ملفات وتقارير

أدوات رقمية تساعد الفلسطينيين على ربط ماضيهم بحاضرهم

بينما لا يزال الفلسطينيون بلا دولة على الأرض يجد الكثيرون طرقا جديدة لتذكر ماضيهم والتعبير عن هويتهم عبر الإنترنت- تويتر
بينما لا يزال الفلسطينيون بلا دولة على الأرض يجد الكثيرون طرقا جديدة لتذكر ماضيهم والتعبير عن هويتهم عبر الإنترنت- تويتر

حلت جولات الواقع الافتراضي محل المسيرات التي يلوح فيها المشاركون بالأعلام، في الوقت الذي يخلق فيه الفلسطينيون الذين يعيشون تحت قيود فيروس كورونا مساحات رقمية للتعبير عن حزنهم لفقدان وطنهم عام 1948.


وتعد تطبيقات الهواتف المحمولة ومحادثات الفيديو عبر برنامج زوم، من بين الأدوات الإلكترونية الأخرى التي يستخدمها الفلسطينيون لإحياء ذكرى النكبة، عندما اضطر فلسطينيون إلى ترك قراهم إبان الحرب التي أدت إلى قيام إسرائيل.


ويحيى الفلسطينيون ذكرى النكبة في 15 أيار/ مايو، وهو اليوم التالي لإعلان قيام إسرائيل.


وأصابت قوات الاحتلال الإسرائيلية العام الماضي نحو 50 فلسطينيا خلال احتجاجات النكبة، لكن المسيرات أُلغيت هذا العام. وفي الضفة الغربية، أجاز الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيام بأنشطة رقمية لإحياء الذكرى السنوية.


وبينما لا يزال الفلسطينيون بلا دولة على الأرض، يجد الكثيرون طرقا جديدة لتذكر ماضيهم والتعبير عن هويتهم عبر الإنترنت.


وتطبيق (فلسطين في.آر) المجاني، واحد من عدة أدوات جديدة تهدف في جانب منها إلى ربط ملايين الفلسطينيين في الشتات ببلدات وقرى آبائهم، التي بات بعضها الآن مهجورا داخل الأراضي المحتلة عام 1948.


وقال سالم براهمة (30 عاما)، مؤسس تطبيق (فلسطين في.آر) في رام الله، وهو يوجه مشاركين عبر تطبيق زوم في 47 جولة افتراضية يوفرها التطبيق لغزة والقدس والضفة الغربية: "القدوم لفلسطين نقطة تحول، خاصة للفلسطينيين الذين لا يُسمح لهم بالزيارة".


وأضاف: "نريد إطلاعهم على فلسطين ومساعدتهم على الشعور بهذا المكان وفهمه".

 

أما اللاجئ الفلسطيني المولود في سوريا مجد الشهابي، فكان ضمن فريق طور تطبيق (خرائط فلسطين المفتوحة)، وهو قاعدة بيانات تفاعلية للقرى الفلسطينية والبلدات مثلما كانت عام 1948.


وقال الشهابي (31 سنة) متحدثا من بيروت: "يمكن للفلسطينيين في أي مكان رؤية التفاصيل البصرية لقراهم، مما يعزز فهمنا لما كانت عليه فلسطين قبل الخروج".


ويقول نشطاء وأصحاب أعمال، إن المبادرات الجديدة تسلط الضوء على "مجتمع رقمي" تشكل أيضا حول الثقافة والطعام والأزياء الفلسطينية.


وتقول جودي كالا، الطاهية البريطانية من أصل فلسطيني ومؤلفة كتاب "فلسطين على طبق"، إن المناقشات المحتدمة بشأن الوصفات بين متابعيها على إنستغرام وعددهم 124 ألفا، إنما هي دليل على نمو المجتمع.


وقالت كالا (42 عاما) من لندن: "ليس بوسع أحد أن يمنع الفلسطينيين من التواصل على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لو كان نقاشا محتدما بشأن أي قرية تصنع أفضل كبة".

 

دولة بعيدة المنال

 

في عام 2012، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على الاعتراف الفعلي بفلسطين دولة ذات سيادة. لكن الدولة الفلسطينية لا تزال بعيدة المنال.


ويخشى العديد من الفلسطينيين في الخارج فقدان الصلة بجذورهم.


وأدى هذا إلى مشاريع "الدمج" التي تصنع أزياء فلسطينية تقليدية، مثل الكوفية، بألوان مختلفة.


وتصنع شركة ملابس "خيوط فلسطين" قمصانا وملابس للأطفال، وتصمم الكوفية وتحصل على القماش من آخر مصنع للكوفية في الضفة الغربية.


وقال المدير عبد العزيز الكركي في مصنع الحرباوي بالخليل: "الكوفية تنضح بالثقافة الفلسطينية".

"فلسطينيو الخارج"

 

من جهته دعا المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج الفلسطينيين وأنصار القضية الفلسطينية في كل أنحاء العالم، إلى المشاركة بفعالية في "تظاهرة رقمية فلسطينية"، تنطلق مساء اليوم في الذكرى 72 للنكبة الفلسطينية على الهاشتاغين #نكبة72 #Nakba72.

وأكد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في بلاغ له بهذا الصدد، ضرورة تحويل التحركات الخاصة بالحق الفلسطيني إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تعذر التحرك على الأرض بسبب كورونا.

وقال: "ندعوكم جميعا للمشاركة في هذا الحدث الرقمي، لا سيما أن جائحة كورونا هذا العام تسببت بوقف النشاط الفلسطيني الذي كنا نشهده كل عام في قارات العالم، فلن نرى أي مسيرات أو وقفات أو ندوات أو فعاليات فنية أو تراثية أو ثقافية، كما أننا لن نشهد أي حراك داخل أراضينا المحتلة للسبب ذاته، لذلك علينا أن نحول حراكنا الفلسطيني في ذكرى النكبة هذا العام إلى حراك رقمي، ولنشارك جميعنا بالتغريد والتدوين على منصات التواصل الاجتماعي كافة، مع التركيز على منصة تويتر".

 

اقرأ أيضا: "فلسطينيو الخارج" يطلق تظاهرة رقمية في ذكرى النكبة

التعليقات (0)