هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لمديرة مكتبها في بيروت، ليز سلاي، تقول فيه إن لبنان كلف رئيس وزراء جديدا، كان قد رشحه حزب الله المدعوم من إيران.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا التحرك يخاطر بإثارة المزيد من الاضطرابات السياسية، وينفر حلفاء البلد الغربيين، في وقت أصبح فيه لبنان في أمس الحاجة للدعم الدولي لاقتصاده المنهار.
وتفيد سلاي بأنه تم تكليف حسان دياب، وهو أستاذ هندسة ووزير تعليم سابق من الطائفة السنية، يوم الخميس، بتشكيل حكومة من رئيس البلد ميشيل عون، وهو من الطائفة المسيحية، بعد يوم من المشاورات مع الكتل السياسية، أظهر أن دياب يحظى بدعم الأغلبية في البرلمان.
وتستدرك الصحيفة بأن قليلين يتوقعون أن يجتاز اختياره غير المتوقع والمثير للجدل ردة الفعل الشعبية المباشرة، التي ثارت في الشارع، والنظرة المتفحصة للمجتمع الدولي، مشيرة إلى أن تعيينه لا يتعارض فقط مع التقليد اللبناني على مدى فترة طويلة من السياسة التوافقية، لكنه يبدو أيضا أنه يؤكد أن حزب الله هو اللاعب السياسي الأقوى في الساحة اللبنانية، وهو ما قد يمنع المساعدات الغربية.
ويلفت التقرير إلى أن زعامة لبنان وقعت تحت الضغط لأسابيع لاختيار رئيس وزراء يشغل مكان سعد الحريري، الذي استقال بعد اندلاع مظاهرات في أنحاء لبنان كله في تشرين الأول/ أكتوبر، مشيرا إلى أنه لا يتوقع من اختيار دياب إلا أن يعمق الأزمة؛ لأنه لا يحظى بدعم كتلة الحريري ذات الغالبية السنية، ما يجعل من الصعب عليه أن يشكل حكومة.
وتنقل الكاتبة عن محللين، قولهم بأن كون دياب اختير من حزب الله فإنه سينظر إليه على أنه مرشح حزب الله، مشيرة إلى قول دياب في مؤتمر صحافي بعد تكليفه، بأنه مستقل عن أي حزب سياسي، ووعد بتشكيل حكومة "خبراء" تقوم بتطبيق الإصلاحات، وتحقق المطالب الرئيسية لحركة الاحتجاج في حكومة لا تشتمل على الأحزاب السياسية الحالية.
وتورد الصحيفة نقلا عن دياب، قوله إن حكومته ستكون حكومة "ترقى إلى مستوى توقعات اللبنانيين.. وتتعامل مع همومهم، وتحقق طموحاتهم، وتطمئنهم حول مستقبلهم، وتنقل البلد من حالة عدم التوازن إلى الاستقرار".
وينوه التقرير إلى أنه بعد دقائق من الإعلان عن تكليف دياب بدأت الهتافات في وسط بيروت تنادي بتنحية دياب، وخرج المتظاهرون السنة في أنحاء البلد كله، وحرقوا إطارات السيارات وأغلقوا الشوارع، وهتف المتظاهرون داعين لتنحي دياب، وكرروا هتافهم قائلين: "كلن يعني كلن".
وتذكر سلاي أنه بحسب اتفاقية شراكة السلطة في لبنان بعد الاستقلال، فإنه يجب أن يكون رئيس الوزراء من الطائفة السنية، مشيرة إلى قول مديرة مركز كارنيغي في الشرق الأوسط، مها يحيى، إنه من غير المسبوق أن تقوم كتلة غير سنية، مثل حزب الله، بترشيح رئيس للوزراء لا يحظى بدعم السنة، وأضافت: "إن الرسالة التي يرسلها حزب الله للمجتمع السني هي (لا يهمنا رأيكم)، وهو أمر مقلق".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن المحلل السياسي مايكل يونغ، غرد قائلا إن حكومة يقودها دياب "ستكون فعليا حكومة مواجهة ضد غالبية اللبنانيين.. ويمكن للأمور أن تنزلق بسرعة نحو الأسوأ".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)