قضايا وآراء

النقد الحقيقي.. والنقد المعكوس!!

هشام عبد الحميد
السينما بين النقد الفني والانطباعات الصحفية- CC0
السينما بين النقد الفني والانطباعات الصحفية- CC0
النقد بكل أنواعه، هو قراءة موازية للمنتج المنوط نقده، وهو صياغة تتناول العمل الإبداعي جماليا بالدرجة الأولى. والنقد الحقيقي له أدواته ومناهجه وبالتأكيد هو ليس ما نقرأه الآن بالصحف والمجلات تحت يافطة نقد العمل الفني، فالمسألة لا تعدو انطباعات من هنا وهناك لا أكثر ولا أقل وأن تكون المسألة مكررة بروشتات ومصطلحات وكليشيهات جاهزة، وهي بحالها هذه تقترب من الصحافة الفنية لا النقد الفني بمعناه العميق.

ونحن هنا لا نعمم ولكن هذا بعد رحيل الأسماء الكبيرة بحق بالنقد كلويس عوض ومحمد مندور وعلى الراعي وفؤاد دوارة، خلت الساحة من حركة نقدية حقيقية باستثناء بعض الأقلام الجادة الرصينة التي تكتب بحق النقد وتستحق لفظة مثقف، وتتناول المنتج الإبداعي جماليا، لا صحفيين يطلقون بعض الانطباعات والحذلقات والتجاوزات التي تصل إلى حد التجاوز المهني بحق العمل الفني وأصحابه ويسمى بعد ذلك ناقدا.

أكتب هذه المقدمة بمناسبة الخناقة المشتعلة هذه الأيام على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب رد بطل عمل سينمائي على ما قاله ناقد فني بحق البطل وعمله. ولا شك أن الرد فيه كثير من التجاوز غير المقبول وغير المعقول، ولكن الصحيح أيضا أنه إذا انتفت شروط النقد وتحول إلى مجموعة انطباعات وخواطر أخذت شكل الذم والقدح، بل ونشم بها رائحة الكيل بمكيالين، والترصد لفنان ما لهوى ما، فهنا يجب أن نتوقف قليلا لكلا الطرفين ونتأمل قانون اللعبة (الغائب في إجازة) من الأساس، فإذا انعدم الأساس ينهار البناء.. هكذا تعلمنا.

ولذلك أنا مندهش من كل هذه "الدوشة" المتدثرة بالمبادئ والقواعد و.. و.. بينما تلك الأصوات لم تنبس بكلمة واحدة عندما صال وجال صاحب النقد بشأن موضوع آخر؛ ينشر معلومات كاذبة وغير صحيحة ومغلوطة.

وقضية المعلومات لا تحتمل وجهة النظر، فالمعلومة إما حدثت أو لم تحدث، ولكن الجميع صمت مع علمه بالحقيقة، وعلمه أن صاحب المقالات النقدية كان يردد معلومات مغلوطة، فصمت الجميع بينما كان ينبغي الكلام وهكذا.

