قضايا وآراء

البحث عن سراب الانتصار في غزة تبدده الضفة والـ 48

حازم عياد
إصابة 4 عناصر من الشرطة الإسرائيلية بعملية دهس واستشهاد المنفذ
إصابة 4 عناصر من الشرطة الإسرائيلية بعملية دهس واستشهاد المنفذ
أصيب 4 من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلية بجراح، وصفت حالة اثنين منهم بالخطيرة والمتوسطة؛ جراء تعرضهم للدهس قرب مستوطنة "كوخاف يئير" القريبة من مدينة الطيرة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 صباح يوم أول أمس الأربعاء، عملية سبقها موجة من العمليات الفدائية شملت عسقلان وإسديروت ورهط في النقب المحتل عام 48.

العمليات داخل أراضي  48 ازدادت من حيث الكثافة والنوعية والنطاق الجغرافي من الطيرة (المركز)، وسط فلسطين المحتلة عام 48 إلى جنوبها في رهط وإسديروت وعسقلان؛ كما تنوعت الوسائل والأدوات المستخدمة من الأسلحة البيضاء إلى عمليات الدهس إلى الأسلحة النارية، وتركزت على جنود الاحتلال، حُيد فيها نقيب يعمل رئيسا لقسم التكنولوجيا والصيانة في قسم لواء ناحال الإسرائيلي الناشط في قطاع غزة.

العمليات في أراضي فلسطين المحتلة عام 48 تشبه في إرهاصاتها الأولى ما حدث في الضفة الغربية طوال الأعوام الثلاث الماضية، لكن بوتيرة أكثر تسارعا وكثافة من حيث الكم والنوع والزمن، خصوصا خلال الشهرين الفائتين.

 فالضفة الغربية التي بدأت بالسلاح الأبيض والعمل الفردي، تحولت إلى عمل منظم وبأسلحة نوعية كان للتصنيع الحربي نصيب كبير فيها، عاكسة اتساع الحاضنة الاجتماعية للمقاومة، وتطور الإمكانات والموارد وتطور العمل التنظيمي هيكليا ونوعيا؛ وهو السيناريو الذي يتوقع أن يتكرر في أراضي 48 ولكن بوتيرة أسرع، بتأثير من جرائم الاحتلال في قطاع غزة وحالة الإلهام المرافقة لصمود المقاومة فيها، فضلا عن التفاعل المباشر مع  التطور النوعي للمقاومة في الضفة الغربية، التي يتوقع أن تمثل عمقا استراتيجيا وممرا لوجستيا مهما، يسهم  في تطوير أداء المقاومة في أراضي 48.

 بالتوازي مع هذا التطور، فإن تآكل فاعلية التنسيق الأمني بين السلطة في رام الله والاحتلال الإسرائيلي وانضمام العديد من منتسبيها للفعل المقاوم عبر العمل الفردي أو الاستخباري، مقابل تمسك قيادة السلطة في رام الله بالتنسيق الأمني، الذي يخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية دون أن يوقف هجمات وجرائم جيش الاحتلال والمستوطنيين في الضفة الغربية، عزز  تآكل نفوذ ومكانة وشرعية سلطة رام الله، وهيأ الظروف لمزيد من التخادم والتطوير للفعل المقاوم بين الأراضي المحتلة عام  48 والأراضي المحتلة عام 67 وقطاع غزة.

الفعل المقاوم أخذ في التطور والتكيف والتعلم في الضفة الغربية وأراضي 48، التي يتوقع أن تتحول إلى لاعب مهم في الفعل المقاوم إلى جانب الضفة الغربية، خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وهي حقيقة واقعة، فالقناة 14 العبرية أكدت استشهاد منفذ عملية دهس 4 جنود في الطيرة بأراضي 48 بالقرب من معبر "إلياهو" القريب من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، في حين  كشفت "الوحدة المركزية للأمن الإسرائيلي في منطقة القدس"، وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، إحباط عمليات فدائية  في القدس المحتلة، خطط لها أربعة فلسطينيين من الضفة الغربية وأراضي 48.

كما أعلن الشاباك وجيش الاحتلال الإسرائيلي في الآن ذاته، اعتقال سبعة من سكان النقب والمركز والضفة الغربية وغزة، خططوا لتحييد الإرهابي المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي بقذيفة "RPG"، واختطاف جنود الاحتلال في الآن ذاته.

ما كشفه الاحتلال هو رأس الجبل الجليدي الآخذ في التشكل تحت مياه القمع والإجرام الإسرائيلي الممتد من قطاع غزة إلى أراضي 48 والضفة الغربية؛ ما يعني بالضرورة أن الفعل المقاوم أخذ في التطور والتكيف والتعلم في الضفة الغربية وأراضي 48، التي يتوقع أن تتحول إلى لاعب مهم في الفعل المقاوم إلى جانب الضفة الغربية، خلال الأشهر القليلة المقبلة.

 ختاما.. سيناريو تطور الفعل المقاوم في الأراضي المحتلة عام 48 بات مرجحا، وذلك لنضوج الظروف اللوجستية في الضفة الغربية، ولدخول حرب غزة شهرها السابع مقدمة حافز قوة ودفع للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وأراضي 48 لمواجهة الاحتلال وكسر إرادته، فالمحطة المقبلة من الصراع لن تقتصر على الضفة الغربية، لتشمل أراضي 48 التي يتوقع أن تتحول إلى لاعب أساسي في المقاومة الفلسطينية خلال الأشهر القليلة المقبلة، وهو الأمر الذي سيبدد وهم الحسم وسراب الانتصار، الذي لازال قادة الاحتلال يبحثون عنه في قطاع غزة دون جدوى، في حين تتسع المعركة وتتسع ساحتها لتضم الضفة الغربية وأراضي 48.

https://twitter.com/hma36
التعليقات (0)