صحافة دولية

ذي هيل: حديث ترامب عن "التزوير" محاولة لإرباك الرأي العام

هل تخلى الجمهوريون عن ترامب في معركة اللحظات الأخيرة؟ - الأناضول
هل تخلى الجمهوريون عن ترامب في معركة اللحظات الأخيرة؟ - الأناضول

أشار موقع "ذي هيل" الأمريكي إلى أن هجوم الرئيس دونالد ترامب على العملية الانتخابية يأتي في وقت بدأت الموجة فيه ترجح كفة المرشح الديمقراطي جو بايدن، بشكل كبير.

 

واعتبر الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن هجوم ترامب والحديث عن حدوث تزوير يعتبر أكبر جهد يقوم به من أجل تقويض ثقة الرأي العام بالمنافسة الرئاسية.


وجاءت تصريحات ترامب في وقت تنبأت فيه عدة شبكات تلفزة أمريكية بفوز بايدن. ويتقدم نائب الرئيس السابق في بعض الولايات الرئيسية ويزحف ضد ترامب في أخرى.

 

ويحتفظ ترامب بفرصة الفوز بولاية ثانية لكن الحسابات تبدو شديدة التعقيد بالنسبة له.

 

وتكهنت شبكات بما فيها "فوكس نيوز" بأن بايدن لديه 264 نقطة من المجمع الانتخابي، ويحتاج إلى ست نقاط للوصول إلى رقم 270 الذي يحتاجه للإعلان عن الرئاسة. مما يعني أن إعلانه قد يأتي في وقت قريب. 

 

ويضيف التقرير أن الهزة التي أحدثتها تصريحات ترامب من البيت الأبيض كانت قوية. وزعم ترامب أنه سيفوز بسهولة لو تم عد "الأصوات القانونية" وأن هزيمته ستكون بسبب "الأصوات غير القانونية".

 

وزعم ترامب أن التصويت عبر البريد "يدمر نظامنا الانتخابي". وفي الماضي استخدم الرئيس نفسه البريد للتصويت ولا توجد أدلة عن عمليات تزوير واسعة في الانتخابات الأمريكية، سواء كان التصويت بالبريد أو المشاركة الشخصية.

 

هل تخلى الجمهوريون عن ترامب؟

 

وأدت تصريحات الرئيس لعاصفة في شبكة "سي أن أن" حيث قال السناتور الجمهوري السابق ريك سانتروم إن أي جمهوري لن يدعمها فيما قال مذيع في نفس الشبكة إنها "عار".

 

إلا أن الحلقة القريبة من الرئيس تبنت نفس النهج. ودعا نجل ترامب، دونالد ترامب جونيور، والده "لشن حرب شاملة على الانتخابات" للكشف عن التزوير، بدون تحديد أين وكيف حدث.

 

واشتكى ترامب جونيور من "غياب التحرك" من الجمهوريين الذين يحضرون أنفسهم لانتخابات 2024 وعدم دعمهم لمزاعم والده حول التزوير في الانتخابات.

 

وبعد فترة قصيرة نشرت حاكمة ساوث كارولينا السابقة الجمهورية نيكي هيلي والسناتور الجمهوري عن أركنسو تغريدات حول الموضوع.

 

واشتكى لو دوبس من شبكة فوكس بزنس والداعم المتحمس لترامب من غياب الدعم للأخير من مؤسسة الجمهوريين.

 

وقال: "أين ميتش ماكونيل وأين الحزب الجمهوري وأين دونا ماكدانيال (رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري) ولماذا لا يطالب الحزب الجمهوري كله من وزارة العدل التحرك هنا؟".

 

وتشير تصريحات الرئيس والدعاوى القانونية التي رفعها المحامون نيابة عنه رحلة ترامب الصعبة للرئاسة. ويتوقع الإعلان عن نتائج الانتخابات في خمس ولايات رئيسية وهي نيفادا وأريزونا ونورث كارولينا وبنسلفانيا وجورجيا.

 

وبايدن متقدم في كل من أريزونا ونيفادا وأغلق الفجوة مع ترامب في جورجيا. ولم تدعم جورجيا مرشحا ديمقراطيا منذ بيل كلينتون في عام 1992. ويبدو معسكر ترامب متشائما بشأن بنسلفانيا أكثر من بقية الولايات التي فاز بها الرئيس عام 2016.

 

ويعتمد القرار فيها على فيلادلفيا المؤيدة للديمقراطيين. ولم ينجح الجمهوريون في دعاويهم القضائية إلا في بنسلفانيا التي سمح فيها قاض للمراقبين بالاقتراب من العمال الذين يحصون الأصوات أكثر مما سمح به في السابق.

