أصدر المتحدث باسم الجيش
المصري العقيد أحمد محمد علي بيانًا حول ما نشرته جريدة "السياسة" الكويتية من تصريحات منسوبة لوزير الدفاع المصري عبدالفتاح
السيسي بشأن عزمه خوض
الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأكّد علي أن ما نشرته جريدة السياسية الكويتية مجرد اجتهادات صحفية، وليست تصريحات مباشرة من المشير السيسى، وتم تحميلها بعبارات والفاظ غير دقيقة، خاصة بعد نقلها فى مختلف وسائل الإعلام.
وقال إن قرار ترشح المشير/ عبد الفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية من عدمه ، هو قرار شخصى سيحسمه بنفسه أمام أبناء الشعب المصرى العظيم دون غيرهم ، من خلال عبارات واضحة ومباشرة ، ولا تحتمل الشك أو التأويل .
وجاء بيان المتحدث العسكري بعد ساعات من نشر جريدة "السياسية" الكويتية ما قالت إنه حوار مع وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ونسبت له فيه القول إنه حسم أمره وقرر تلبية طلب شعب مصر بشأن
الترشح لمنصب رئاسة البلاد.
وبحسب الصحيفة قال وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي إنه حسم أمره وقرر تلبية طلب شعب مصر بشأن الترشح لمنصب رئاسة البلاد، بحسب ما جاء في حوار أجراه مع أحمد جار الله، رئيس تحرير صحيفة "السياسية" الكويتية، ونشرته الصحيفة في عدد الخميس.
وفي رده على سؤال بشأن ترشحه للرئاسة، أضاف السيسي: "لقد حسم الأمر وليس أمامي إلا تلبية طلب شعب مصر، وهو أمر سمعه القاصي والداني، ولن أرفض طلبه، سأتقدم لهذا الشعب بتجديد الثقة عبر التصويت الحر".
وحول استعداده لهذا المنصب خاصة أنه يأتي في ظل تطلعات كبيرة للشعب المصري، قال: "لقد توكلت على الله، ولن أرفض رغبة أبناء بلدي، ولكنني سأطلب منهم العون، فمصر دولة متوعكة وتوعكها مزمن، وقد ازداد في السنوات الأخيرة، والشعب يدرك أن الأمانة ثقيلة، وهي تتطلب تعاون الجميع في حملها، ولذلك علينا أن نتشارك في هذا الحمل، ونعمل من أجل شفاء بلدنا من هذه الوعكة".
واستطرد موضحا: "عندما أقول كلنا, أقصد القيادة والشعب, علينا حرث الأرض سوية وزرعها ببذور صالحة حتى تشفى أم الدنيا المحروسة التي عكر صفوها حكام حلموا بجعل حكمها انتفاعا وتمصلحا أنانيا وليس عملا وطنيا, إنها تحتاج للتخلص من إرث الماضي كله ومعالجة ما خلفه ذاك الإرث, بالإضافة إلى معالجة ما تسببت به المرحلة السابقة وأدى إلى تعثر مسيرتها. مصر الآن ستعيش مرحلة جيدة من السلوك المجتمعي والاقتصادي والكرامة الوطنية الصادقة".
وقال إنه يحمل هم الثقة التي أولاها إياه الشعب المصري، قائلا: "كلي أمل أن يكون الانجاز على قدر الحلم".
وأضاف: "لا أخفيك أن رغبات الناس وآمالهم باتت كبيرة جدا بعد الوعكة الاخيرة, وهي أحلام لا حدود لها, هذا أمر طبيعي, ولذا علينا أن نحققها جميعها, ونعمل كلنا بصدق, على تحقيقها سريعا, من الكبير إلى الصغير كل من موقعه".
واعتبر أن "مصر بحاجة إلى من يسخر لها وقته كله, كما أنها بحاجة إلى جهود مشتركة ووعود صادقة, فنحن جميعنا, أي أنا ومن وثقوا بي, عانينا ممن عبثوا بمصر, ورأينا كيف حكموها ليستغلوا مقدراتها لأنفسهم, بل وعبثوا بأحلام شعبها وطموح شبابها".
وبشأن ما سيقوله للشعب المصري عند أدائه قسم اليمين الدستورية كرئيس للجموهرية حال فوزه بالمنصب، قال السيسي في حواره مع أحمد جار الله: "سنصدق الناس القول, لن نتلاعب بأحلامهم, أو نقول لهم أن لدينا عصا سحرية, سأقول لهم: تعالوا إليَّ نشبك أيدينا بأيدي بعضنا بعضا, ونعمل سوية لبناء مصر بلد التسعين مليون نسمة".
ولفت إلى أن مصر تمتلك "امكانيات ضخمة لا تحتاج إلا إلى تسويق جيد, وبناء ثقة, ووضع خريطة طريق واضحة للاستفادة منها, زراعيا وسياحيا وصناعيا وتجاريا".
وأضاف: "علينا تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار الوطني والأجنبي, سواء أكان عربيا أو أجنبيا".
واعتبر أن الوضع الأمني في مصر حاليا "أفضل مما كان عليه سابقا".
وقال: "أقولها لك بكل صراحة, لن تعكر صفو حياتنا قنبلة هنا وأخرى هناك, أو تظاهرة أو اعتصام... قريبا, وقريبا جدا سنتوجه إلى العمل على تحقيق ما طالب به شعبنا, وسنضع خريطة طريق تنموية, ونعمل على ايجاد بيئة استثمار حسنة وجاذبة, وكل هذا سيكون من خلال قوانين متطورة جاذبة للاستثمار المصري والعربي والأجنبي, وسنعدل أيضا ما لدينا من قوانين ليتناسب مع ذلك".
وبشأن سياساته على المستوى العربي حال فوزه بمنصب الرئاسة، قال وزير الدفاع المصري في حواره مع صحيفة "السياسية" الكويتية إنه سيدعو إلى قيام اتحاد عربي "يقوم على تعاون مشترك بين الدول التي تعاني من الإرهاب, كي تكون الحرب عليه مشتركة", معربا عن اعتقاده بأن "دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية, ودول أخرى سترحب بهذا الاتحاد الذي ستكون غايته, كما قلت, القضاء على هذا الإرهاب الأسود".
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان منزعجا من موقف بعض الدول الكبرى إزاء ما يجري في مصر، قال: "نحن نثق بأنفسنا قبل أن نثق بغيرنا, وهذه الدول لها مصالحها في العديد من مناطق العالم, وطالما أن تلك المصالح لا تصطدم مع مصلحتنا الوطنية في العالم والإقليم, ولا تصطدم مع أمننا ومصالحنا الداخلية فهي لا تعنينا في شيء, نحن حاليا في مسار آخر, هو مسار إعادة بناء بلدنا وإيقاظه من كبوته والمحافظة على عزته والله هو الموفق".