للإخوان بقتل الصحفية، قائلا إن ميادة كانت مستهدفة من قبل الإخوان وسبق أن احتجزتها الجماعة وقام الأمن بتحريرها.
وكذب المتحدث رواية زميلة الضحية التي كانت معها لحظة مقتلها، والتي أكدت أن ميادة قتلت برصاص الشرطة، قائلا: "هذا الكلام غير حقيقي، ومعظم أصدقائها أكدوا على أنها قُتلت برصاص الإخوان".
وناشد عبد اللطيف الجميع عدم المتاجرة بدمائها لتحقيق مصالح سياسية، على حد قوله، مضيفا، في مداخلة مع قناة "المحور" مساء السبت، أن قوات الأمن تكثف جهودها للتوصل إلى المتورطين في قتلها وتم بالفعل تحديد هوية الجناة.
ونفى المتحدث الرسمي باسم الداخلية استخدام الأمن للرصاص الحي في الاشتباكات، مشيرا إلى أن الشرطة لم تستخدم سوى الغازات المسيلة للدموع فقط حرصا على سلامة الأهالي.
وحمل مرصد صحفيون ضد التعذيب وزير الداخلية ونقيب الصحفيين مسؤولية ما آلت إليه أوضاع الصحفيين في مصر من قتل وإصابة واعتقال أثناء أدائهم واجبهم المهني منذ
انقلاب الثالث من يوليو وحتى الآن.
وأكد المرصد، في بيان له تلقى عربي 21 نسخة منه، أن ميادة أشرف هي الضحية رقم 10 من الصحفيين منذ 29 يونيو 2013 الذين تم استهدافهم برصاص قوات الأمن، فضلا عن عشرات المصابين من الصحفيين والإعلاميين، واعتقال 22 صحفيا وإعلاميا.