هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر معهد كارنيغي لدراسات السلام، دراسة حديثة سلطت الضوء على أسباب صمود جماعة الإخوان المسلمين في مواجهة القمع على مدار السنوات الخمس الماضية، وسر بقاء الإخوان طويلا، ودور الجماعة في تهديد استقرار نظام الانقلاب العسكري في مصر.
وقال المعهد في تغريده عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "ربما كان أهم سبب لبقاء جماعة الإخوان طويلاً، هو حقيقة أن القياديين من ذوي الرتب العالية يمكنهم أن يعملوا بشكل مستقل لأنهم لُقّنوا أيديولوجيا التنظيم ودعوته، فضلاً عن البيعة، وهي إعلان الولاء والطاعة للمرشد العام بصفته رأس الجماعة".
— Carnegie Middle East (@CarnegieMEC) March 26, 2019
وأكدت الدراسة التي أعدها الباحث باربرا زولنر، بالتزامن مع ذكرى تأسيس جماعة الإخوان الـ91، أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد حوالي خمس سنوات من القمع، أثبتت أنها تمتلك قدرة كبيرة على الصمود والتكيف، وأنها تؤدّي إلى تآكل شرعية النظام المصري وتهديد استقراره.
وقالت الدراسة: "منذ أن أطاح الجيش بالرئيس المصري آنذاك محمد مُرسي في تموز/ يوليو 2013، انخرط نظام عبد الفتاح السيسي في عمليات قمع منهجية لجماعة الإخوان المسلمين التي كان مُرسي عضواً قيادياً فيها. وقد أقدم النظام على ذلك من خلال تطبيق سياسات تُعتبر عموماً وسيلة فعالة لضرب عُنق المنظمات الهرمية، خاصة تلك الحائزة على قدرة كبيرة في مجال تعبئة دعم القواعد وتوليد التعاطف الشعبي معها".
اقرأ أيضا: الإخوان: حسن البنا أرسى معالم مشروع إسلامي عبقري
وأشارت إلى أن "الإجراءات التي اتخذها الجيش المصري لتقويض الإخوان، انطلقت من وجهة نظر تقول إن قوة الجماعة تكمن في كونها مركّزة في إطار نخبوي يتخذ القرارات الاستراتيجية ويمرّرها إلى التنظيم الأوسع، عبر تعليمات تتدفّق من القمة إلى القاعدة، وأن النظام المدعوم من الجيش افترض أنه إذا استُنزفت هذه البنية الهرمية، فستؤدي الضغوط إلى تحلّل الجماعة".
وأوضحت الدراسة أن الإخوان تغلبوا على التحديات الداخلية التي ترتبت على اعتقال قياداتها الهرمية، وحلّت مكان البنية القيادية العمودية للجماعة شبكات وخطوط اتصالات غير هرمية، وهو ما خلق فضاءات للشبان الأصغر سناً نسبياً كي يلعبوا دوراً حاسماً في إبقاء الجماعة على قيد الحياة. وبذلك، كشفت الجماعة عن قدرة مدهشة على مواصلة العمل، رغم جهود النظام لقطع دابرها".
وأضافت: "تكمن قدرة جماعة الإخوان على الحفاظ على البقاء طيلة آماد مديدة من القمع في طبيعة سمات وخصائص هيكليتها التنظيمية. كما أنها تنبع من توكيد رؤية اجتماعية وسياسية متّسقة. في أيام البلاء، تعزف هذه الرؤية على وتر الفكرة المتعلّقة بالنضال الديني المتواصل، والتي تشدّد على التحمّل الشخصي والجماعي للمؤمنين الخُلّص، في خضم صراعهم مع النظام. وهذا يعزّز عُروة الجماعة واستعداد أعضائها لمواصلة العمل".
وأردفت: "هناك أربعة أسباب بنيوية تفسّر ظاهرة بقاء جماعة الإخوان على قيد الحياة. الأول، أن هيكليتها التنظيمية الهرمية لم تكن نقطة ضعف رئيسية للجماعة كما افترض النظام، حيث انتقلت إدارة الأزمة واتخاذ القرارات التنفيذية إلى قادة موثوقين في المنفى، والثاني هو أن الكادر الأعلى للجماعة كبير، والسبب الثالث هو تنوّع عمليات الجماعة الإدارية التي دُعِّمت بشبكات الاتصال الموسّعة".
وأكدت الدراسة أن السبب الرابع والأهم هو "أن القياديين من ذوي الرتب العالية بالجماعة يمكنهم أن يعملوا بشكل مستقل لأنهم لُقّنوا أيديولوجيا التنظيم، وأهدافه، ودعوته، فضلاً عن البيعة، وهي إعلان الولاء والطاعة للمرشد العام بصفته رأس الجماعة".
اقرأ أيضا: إخوان مصر تدعو لانتفاضة شاملة تزيح سلطة الانقلاب