ما هي مبررات تزايد ظاهرة فصل الصحفيين في مصر؟

أزمة جديدة تضرب شارع الصحافة بالقاهرة، وذلك على خلفية فصل إدارة موقع "البوابة نيوز"، ذي التمويل الإماراتي عشرات الصحفيين، وخصم 30 بالمئة من رواتب آخرين، واتخاذ قرارات مماثلة بصحيفة "اليوم السابع"، وذلك في ظل غياب نقابة الصحفيين.

ويعيش الصحفيون بمصر أوضاعا صعبة؛ فما بين التضييق الأمني والبطش بهم وحبس نحو 91 منهم بتهم تتعلق بأدائهم مهنتهم، إلى تعنت الإدارات الصحفية مع المئات منهم بالفصل من العمل وتخفيض الرواتب والنقل داخل الإدارات الصحفية ونزع المصادر, ورفض تعيينهم بشكل قانوني أو إلحاقهم بنقابة الصحفيين.

وكتب الصحفي حازم حسني، عن قرارات إدارة "البوابة نيوز"، مؤكدا أنه تم فصل جميع الصحفيين غير المعينين، -أكثر من 70 صحفيا- وخصم 30 بالمئة من مرتبات المعينين، وتقليص الإجازة الأسبوعية ليوم واحد بدلا من يومين والتوقيع بالجريدة قبل المهمة الصحفية وبعدها.

حسني، قال عبر صفحته في "فيسبوك": "القرار الأول تشريد لـ70 صحفيا، أما باقي القرارات فالهدف منها (تطفيش) باقي الصحفيين".

وأضاف: "الهجمة الشرسة على الصحفيين والتي تشمل مخططات من الإدارات لتسريح الزملاء يجب أن نقابلها بالرفض والتضامن، كما يجب على النقابة أن تحيل رؤساء التحرير وأي صحفي يتورط بإهدار حقوق زملائه وتشريدهم للتأديب تمهيدا لفصله".

وقال حازم حسني، الذي قاد حملة دعم للمفصولين، لـ "عربي21"، إن رئيس تحرير موقع "البوابة نيوز" عبد الرحيم تحدث إليه وأخبره بأن جميع من تم الاستغناء عنهم لم يستكملوا مدة الـ6 شهور وبالتالي له حق الاستغناء عنهم وفق لائحة النقابة، وأنه وعد بإعادة من يثبت عمله بالمؤسسة لأكثر من 6 شهور".

وحول خصم 30 بالمئة من المرتبات أوضح علي أن رؤساء التحرير السابقين رفعوا مرتبات الصحفيين 150 بالمئة أثناء غيابه وأنه اضطر لتخفيضها، موضحا أن الصحفيين المعينين وأعضاء النقابة من خلال البوابة نيوز لهم يوما إجازة أسبوعية أما المعينون بجرائد أخرى ويعملون بالبوابة غير المعينين بها فليس لهم إلا يوم واحد.

وكان الصحفي ياسين كسبان، قد شكك في رواية عبدالرحيم علي، مؤكدا عبر صفحته بـ"فيسبوك"، أنه يعمل بالبوابة نيوز منذ 2013، وتم فصله وأنه ليس متدربا أو معينا بصحيفة أخرى، وأن إدارة البوابة نيوز عندما تريد التخلص من أي صحفي تقول إنه متدرب حتى لا ينال حقوقه من التأمين عليه إلى تعيينه بالنقابة.

وتساءل الصحفي الشاب: "هل الدكتور عبدالرحيم علي، المُشرّع عضو مجلس النواب الذي يحمي حقوق المواطنين وأهالي دائرته بسن القوانين هو أول من يخالفها ويقوم بفصل وتشريد أكثر من 150 صحفي وعدد من الإدارات الأخرى أمن وخدمات معاونه وغيرها".

وكان عضو مجلس نقابة الصحفيين محمود كامل، قد قال عبر "فيسبوك" بعد حديث عبدالرحيم علي معه، إن "الفيصل هو القانون والحقوق القانونية لكل الزملاء طبقا لقواعد العمل المعمول بها"، داعيا المفصولين للجوء إلى النقابة.

وبالتزامن مع تلك الأزمة قامت إدارة صحيفة "اليوم السابع" أيضا بفصل عدد من الصحفيين المعينين وغير المعينين، حسب مصدر من الصحيفة، مؤكدا أن "رئيس التحرير خالد صلاح، دأب على إعداد قوائم لفصل الصحفيين كل فترة، حتى أننا نفاجأ كل عدة أشهر بأحد أفراد الأمن يقف على باب الجريدة بمنطقة الدقي بالجيزة ويحمل كشفا فيه أسماء المفصولين ليمنعهم من الدخول، وصرنا نتوقع منعنا نحن أيضا في أي وقت".

المصدر تحدث لـ"عربي21"، شرط عدم ذكر اسمه، وقال إن "صلاح، قام بفصل 2 من غير المعينين في قسم الخارجي وهما أحمد الأحمدي وسالي حسام الأسبوع الماضي، وقبل أشهر فصل أيضا الصحفي المعين والنقابي وأحد المؤسسين للموقع خالد أبوالنور"، مشيرا إلى أن "المفصولين غير مخالفين لسياسته التحريرية وليسوا من الذين ينتقدون النظام".

وفي تعليقه على أزمة الصحفيين بالبوابة نيوز، قال عضو مجلس نقابة الصحفيين عمرو بدر: "نحن بانتظار تقديم الزملاء المفصولين مذكرة رسمية للنقابة بالتفاصيل، وبالطبع سنقف بجانبهم وندعمهم بكل صور الدعم القانوني والنقابي"، مشيرا إلى أن حقيقة عدد الصحفيين المفصولين المعينين منهم والمتدربين، لم يتضح حتى الآن".

وحول رؤيته لحل أزمة فصل الصحفيين بشكل عام، أكد بدر لـ"عربي21": "ظاهرة الفصل أصبحت مرعبة ومتكررة في كثير من المؤسسات الصحفية، وأظن أن دور النقابة خلال الفترة القادمة هي التصدي بقوة للظاهرة"، معتبرا أنها "تهدد المهنة بشكل مباشر وتتسبب في قطع أرزاق ومصدر الدخل لمئات من الزملاء الصحفيين".