هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حصلت الناشطة العراقية اليزيدية نادية مراد والطبيب الكونغولي دينيس ماكفيغا الجمعة، على جائزة نوبل للسلام لعام 2018.
وتعد نادية مراد ناشطة حقوقية نجت من الاعتداء الجنسي على يد تنظيم الدولة في العراق، بينما يعمل ماكفيغا طبيبا لأمراض النساء ويعالج ضحايا
العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقيمة الجائزة تسعة ملايين كرونة سويدية (مليون
دولار)، وستمنح في حفل في أوسلو يوم العاشر من ديسمبر كانون الأول.
وقالت اللجنة النرويجية التي تمنح الجائزة إن "فوزهما جاء ثمرة لجهودهما من أجل إنهاء استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب".
وقالت اللجنة في مسوغات قرارها "قدم الفائزان
إسهاما ملموسا لتركيز الانتباه على جرائم الحرب هذه ومكافحتها".
وتدافع نادية مراد عن الأقلية اليزيدية في العراق
واللاجئين وحقوق المرأة بشكل عام، وتعرضت للأسر والاغتصاب من مسلحي تنظيم الدولة في
الموصل عام 2014.
أما ماكفيغا الذي يعالج ضحايا العنف الجنسي في
جمهورية الكونغو الديمقراطية فيدير مستشفى بانزي في مدينة بوكافو بشرق البلاد.
ويستقبل المستشفى الذي افتتح في عام 1999 آلاف
النساء كل عام تستدعي حالة كثير منهن التدخل الجراحي بسبب العنف الجنسي.
وقالت اللجنة في مسوغات منح الجائزة إن "نادية
مراد شاهدة على الانتهاكات التي ارتكبت ضدها وضد أخريات وإن ماكفيغا وهب حياته
للدفاع عن النساء ضحايا العنف الجنسي"، مضيفة أن "كل منهما ساعد بطريقته
في إلقاء الضوء على العنف الجنسي وقت الحرب، وبالتالي فإن مرتكبيه يمكن محاسبتهم
على أعمالهم".
"اغتصاب
ولا شيء آخر"
وتعرضت نادية مراد ومعها كثير من الفتيات الأخريات
في قريتها للسبي من قبل المتشددين الذين باعوهن رقيقا مرة تلو الأخرى، ضمن تجارة
الرقيق التي مارسها تنظيم الدولة.
وفي النهاية هربت بمساعدة أسرة سنية في الموصل وصارت
مدافعة عن حقوق اليزيديين في مختلف أنحاء العالم.
وفي عام 2017 نشرت مذكراتها عن المحنة التي تعرضت
لها وصدرت في كتاب بعنوان "الفتاة الأخيرة"، وفي المذكرات كتبت التفاصيل
المروعة للشهور التي قضتها في السبي وهروبها ورحلتها كناشطة.
وكتبت تقول إن "الأمر في مرحلة ما كان اغتصابا
ولا شيء آخر، وإن ذلك كان الشيء العادي في يومها".
وكان هجوم المتشددين على مناطق الطائفة اليزيدية في
شمال العراق جزءا مما وصفته الأمم المتحدة بحملة إبادة جماعية شنها المتشددون على
هذه الأقلية الدينية.
وجاء منح الجائزة بعد عام من تركيز الاهتمام على
انتهاكات وإساءات ارتكبت ضد النساء في مختلف المجالات في كل العالم.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت حركة #مي-تو، وهي
منتدى بارز للناشطات من أجل حقوق المرأة، كانت الإلهام وراء جائزة هذا العام قالت
رئيسة لجنة نوبل بيريت رايس أندرسن "مي-تو وجرائم الحرب ليستا ببساطة نفس
الشيء. لكن المشترك بينهما أنهما تكشفان معاناة النساء والانتهاكات بحقهن، وعلى
ذلك من المهم أن تلقي النساء خلف ظهورهن بمفهوم العار وترفعن أصواتهن".
وسوف تسلم الجائزة في حفل يقام في أوسلو في العاشر
من ديسمبر كانون الأول بالتزامن مع ذكرى وفاة رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل
الذي أسس الجائزة في عام 1895.