 

ولكن قضاة في جورجيا وميشيغان رفضوا اعتراضات الجمهوريين، فيما عبّر فريق بايدن عن غضبه من الدعاوى القضائية وقالوا إنها لا تقوم على أرضية قضائية بقدر ما تحاول التقليل من شرعية الانتخابات.

 

وقال محامي بايدن بوب باور: "هذه عملية لإرسال رسالة.. لا هدف منها إلا إرباك الرأي العام حول ما يجري".

 

اقرأ أيضا: مراقبون لـ"عربي21": هذا أهم معطى من انتخابات أمريكا 2020

 

ويعول فريق ترامب على أريزونا حيث يعتقدون أن الرئيس في طريقه للنصر فيها. لكن ما عقد وضع الجمهوريين هو إعلان فوكس نيوز أن الفائز في الولاية هو بايدن.

 

وفي الوقت الحالي يركز الرئيس على تطمين أنصاره أن الطريق للنصر مؤكد ومنع أي تسليم بالأمر. ولكنه بحاجة إلى أرقام تدعم مواقفه ولم تأت بعد.

فورين بوليسي: لا تدخل خارجيا.. بل إرباك داخلي غير مسبوق

وفي السياق ذاته، نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا لإليزابيث برو، الزميلة في معهد "أمريكان إنتربرايز"، قالت فيه إن الانتخابات جرت بدون أي دليل على وجود تدخل خارجي ولكنها عقدت وسط حالة من الإرباك الشديد.


وأضافت أن القيادة المركزية للحرب الإلكترونية (السايبرية) حضرت للأسوأ في أثناء العملية الانتخابية ورفعت من حالة التأهب لديها.

 

ولمنع التدخل في الحملات الانتخابية والتصويت قامت القيادة المركزية بعمليات إلكترونية في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. ورغم خوف ثلثي الأمريكيين من تدخل أجنبي في يوم الانتخابات، إلا أن يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر حمل معه مفاجأة كبيرة: لم يتم رصد أي تدخل أجنبي خطير في العملية الانتخابية، "فأعداء الولايات المتحدة أذكياء من الناحية الاستراتيجية".

 

ومن هنا، بحسب الكاتبة، أعلن القائم بأعمال وزير الأمن الوطني تشاد كالف في نفس يوم الانتخابات: لا دليل على نجاح لاعب أجنبي في اختراق أو التأثير على عملية التصويت في هذه الانتخابات.

 

وكانت رسالته هذه على النقيض من التحذيرات التي صدرت قبل الانتخابات من البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) والوكالة الوطنية لمكافحة الاستخبارات ومراكز الأمن، وكلها أثارت مخاوف من محاولات القرصنة وعمليات التضليل من الصين وإيران وروسيا للتأثير على العملية الانتخابية، بحسب الكاتبة.

 

وتوقع عدد من المحللين عملية تضليل وفوضى على غرار 2016، وصحيح أن محاولات قرصنة قد حدثت، ووثق مكتب التحقيقات الفدرالي محاولة تضليل روسية، إلا أن هنالك أمرين تغيرا منذ الانتخابات في 2016، وهما وعي الشركات التكنولوجية ومنصات التواصل الاجتماعي بالحملات، لذلك تحاول والحالة هذه تقييدها.

 

أما الأمر الثاني فهو قيام القيادة المركزية السايبرية بحملات باسم "الدفاع المتقدم"، حيث يقوم العاملون بالقيادة بإرسال إشارات لم تسول لهم أنفسهم بالتدخل والتضليل أنهم مكشوفون وقد يعاقبون.

 

ولهذا السبب استطاع "محاربو السايبر" الحفاظ على الانتخابات النصفية في 2018 نظيفة بدون تدخلات، بحسب الكاتبة، التي رأت أيضا أن جهودهم أثمرت هذه المرة من خلال العمليات المتقدمة حول العالم.

 

ومن المبكر تهنئة النفس على هذا النجاح، وكما يقول المنظر العسكري الصيني صان تزو: لا تجرب الحيلة مرتين.

 

ولم يحاول "أعداء الولايات المتحدة"، كما وصفتهم الكاتبة، تكرار ما قاموا به 2016 لأنه أصبح مكشوفا، بحسبها، "وبدلا من ذلك جلسوا يراقبون وأمريكا تتسبب بالأذي لنفسها".

 

التعليقات (0)