وكم من كتابات كثيرة متجاوزة لاقت صمتا في المجتمع النقدي، ولذلك فأنا أدعو الجميع أن نؤسس أولا لحركة نقدية حقيقية، لا انطباعات صحفية حتى نفرض ما كان أيام الكبار من قبول واحترام نقدي لا يشق له غبار.. هكذا أتمنى وهكذا أحلم!!!
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الخميس، 14-09-2023 09:16 ص
'' السينما بين النقد الفني والانطباعات الصحفية '' 1 ـ (عن النقد السينمائي والصحافة والسيميائيات) يقول أمير العمري: منذ وعينا بالكتابة وعالم النقد السينمائي، ونحن نرى ونسمع ونقرأ ويمر علينا بين يوم وآخر من يخصصون وقتهم لنقد النقاد العرب، والتقليل من قيمة ما يكتبونه وبدلا من أن يركز هؤلاء جهودهم على تطوير مناهجهم ولغة كتاباتهم ويتوسعون في الاطلاع على أعمال السينما العالمية ويعودون للقراءة في شتى مجالات المعرفة، خصوصا التاريخ والفلسفة والأدب، يأتي هؤلاء ليعطونا دروسا في النقد، مع إبداء الازدراء للنقد القائم، بل الشطب عليه بالكامل، أو اعتبار ما يكتبه مجرد "مراجعات" سينمائية وليس نقدا. وعادة ما تتم أيضا مقارنة الناقد بالنقد الغربي "خصوصا الفرنسي" الذي أصبح "كعبة" لدى البعض ممن يدورون في فلك تلك الثقافة الأخرى. ينسى هؤلاء أو يتجاهلون عمدا أن هناك مستويات للنقد، وأن ما يمكن نشره في مقال من ألف كلمة مثلا في صحيفة ما، يختلف بالضرورة عن دراسة منهجية عميقة من عشرة آلاف كلمة مثلا، أو عن كتاب متخصص في موضوع واحد، فليس من الممكن أن يحتوي مقال من هذا النوع على ما يريدونه من "تنظير"، لكن الأهم أن يكون مستندا إلى منهج واضح في فهم وقراءة وتفكيك العمل وتحليل العلاقات بين الصور في داخله، من دون تقعر، وفي حدود المساحة التي يتحملها "القارئ المتوسط" الذي يتوجه إليه الناقد، بل يجب أن يكون توجهه الأساسي إليه. كما أن مثل هذا المقال من الممكن أيضا أن تتحمله الصحيفة أو المطبوعة أو الموقع، خصوصا إذا لم يكن من النوع المتخصص في النقد السينمائي. " النقد السينمائي إذا وفرنا له مساحة للنشر في الصحف يصبح أكثر تأثيرا على القارئ المشاهد للأفلام من النقد الأكاديمي الذي يعتمد على النقل من المراجع الأجنبية" والمشكلة أن من يكتبون هذه الانتقادات يكتفون عادة بالتنظير والاكتفاء بنقد النقد، دون أن يتصدوا لنقد الأفلام نفسها، بينما الوظيفة الأساسية لأي ناقد سينمائي هي "نقد الفيلم". وحريٌّ بنا أن نطالب الصحافة بالاهتمام بتخصيص مساحات أكبر للنقد السينمائي وبإصدار المطبوعات والمواقع الإلكترونية المتخصصة في النقد السينمائي "وليس في نشر أخبار النجوم والفضائح" بدلا من أن نشطب على النقد الذي ينشر في الصحف والترويج لمنهج واحد ووحيد سيظل ءللأسفء يُتداول داخل دائرة محدودة من المتخصصين دون أن يكون له تأثير حقيقي على تطور السينما والجمهور وصناع الأفلام، وهم ءفي النهايةء الهدف الأساسي للنقد. 2 ـ (مخرجون ونقاد يتهمون السينما المصرية بالهبوط) تتعرض السينما المصرية لنقد من كافة الإطراف الفاعلة في المجتمع المصري، وشدد مخرجون ونقاد مصريون على أن السينما المصرية الراهنة طغى عليها الإثارة والابتذال لابتعادها عن المضمون واهتمامها بعنصر الإبهار. ولم تستطع المهرجانات والمسابقات الفنية التي تنظم في مصر على أن تخفي حالة الضعف التي وصلت إلى ذروتها بحسب النقاد. ويقول الناقد السينمائي لويس جريس إن هناك العديد من الأسباب وراء هبوط أداء السينما المصرية من بينها إصرار القائمين عليها على اختيار أفكار تؤدى إلى إهدار قيم المجتمع وتقاليده، فبدلا من أن تقوم السينما بنشر تقاليد وقيم المجتمع تعمل حاليا على محو الفكر الهادف وتحويل السينما إلى تجارة خاسرة. ويرى الناقد السينمائي مصطفى درويش أن الأفكار التي تحملها الأفلام المصرية وآخرها أفلام موسم الصيف جميعها أفكار مستهلكة، مشيرا إلى أن المنتجين والقائمين على صناعة السينما عملوا على الاستفادة من حالة الهروب من الواقع التي يعيشها الشباب المصري في ظل البطالة. من جانبه يؤكد الناقد السينمائي داود عبد السيد أن صناع هذه الأفلام لا يجدون أي حرج في أن يعيدوا إنتاج نفس الأفلام مرة بعد أخرى، وإن زادت في كل مرة "جرعة السفاهة" وانعدام الهدف. وأشار إلى إن أفلام هذا الصيف كانت رائدة في الاستخفاف بالمجتمع. وحمل عبد السيد الجمهور نصيبا من المسؤولية، حيث ساعد هذه الأفلام في التكرار ونجاح الإيرادات وذلك بسبب حالة الكبت التي يعيشها المجتمع المصري والعربي والذي يرى في السينما مجالا للفكاهة وليس وسيلة إعلامية يمكن من خلالها تقديم أفكار هادفة. المصدر: الجزيرة. 3 ـ (فيلملوخية أخطاء فيلم العجوز و البلطجي على اليوتيوب) العجوز والبلطجي فيلم دراما واكشن وجريمة مصري للمخرج إبراهيم عفيفي عام 1989 كتب القصة والسيناريو والحوار الناقدة السينمائية ماجدة خير الله. الفيلم من بطولة كمال الشناوي، مديحة كامل، صلاح قابيل، هشام عبدالحميد، ضياء الميرغني، ويوسف منصور، طل رياضة الكونج فو، في ظهوره الأول على الشاشة. تدور الأحداث حول ربيع الجبلي، المجرم المسن، بعد خروجه من السجن ومحاولته التوبة ومنع المجرمين الآخرين من التمادي في الإجرام.