رجح
خبير عسكري واستراتيجي لـ"عربي21" عدم عودة
لواء غولاني الإسرائيلي إلى
قطاع
غزة مجددا، وذلك بعد سحبه، الخميس، من هناك "مؤقتا"، بحسب جيش
الاحتلال.
وفي
معرض رده على سؤال حول أسباب سحب اللواء، الذي يعدّ من قوات النخبة، قال الخبير العسكري
والاستراتيجي نضال أبو زيد، إن "الخسائر التي تعرضت لها القوات الإسرائيلية وصلت
تقريبا -بحسب المؤشرات المعلنة- من 2000 إلى 2500 جندي من مجموع القوة الموجودة على مسرح
العمليات في قطاع غزة، التي تبلغ 20 ألف جندي، أي أن عدد القوات التي أٌصيبت بخسائر
كبيرة؛ إما قتلى أو جرحى أو معاقين، وخرجت من الخدمة، بلغت ربع القوة الفاعلة في المعركة".
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب
أبو زيد، "وفقا للأعراف العسكرية، فإنه حين تصل الخسائر إلى 35 بالمئة، أي
ثلث القوة الفاعلة في المعركة، لا بد من سحب هذه القوة خارج منطقة العمليات، وإلا فستنهار
بالكامل".
وأوضح
أبو زيد: "وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن لواء غولاني تعرض لخسائر كبيرة، ويُعزز
هذا التقييم ما صدر على لسان قادة اللواء السابقين بأن اللواء خسر ربع قوته الموجودة
في غزة، فكان لا بد للقوات الإسرائيلية من سحب هذه القوة". لافتا إلى أنه
"إذا تم ربط هذا الانسحاب بالإعلان عن السيطرة على الشجاعية، فيبدو أن القوات الإسرائيلية
أرادت مرغمة الخروج بأي نصر ولو كان مُزيفا في سبيل تحقيق انسحاب لا يُعدّ هزيمة لها".
وأضاف:
"لذلك لا اعتقد أن السيطرة على الشجاعية كانت حقيقية، وإنما كانت إعلانا إسرائيليا
في محاولة للتغطية على انسحاب الكتيبة من لواء غولاني الذي تعرض لخسائر كبيرة، وأعتقد
أن هناك قوات أخرى تعرضت لنفس نسبة الخسائر".
وكشفت
وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن جيش الاحتلال قرر سحب لواء غولاني من قطاع غزة بعد
60 يوما من القتال تكبد فيها خسائر كبيرة.
وذكرت "القناة 13" الإسرائيلية أن جنود
اللواء غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم.
وقال
موقع "واللا" الإخباري والقناة "12": "بعد أكثر من 70 يوما
في غزة، وسقوط 44 مقاتلا منه، غادر مقاتلو لواء غولاني قطاع غزة، لالتقاط أنفاسهم،
وزيارة أهاليهم لبضعة أيام".
وأشارت
"القناة 12" إلى أن "الجنود ينتظرون الأوامر للعودة إلى قطاع غزة، لمعاودة
القتال".
ولا
يعتقد الخبير العسكري أبو زيد أنه سيتم إرسال قوات بديلة، "لأن عملية إرسال قوات، التي تسمى وفق المصطلح العسكري "طازجة"، هو عملية انتحار تعبوي".
وأوضح
في تصريحاته لـ"عربي21" أن "القوات الجديدة التي سيتم إرسالها تحتاج
إلى إعادة تأهيل ومعرفة جيدة بجغرافية المنطقة وبتكتيكات
المقاومة، وأيضا ستكون بحاجة
للروح العدوانية التي يكتسبها الجندي من طول فترة بقائه في العمليات، وبالتالي فإن
الزج بقوات جديدة يعني أنها ستواجه مقاومة أشد وخسائر أكبر؛ لأنها دخلت في العمليات
مباشرة".
ويعتقد
أبو زيد أن "هذا الانسحاب قد يكون نهائيا دون التعزيز بقوات أخرى بديلة، وسيتم
الاكتفاء بالقوات الموجودة لمسك الأرض الموجودة عليها دون التقدم لأي محاور جديدة، خاصة في مناطق شمال القطاع أو حتى في جنوبه، تحديدا منطقة خانيونس، خاصة أن هناك تصريحات
بدأت تصدر من قبل السياسيين تلمح إلى إمكانية قبول الجانب الإسرائيلي بهدنة مدتها أسبوعان،
وأنه بدأ يلوح بالخيار الدبلوماسي أكثر من الخيار العسكري".
ويشن
جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا بريا وجويا وبحريا واسعا على قطاع غزة منذ السابع
من تشرين الأول/ أكتوبر، أسفر عن استشهاد قرابة 20 ألف فلسطيني، معظمهم من
الأطفال والنساء.
ورغم
تزايد المطالبات الدولية بوقف إطلاق النار، فإن حكومة الاحتلال ترفض ذلك مدعومة
من الولايات المتحدة، وتصر على الاستمرار في عدوانها حتى تحقيق أهدافها المتمثلة
بالقضاء على حماس واستعادة الأسرى، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
ويعتقد
الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد، أن "وقف إطلاق النار قد اقترب كثيرا،
وأن هذا الانسحاب يُعزز ما تم طرحه من قبل الجانب الأمريكي، من أنه يجب على القوات الإسرائيلية
إنهاء العمليات العسكرية قبل حلول العام القادم، وبالتالي نحن نتحدث عن أيام".
وأوضح
أن "الجانب الأمريكي يدرك تماما حجم الخسائر الإسرائيلية، كما أن الجانب الإسرائيلي
يدرك حجم هذه الخسائر أيضا، لذلك فإن واشنطن تريد إخراج إسرائيل من هذا المستنقع بأي
ثمن، ولكن دون إظهار القوات الإسرائيلية بأنها مهزومة، وإنما قد يكون ذلك على معادلة
لا غالب ولا مغلوب".
اظهار أخبار متعلقة
ويطلق على لواء "غولاني" للمشاة
لقب "النخبة" بالجيش الإسرائيلي.
وفي 13 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، كشفت
وسائل إعلام إسرائيلية عن كمين نصبه مقاتلو "كتائب القسام" الجناح العسكري
لحركة "حماس"، لجنود من لواء "غولاني" في حي الشجاعية ، ما أدى
إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الضباط والجنود.
وسمح الجيش الإسرائيلي بنشر أسماء 9 ضباط
وجنود من لواء "غولاني" قتلوا في الكمين، وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة.
ويتألف لواء غولاني من 8 كتائب و4 كتائب
دبابات وكتيبتي مشاة وكتيبة مظليين وكتيبة مدفعية، وأسلحة الإسناد وعمليات الإمداد
والصيانة، وقد تأسس عام 1948، واشتق اسمه من الجليل، وشارك في حرب 1948 قبل تأسيس جيش
الاحتلال.