اقتحم
صحفيون مصريون السبت،
مقر نقابتهم وسط القاهرة؛ واتهموا مسؤولي
النقابة بـ "المتخاذل" إزاء مقتل صحفية أثناء تغطيتها احتجاجات الجمعة.
وارتدى المقتحمون ملابسا سوداء، وتحت شعار "أوقفوا قتل الصحفيين"، نظم حوالي 200 صحفي وقفة احتجاجية، أمام مقر النقابة؛ للتنديد بمقتل الصحفية
ميادة أشرف (21 عاما) أثناء تغطيتها الجمعة، احتجاجات شهدت اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين مؤيدين للرئيس المنتخب محمد مرسي، في منطقة عين شمس شرقي القاهرة.
واعتبر صحفيون محتجون هذه الفعالية الاحتجاجية "بداية لانتفاضة الصحفيين".
واقتحم محتجون مقر النقابة، وأعلنوا عن اعتصام لمدة ساعة؛ تنديدًا بما اعتبروه "تخاذلا" من جانب مسؤولي النقابة عن حماية الصحفيين، بحسب بيان للمحتجين.
وردد الصحفيون هتافات منها: "واحد اتنين (اثنين) حق الصحفي فين (أين؟)"، "يا وزير الداخلية مش (لن) هنسيب (نترك) حق الصحفية".
وحملوا لافتات عليها شعارات تندد بمقتل الصحفية، منها: "ميادة أشرف ماتت مقتولة .. والنقابة هى المسؤولة"، "أوقفوا استهداف الصحفيين"، و"أنا صحفي.. أنا دمى رخيص".
وقال الصحفيون في بيانهم: "نرفض وبشدة بالغة الموقف المتخاذل لنقيب الصحفيين المصريين (ضياء رشوان) حيال أزمة الزميلة ميادة أشرف، باكتفائه فقط بمنحها عضوية شرفية بالنقابة".
ورأوا أنه "كان يجب عليه أن يكون له موقف أكبر من ذلك، يصل حد مخاطبة وزارة الداخلية (برئاسة اللواء محمد إبراهيم) وتحذيرها من المساس بالصحفيين أثناء تأدية عملهم، وتصعيد الأمر إلى رئيس الجمهورية (المؤقت عدلي منصور)، أو أن يعلن هو ورؤساء التحرير قرارًا بالاحتجاب عن الصدور لمدة يوم، على الأقل، حدادًا على حرية الصحافة"، بحسب البيان.
واختتم الصحفيون بيانهم بأنه "ستظل أسماء الزملاء أحمد محمود، والحسيني أبو ضيف، وصلاح الدين حسن، وأحمد عاصم، وحبيبة عبد العزيز، ومصعب الشامي، وأحمد عبد الجواد، وتامر عبد الرؤوف، ومحمد سمير، ومصطفى الدوح، وميادة أشرف وغيرهم من الزملاء (الذين قتلوا خلال أحداق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 وما بعدها) محفورة في قلوب جموع الصحفيين، ولن تذهب دماؤهم هدراً".
فيما قال نقيب الصحفيين، في تصريحات صحفية، السبت: " إن محامى النقابة سيتابع التحقيقات في مقتل الزميلة".
وأضاف رشوان أن "مجلس النقابة قرر تشكيل لجنة لمتابعة التحقيقات"، وأنه خاطب وزير العدل، نير عثمان، لانتداب قاضي تحقيقات لكشف ملابسات واقعة القتل.
في السياق ذاته، أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، مقتل الصحفية "ميادة أشرف"، معربة عن قلقها من تزايد حدة الانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين، مما يعد مؤشراً واضحاً لاحتمالية وقوع المزيد منها خلال الفترة القادمة، خاصة مع ممارسة الأمن والمتظاهرين للعنف المفرط.
وطالب الشبكة (منظمة غير حكومية متخصصة في الدفاع عن حرية التعبير ومقرها القاهرة)، في بيان لها السبت، بفتح تحقيق عاجل للكشف عن قاتل الصحفية، وتقديمه إلى المحاكمة العادلة، بالإضافة إلى التوقف عن ملاحقة الصحفيين والإعلاميين، وتوفير الحماية اللازمة لهم أثناء قيامهم بعملهم في نقل الحقيقة.
بدورها طالبت مبادرة "فؤاده وتش"، وهي منظمة حقوقية مصرية غير حكومية تعنى بحقوق النساء ، اليوم السبت، نقابة الصحفيين المصرية بـ"الإسراع في تدريب وتأهيل الإعلاميين المنتمين إلى النقابة وغير المنتمين لها، على مهارات السلامة الشخصية".
وقالت المنظمة، في بيان لها: "إن المساواة بين الجنسين في مصر لم تتحقق إلا في القتل"، في إشارة لمقتل الصحفية.
وطالبت المنظمة، وزارة الداخلية بأن تعمل على "تأهيل الأفراد والقوات النظامية التابعة لقطاعات الوزارة المختلفة وفقاً لمبادرات المجتمع المدني التي قُدمت عقب ثورة يناير/كانون ثاني 2011، والتي تركزت على دمج معايير حقوق الإنسان وإعادة الهيكلة".
وقُتلت الصحفية ميادة أشرف، خلال تغطيتها، السبت، مسيرة احتجاجية نظمها مؤيدون لمرسي، برصاص قوات الأمن، بحسب مرافقين لها.
بينما تتهم وزارة الداخلية عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها "منظمة إرهابية"، بقتل ميادة خلال اشتباكات مع قوات الأمن.
وميادة كانت تعمل مراسلة ميدانية لموقع "مصر العربية" الإخباري الخاص على الإنترنت، كما تعمل مع صحيفة "الدستور" المصرية الخاصة.
وأرجع تقرير الطب الشرعي سبب وفاتها إلى إصابتها بطلقة نارية في بالرأس خلف صوان الأذن، خرجت من يمين الوجه، وأدت إلى كسور فى الفك والوجه والرأس وتهتك بالغدد.