هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت السعودية إقامة قناة مائية تفصل المملكة عن جارتها قطر، بتمويل إماراتي، ومشاركة فنية مصرية؛ بهدف عزل الدوحة.
وأوضحت مصادر إعلامية سعودية أن الرياض تهدف إلى عزل قطر جغرافيا، وتحويلها إلى "جزيرة منبوذة" وسط محيطها العربي والخليجي، عبر إقامة قناة "سلوى البحرية".
وأعلنت صحيفة "سبق" السعودية، يوم الاثنين الماضي، أن المشروع الجديد يتضمن أيضا إقامة قاعدة عسكرية سعودية، ومدفنا للنفايات النووية، ومنطقة سياحية، بالقرب من معبر "سلوى" الحدودي بين البلدين.
مدفن نفايات وقاعدة عسكرية
وأوضحت الصحيفة أن مشروع القناة سيتم تمويله عبر استثمارات من القطاع الخاص في السعودية والإمارات، تقدر بنحو 2.8 مليار ريال سعودي تقريبا، موضحة أن شركات مصرية هي التي ستتولى مهام حفر القناة المائية؛ لرغبة منفِّذي المشروع في الاستفادة من الخبرات المصرية في حفر قناة السويس الجديدة.
وبحسب الصحيفة، فإنه سيتم إنشاء قاعدة عسكرية سعودية في المنطقة الحدودية بين قطر والقناة البحرية الجديدة، بينما سيتم تحويل جزء آخر إلى مدفن للنفايات المفاعل النووي السعودي الذي تخطط السعودية لإنشائه مستقبلا!.
كما أعلن تحالف استثماري، قبل عدة أيام، عن إقامة مشروع سياحي في تلك المنطقة، يشمل شق قناة بحرية على طول الحدود السعودية القطرية، ويقام على ضفتها مجمعات سكنية فاخرة، إضافة إلى عدة فنادق كبرى.
شماتة في الإعلام المصري
وتلقت وسائل الإعلام المؤيدة للنظام المصري هذا الخبر بترحيب وشماتة واضحة، حيث قال الإعلامي أحمد موسى إن قناة "سلوى" المائية، المزمع شقها على الحدود السعودية القطرية، ستحول دويلة قطر إلى "دوار سفن"، حسب قوله.
وأضاف موسى، خلال برنامجه على قناة "صدى البلد"، يوم الثلاثاء، شامتا: "خلوا بالكوا يا قطريين بلدكو هتغرق بسبب المد وارتفاع الموج"، مشيرا إلى أن القناة الجديدة ستلغي حدود قطر البرية، وستجعل طشت أم وجدي غنيم أكبر منها"!.
أما الإعلامي عمرو أديب، فقال إن السعودية أعلنت عن قناة جديدة ستحول قطر إلى جزيرة منبوذة ومعزولة عن محيطها العربي.
وأضاف أديب، خلال برنامجه على "أون إي" يوم الثلاثاء، ساخرا: "أنا لما قرأت الخبر قلت يا سلام دلوقت عرفت ليه قطر عندها قناة الجزيرة؟ لأن طول عمرهم عندهم توقع أنهم هايكونوا جزيرة في يوم من الأيام"، لافتا إلى أن القطريين أصابتهم حالة هستريا منذ سماعهم لهذا الخبر؛ لأن اللي عندها هايشتغلوا بمبوطية"!.
وتابع: "كل يوم تتقزم القضية القطرية، وستنتهى بالكلية في المستقبل، لافتا إلى أن المصريين سيشاركون في المشروع بما لديهم من خبرة ومعدات متخصصة في حفر القنوات المائية، لينتهي في مدة 12 شهرا فقط".
لعبة الأمراء الصغار
وتعليقا على هذه الخطوة من جانب السعودية والإمارات، قال الدكتور محمد حمزة، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن المشروع المزمع تنفيذه تأتي في إطار ما أسماه "لعبة الأمراء الصغار"، في إشارة إلى الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، اللذين تعيش المنطقة العربية بسببهما مأساة غير مسبوقة في التاريخ العربي الحديث.
وأوضح حمزة، في تصريحات لـ "عربي21"، أن إنهاء حالة الصراع والحصار المفروض على قطر هو في يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفه حمزة بأنه "السيد المطاع في دول الخليج"، مؤكدا أن ترامب لو أراد إيقاف هذا العبث ومنع السعودية من إقامة هذا المشروع الجديد في الحال لفعل بمكالمة هاتفية صغيرة لهؤلاء الأمراء الصغار، الذين يتحكمون في مصائر أمة بالكامل.
وأضاف أن الولايات المتحدة هي أكبر المستفيدين من الخلاف بين دول الحصار وقطر، موضحا أن إدارة ترامب تريد استمرار هذا الشقاق لأطول فترة ممكنة؛ حتى تواصل ابتزاز الطرفين، وتحصل على أموال منهما، وتبيعهما أسلحة بمليارات الدولارات، مشيرا إلى أن واشنطن تستقبل كل فترة أحد زعماء الخليج؛ ليحصل على الدعم الأمريكي، مقابل دفع مليارات الدولارات، وكان آخرها زيارة محمد بن سلمان الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن يقوم الأمير تميم بن حمد بزيارة مماثلة قريبا.
وحول الأنباء التي تؤكد أن مصر ستشارك في حفر القناة المائية لعزل قطر عن طريق الخبرات الفنية، سخر محمد حمزة من هذه الأنباء، متسائلا: "وهل تملك مصر خبرات فنية في هذا المجال من الأساس حتى تقوم بتصديرها للعالم؟
وأوضح حمزة أن مصر حينما أرادت أن تحفر تفريعة قناة السويس الجديدة استعانت بمجموعة من الشركات الهولندية والدنماركية والألمانية والأمريكية حتى تنجز هذه المهمة، فكيف يقول البعض إن مصر ستتولى حفر قناة "سلوى" الجديدة، ورجح أن تكون السعودية والإمارات تردد اسم مصر فقط من أجل إعطاء انطباع بأن هناك تحالفا عربيا واسعا يشارك في هذا المشروع ضد قطر.