هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على مطلب الادعاء العام في السعودية الحكم بإعدام الداعية المعروف سلمان العودة، بالقول إنه سياسي.
وقال بن هبارد، في تقرير له من لندن، إن المحاكمة للداعية الذي انتقد النظام السعودي تأتي بعد عام من اعتقاله وعدد من الناشطين السياسيين، بالإضافة إلى حملة ملاحقة وقمع للأمراء ورجال الأعمال بتهم الفساد، مشيرا إلى أن منظمات حقوق الإنسان قالت إن معظم الاعتقالات ذات دوافع سياسية، أكثر من كونها نشاطات تعدها الدول خارجة عن القانون.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن الباحث في منظمة "هيومان رايتس ووتش" آدم غوغل، قوله: "لو نظرت إلى الاتهامات فإنك تجد أنه من الواضح أنها ذات دوافع سياسية". مشيرا إلى أنه في الوقت الذي شاهد فيه غوغل محاكمات أخرى، فإنه يقول إنه من النادر أن يطالب الادعاء بحكم الإعدام في هذه القضايا، ويضيف: "لا أعلم كيف ستنظر إلى هذا، إلا أنه تصعيد واضح ضد المعارضين والناشطين السعوديين".
وتقول الصحيفة إن المسؤولين السعوديين لم يستجيبوا لمطالب التعليق على الاتهامات الموجهة للشيخ سلمان العودة.
ويلفت الكاتب إلى أن العودة (62 عاما) كان شخصية مهمة في المجال الديني ولعدة عقود، وهو معروف بإبتعاده عن الحكومة في المملكة، حيث يعد العلماء بوقا للحكومة، مشيرا إلى أنه كان في التسعينيات من القرن الماضي عنصرا مهما في حركة المحافظين، التي عرفت بالصحوة، التي ارتبطت بحركة الإخوان المسلمين، وانتقدت الحكومة السعودية بناء على أرضية دينية، بما في ذلك السماح للقوات الأمريكية بالدخول للسعودية في عام 1991 في أثناء حرب الخليج.
وبحسب التقرير، فإن العودة سجن لأكثر من خمسة أعوام بسبب نشاطاته، إلا أن أفكاره تطورت بعد الإفراج عنه، لافتا إلى أنه دعا بعد اندلاع ثورات الربيع العربي في عام 2011 للانتخابات، والفصل بين السلطات، الأمر الذي بدا تهديدا للعائلة السعودية الحاكمة.
وتذكر الصحيفة أن العودة تجنب في الفترة الأخيرة التعليق على الشؤون السياسية في الأماكن العامة، وركز بدلا من ذلك على الأمور الروحية، وكتب عدة كتب، مشيرة إلى أن لديه 14 مليون متابع على حسابه على "تويتر".
وينوه هبارد إلى أن الكثير من منتقديه ينظرون إلى العودة على أنه ذئب في ثوب حمل، ويتهمونه بأنه يدعو للثورة من خلال خطاب ديني، لافتا إلى أن قادة السعودية الملكية المطلقة طالما اعتبروا الإسلام السياسي بأنه تهديد على استقرار البلاد وسيطرتهم على الحكم.
ويفيد التقرير بأن العودة قدم يوم الثلاثاء إلى المحكمة الجنائية الخاصة، التي عادة ما تستمع للقضايا المتعلقة بالأمن القومي والإرهاب، حيث يواجه 37 تهمة، وتشمل الدعوة للخروج على الحاكم، والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أنه سمح له بمحام للدفاع عنه، وحضر ثلاثة من أولاده المحاكمة، بحسب ابنه الذي يعمل زميلا في جامعة جورج تاون.
وتورد الصحيفة نقلا عن الابن الأصغر للعودة، قوله إن الحكومة لديها مشكلة مع العودة الذي دعا للتغيير السياسي، لكنها لم تتحرك ضده، و "الآن يريدون الانتقام منه ومن نشاطاته ومواقفه الصريحة".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول نجل العودة إن المحاكمة تهدف لإرسال رسالة أوسع للسعوديين، وردعهم عن النقد، وأضاف: "كل من لديه سلطة ويمكنه التحدث، فإنهم سيقومون بإسكاته ومنعه من نقدهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا