هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يقال إنه في قلب كل محنة منحة.. فلعل ما حدث من جلوس في البيت بشكل إجباري بسبب كورونا هو نعمة من الله للتواصل والقرب من العائلة. وكذلك هو نعمة لإعادة التفكير وترتيب الأوراق، بعيداً عن زحمة الأعمال المعتادة.
مما لا شك فيه أن الأزمة الحالية ستكون لها تداعيات اقتصادية ليست سهلة في الفترة القادمة، منها ما هو سلبي بسبب تعطل الحركة. وهذا لا يخفى عليكم ويطول الحديث فيه، ولست بصدد التركيز عليه في هذا المقال.. ومنها ما هو إيجابي وفيه فرص يمكن استثمارها بشكل يعود بالفائدة والنفع.
أزمة كورونا بشكلها الحالي تعتبر أول تجربة لأزمة وباء عاصفة في عصر التكنولوجيا الحديثة، لذلك ستترك أثراً كبيراً وتغييراً فكرياً نحو كثير من المفاهيم عند الناس عموماً، وعلى وجه الخصوص رواد الأعمال. ومن أبرز هذه التغييرات:
1- العمل من البيت، الذي أُجبر عليه أصحاب الأعمال، سينعكس على نظرة أصحاب العمل نحوه بعد تقارير الإنتاجية، والتي ستبدي نجاحاً عند عدد لا بأس به من الأعمال. فلم يعد مهماً أن يكون الموظف موجوداً في مكتب يدفع صاحب العمل تكاليفه الباهظة إذا كانت محصلة الأعمال نفسها.
2- التسوق الالكتروني كخيار شبه إجباري في الظروف الحالية؛ سيدفع بعض أصحاب التجربة الجديدة إلى تبنيها كعادة شرائية مستمرة، ما سيسهم في زيادة الإقبال على المتاجر الالكترونية، وبالتالي زيادة الطلب على الخدمات اللوجستية.
3- التدريب الالكتروني والتعامل مع برامج التعليم عن بعد للطلاب؛ سيكون له أفق جيد، كبديل كاف وبتكلفة أقل وبمرونة أعلى في الزمان والمكان.
وعملاً بالحكمة القائلة من لا يتطور ينقرض، ومن لا يأخذ الفرصة في وقتها تفوته ويأخذها غيره، يجب إبداء الجاهزية لاستثمار هذه التغيرات كما يلي:
1- اكتساب خبرات جديدة في التجارة الالكترونية، وتطوير منصات تعالج بعض وجوه الأزمة (سوبر ماركت الكتروني، حلاق على الطلب، خدمات توصيل..).
2- تطوير وتصميم برامج تدريبية على منصات التعليم الالكتروني للموظفين والطلاب على حد سواء، تحاكي احتياجاتهم وتغطي حاجة السوق في الفترة القادمة.
3- تطوير قدرات العمل عن بعد من خلال تشكيل فِرق العمل الافتراضية (Virtual teams)، بالاستفادة من الخبرات في بيئات أقل تكلفة.
4- الاستثمار في كل ما من شأنه تخفيف الموارد البشرية لأي مؤسسة، مثل الدعم الفني عن بعد.
5- الاستثمار في "Big Data Analysis" (تحليل البيانات الضخمة) وأنظمة اتخاذ القرار.
قرارك كموظف أو رائد أعمال يجب أن يبدأ اليوم، فلن تقتصر التغيرات والفرص على ما ذكر، بل ستبدي الأيام كثيراً مما نجهله اليوم.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرج عنا وعنكم ما نحن فيه من أيام عصيبة، وأن يرفع البلاء والوباء عن العباد.