هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علق محللون إسرائيليون الخميس، على المقابلة التي أجرتها الصحفية الإيطالية فرانشيسكا بوري مع رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، والمقرر أن تنشرها كاملة صحيفة "يديعوت أحرونوت" صباح الجمعة.
وقال المحلل الإسرائيلي في صحيفة
"يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان في مقال ترجمته "عربي21" إن "هذه المقابلة
ستذكر ذات مرة في المستقبل، كمقابلة عشية الحرب"، مضيفا أن "السنوار
يقول للجمهور الإسرائيلي، لن نوقع على اتفاق سلام، وسندير خلال بضع سنوات حالة
ارتياح، إلى أن يأتي يوم نطردكم فيه"، بحسب تعبيره.
وتوقع فيشمان أن "تتعامل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بما ورد في مقابلة السنوار، باستخفاف"، مؤكدا أن "الرسالة تعد إخطارا استراتيجيا، ينبغي عدم تجاهله من القيادة الإسرائيلية".
وتابع الكاتب الإسرائيلي قائلا: "رسالة السنوار
تؤكد أنه لا خيار لنا باستثناء الحرب، إذا لم تنقذوا غزة من المجاعة"، لافتا
إلى أن "السنوار يعرض في المقابلة بديله للحرب، وهو يخشى الدمار الذي ستخلفه
جولة عسكرية في القطاع، سيكون هدفها المركزي الإبادة الجسدية للذراع العسكري،
والتي ستنطوي أيضا على مس شديد بالسكان المدنيين والبنى التحتية".
اقرأ أيضا: "عربي21" تنشر النص الكامل لمقابلة السنوار مع صحفية أجنبية
وأردف فيشمان قائلا: "حسب فهم السنوار فإن
الإسرائيليين يرون فيه مجنونا ويرغب في إبادة إسرائيل، أما الآن فهو يحاول إطلاق
رسالة لم يسمعها المواطن الإسرائيلي العادي من لسانه مباشرة، وكفيلة بأن تستقبل في
أوساط جزء من المجتمع الإسرائيلي كنطقية، ربما لإنشاء ضغط جماهيري على
الحكومة الإسرائيلية".
ورأى أنه "في إسرائيل يدعون في المقابل أنه يحاول بالفعل الوصول إلى تسوية تؤدي إلى تهدئة، لكن بشروط منها تسوية مباشرة مع
إسرائيل من خلال الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومصر، في ظل تجاوز السلطة
الفلسطينية"، معتبرا أن "ذلك سيشكل خشبة قفز، سواء للحاجة إلى تحسين
مكانة السنوار، أو تعزيز حركة حماس قبيل اختبار القوى المرتقب في
الساحة الفلسطينية في عصر ما بعد أبو مازن".
من جهته، قال المحلل الإسرائيلي يوسي يهوشع في مقال
بعنوان "لنستعد للحرب" وترجمته "عربي21" إن "السنوار يطلق
في هذه المقابلة النادرة ليديعوت أحرونوت مواقف استثنائية"، مؤكدا أنه
"عمليا يتجاوز أبو مازن من اليسار".
ولفت إلى أن "السنوار يقترح على إسرائيل الحديث
معه مباشرة والاتفاق في المفاوضات على التسوية دون وساطة السلطة الفلسطينية"،
مشددا على أن "أقوال السنوار يمكن أن تعتبر الدعوة الأخيرة من ناحيته
لإسرائيل، للسير معه نحو التسوية".
وعلق يهوشع على تصريحات السنوار حول صفقة تبادل أسرى
بين إسرائيل وحركة حماس بالقول إن "شروطه يجب أن تؤخذ بمحدودية الضمان، لأن
إسرائيل لا تعتزم السير مرة أخرى بنفس طريق صفقة شاليط".
اقرأ أيضا: حماس توضح ظروف مقابلة السنوار مع صحيفة إسرائيلية
وأشار إلى أن "جهاز الأمن الإسرائيلي فهم بأن السنوار وحماس غير معنيين بجولة أخرى"، مستدركا بقوله إن "الأحداث الأخيرة على الجدار في غزة هي نوع من شد منضبط للحبل، وإن كان يتصاعد بين ليلة وأخرى، إلا أنه يفيد أيضا بأن كل شيء يوجد تحت سيطرتهم".
واستكمل قائلا: "ليس واضحا من المقابلة لإسرائيل هل الحرب خلال أيام أم أسابيع، لكن ساعة الرمل للمواجهة في غزة تدق"، بحسب وصفه.
ورأى يهوشع أنه "إذا صدقنا زعيم حماس، فمحظور
على إسرائيل أن تفوت الفرصة مرة أخرى"، موضحا أنه "في السنوات الثلاث والأشهر الثمانية التي ساد فيها الهدوء بعد الحرب الأخيرة، كان لأصحاب القرار
الظروف الأفضل للوصول إلى اتفاق مريح، حتى وإن لم يكن مكتوبا".
وذكر أن "تفجر الأوضاع في نهاية شهر آذار/ مارس
الماضي، جعل الأوضاع في غاية الصعوبة، وهو ما أكده رئيس الأركان الإسرائيلي الذي
أشار إلى أن استمرار السياسة الحالية خطر، وبقدر ما يخنق الأمريكيون السلطة
اقتصاديا؛ فإن احتمالية أن تتفجر المنطقة علينا ترتفع".
وكانت حركة حماس علقت على المقابلة الصحفية لزعيمها في قطاع غزة، قائلة إن "الصحفية الأجنبية تقدمت بطلب رسمي للقاء السنوار لصالح صحيفتين إيطالية وأخرى بريطانية، وعلى هذا الأساس أجري اللقاء".
وأكدت الحركة في بيان وصل "عربي21" نسخة
عنه، أن "التحريات المسبقة عن الصحفية، تثبت أنها ليست إسرائيلية وليس لها
سابق عمل مع الصحافة الإسرائيلية"،
مشيرة إلى أن "المقابلة لم تكن مباشرة مع الصحفية، بل أرسلت الأسئلة وتمت
الإجابة عنها، فيما التقطت صورة لصالح اللقاء فقط".
وأعربت "حماس" عن أسفها أن "الصحفية
لم تحترم مهنتها، وعلى ما يبدو فقد باعت اللقاء لصحيفة يديعوت أحرونوت"، على حد قول البيان.