هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "بوليتكو" تقريرا لكل من مايكل كرولي وبراين بيندر، يعلقان فيه على تعيين جون بولتون، واصفين إياه بأنه يعد الخيار المنطقي ليكون مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس دونالد ترامب.
ويقول الكاتبان إن "بولتون يعد الاختيار الأفضل لترامب الذي يرفع شعار (أمريكا أولا)، ولا صبر له أو اهتمام في الشؤون الدولية، وكان ترامب قد اختاره يوم الخميس ليحل محل مستشار الأمن القومي المستقيل أتش آر ماكماستر، رغم تاريخه الحافل بالتشدد".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن بولتون السفير السابق في الأمم المتحدة، هو الذي قال إن المؤسسة الدولية قد تفقد عشرة طوابق من بنايتها دون أن يلاحظ أحد، ودعا إلى تمزيق الاتفاقية النووية التي وقعتها سبع دول مع إيران.
وتجد المجلة أنه "بالنسبة لترامب، الذي هاجم أثناء حملته الانتخابية في عام 2016 مؤيدي غزو العراق عام 2003، فإن اختياره لبولتون يدعو للدهشة، حيث كان بولتون من دعاة غزو العراق وقرار جورج دبليو بوش الإطاحة بصدام حسين، وهو قرار لا يزال يدافع عنه حتى اليوم، وإن بشكل جزئي، ودعم في السنوات الماضية تغيير الأنظمة في كل من سوريا وليبيا وإيران".
ويورد التقرير نقلا عن دبلوماسيين مخضرمين في السياسة الخارجية من الحزبين، قولهم إن بولتون يحمل شعار "الغزو أولا" بدلا من "أمريكا أولا"، مشيرا إلى أن النتيجة هي حالة من الارتباك بشأن سياسة ترامب الخارجية، وفيما إن كان الرئيس يعلم كيفية استخدام القوة العسكرية.
وينقل الكاتبان عن لورين دي جونغ شولمان، التي عملت مساعدة لمستشارة باراك أوباما للأمن القومي، سوزان رايس، قولها: "يقول ترامب إنه يريد فريقا متناسقا مع أفكاره، فكيف إذا يصطف واحد من عتاة المحافظين الجدد وأكثرهم قسوة مع رجل شجب توسعنا الدولي أثناء حملته الانتخابية؟"، فيما قال لاري ديموند من معهد هوفر في جامعة ستانفورد: "إنه اختيار غريب من رجل يقول إنه عارض حرب العراق"، وأضاف ديموند، الذي عمل مستشارا بارزا أثناء حرب العراق: "إنه اختيار غريب لعين".
وتفيد المجلة بأنه حتى الرابع من آذار/ مارس الحالي، فإن ترامب وصف حرب العراق بأنها "أسوأ قرار اتخذ"، ودافع بولتون بعد ثلاثة أيام عن القرار عندما ظهر على "فوكس نيوز"، حيث قال: "الحياة في الشرق الأوسط معقدة، وعندما تصف الإطاحة بصدام حسين بالخطأ فإنك تبسط الأمور".
ويلفت التقرير إلى أن ترامب دعا أثناء حملته الانتخابية قائلا: "توقفوا عن الإطاحة بالأنظمة الأجنبية"، فيما كتب بولتون في كانون الثاني/ يناير: "يجب أن تكون سياسة أمريكا المعلنة هي إنهاء إيران الثورة الإسلامية عام 1979 قبل حلول الذكرى الأربعين لها".
ويبين الكاتبان أنه حتى بعد أن بثت "سي أن أن" أن ترامب طلب من بولتون بأن يعده بعدم "البدء في حروب جديدة"، فإن الديمقراطيين وخبراء السياسة عبروا عن خشيتهم من تأثير بولتون على الرئيس وجعله مرتاحا مع الحروب، حيث قال السيناتور الديمقراطي جاك ريد في تصريح له: "أنا قلق من أنه والرئيس سيشكلان مكونا قابلا للاشتعال".
وتؤكد المجلة أن "آراء دونالد ترامب في السياسة الخارجية هي متغيرة دائما، حيث دعم الحرب على ليبيا والعراق قبل ترشحه للانتخابات، وبعد أشهر من توليه الحكم أمر بإطلاق صواريخ كروز على سوريا".
ويورد التقرير نقلا عن المدافعين عن بولتون، قولهم إن هناك مبالغة في تصويره بصفته داعية حرب، بالإضافة إلى أن تجربته في الحكم وخبرته في كلية القانون في جامعة ييل تجعله الخيار الأفضل لتقديم النصح لرئيس لا خبرة له في شوون الحكم.
وينقل الكاتبان عن إريك إلدمان، الذي عمل مساعدا لوزيرالدفاع في إدارة دبليو بوش، وعمل بشكل قريب مع بولتون، تعليقه قائلا: "يقول أشياء على (فوكس نيوز)، وهي لا تعبر عن بولتون الذي أعرفه".
وتستدرك المجلة بأنه رغم خلافاتهما حول تغيير الأنظمة وحرب العراق، إلا أن بولتون مثل ترامب، فهما يحبان تحدي المؤسسة في واشنطن، وقد دافع في مقال له قبل فترة عن السلطة القانونية التي تملكها واشنطن للقيام بعملية وقائية ضد كوريا الشمالية، وقال: "في ضوء الثغرات في المعلومات الأمريكية حول كوريا الشمالية، فيجب ألا ننتظر حتى اللحظة الأخيرة"، وجاء في مقاله، الذي نشره معهد "أمريكان إنتربرايز"، حيث عمل لسنوات باحثا فيه: "هذا يؤدي لوضع نقوم فيه بالضرب بعدما حصلت كوريا الشمالية على السلاح النووي بشكل يجعل الوضع أكثر خطورة".
وينوه التقرير إلى أن ترامب هدد كوريا الشمالية أكثر من مرة بـ"التدمير الشامل"، ودرس مساعدوه طرقا للضرب قبل أن تتمكن من إطلاق صواريخ بعيدة المدى تصل إلى أمريكا، مشيرا إلى أن بولتون دعا في كانون الثاني/ يناير، في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى وقف الاتفاق النووي، الذي اعتبره ترامب أسوأ اتفاق، ولم يقبل بجهود ماكماستر ووزير الخارجية المعزول ريكس تيلرسون بالحفاظ عليه.
ويقول الكاتبان إنه "عندما يتعلق الأمر بروسيا، فإن بولتون يشترك مع ترامب بأن إدارة باراك أوباما قامت بتسييس المعلومات الأمنية لتشويه الرئيس، وفي نهاية عام 2016، أشار في مقابلة مع (فوكس نيوز) إلى أن القرصنة على اللجنة القومية للحزب الديمقراطي قد تكون عملية مدبرة من إدارة أوباما".
وتختم "بوليتكو" تقريرما بالإشارة إلى أن بولتون، على خلاف ترامب، يعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطرا لا يمكن الثقة به، وقال في مقال للرأي نشره في تموز/ يوليو 2017، إن بوتين كذب على ترامب في لقاء تم بينهما، عندما أنكر الزعيم الروسي أن بلاده تدخلت في الانتخابات الأمريكية، ووصف بولتون الأمر بأنه "فعل حرب حقيقي".