هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
من أولى بالمحاكمة؟
وقال الكاتب الصحفي، عزت النمر: "لا شك أن مستويات من الغضب والكراهية يحملها القطاع الأكبر من الشعب تجاه الجيش والشرطة، وأعتقد أن السيسي هو السبب الرئيسي لهذ الأمر".
النمر، أوضح لـ"عربي21"، أن "أكبر إهانة كانت للجيش والشرطة قام بها السيسي نفسه حينما استخدمهما للانقلاب على أول تجربة ديمقراطية"، مضيفا أن الشعب رأى بهذا الانقلاب رِدِّة في شعوره بالحرية والكرامة نالها بثورة يناير، ثم استشعر تسييدا فاجرا للمؤسستين أطاح بكل مكتسباته.
ويعتقد المحلل السياسي، "أن الأمر يتعدى مشاعر الكراهية؛ لأن غباء السيسي وضع المؤسسة العسكرية كآلة قتل بمواجهة الشعب، مما خلف ثأرا لدى المصريين يصعب زوال أثره قريبا".
وأشار النمر إلى "إهانة أخرى قام بها السيسي للمؤسسة العسكرية؛ حينما أظهر قادته السابقون وجنرالات الجيش بصورة قراصنة وفسدة يتصارعون على المناصب والمال، وما حديث السيسي عن سامي عنان والمخابرات العامة عنا ببعيد".
وأكد أن "عامة الشعب الذين يعيشون الآن أوضاعا اقتصادية قاسية، يتملكهم الكراهية والغضب حين يرون تمييزا فاضحا للشرطة والجيش، فضلا عن حقائق تروى عن مليارات من الدولارات وردت من الخليج التهمها السيسي وجنرالاته".
وقال النمر، "لكل ما سبق؛ أعتقد أن السيسي أهان الوطن بأكمله وليس الشرطة والجيش فحسب، وأنه أولى بتهمة الخيانة العظمى إذ شق النسيج الوطني فضلا عن تنازله عن تراب الوطن ومقدراته تحت صمت المؤسسة العسكرية وتواطؤها، فضلا عن تقديم الشرطة كعصا غليظة لمواجهة كل محاولة للحفاظ على تراب الوطن ورفض التعدي عليه".
هذا الأحرى بالسيسي
وفي تعليقه أكد الكاتب والباحث السياسي، علاء فاروق، أنه "من الطبيعي أن يجرم السيسي كل من يحاول الإساءة لأكبر مؤسستين ساندتاه في مشروعه"، مشيرا إلى أنه "سيكون لهما دور كبير باستكمال المشوار عبر الدعم في الفترة الرئاسية الثانية التي تكاد تكون حسمت للسيسي".
فاروق، طرح مجموعة من التساؤلات في حديثه لـ"عربي21"، قائلا: "ماذا يقصد السيسي بالإهانة؟ وهل تشمل انتقاد أي أعمال خارج القانون ترتكب في إحدى المؤسستين؟ أم هو إطلاق عام لأي محاولة للاقتراب من أي زي عسكري أو أمني".
وأضاف، فاروق: "وهل لا يقبل أي مواطن إهانة الأجهزة الأمنية التي تقوم بمهامها وتؤمن الوطن والمواطن؛ لكن سيهين أي تجاوز لمثل هذه الأجهزة؟"، موضحا أنه "كان الأحرى بالرئيس محاسبة من أهان المواطن من هاتين الجهتين".
الكلام واضح
من جانبه، نفى الكاتب الصحفي أحمد كشكوشة، أن يكون تجريم السيسي لانتقاد الجيش والشرطة ووصمه مرتكب ذلك بجريمة الخيانة العظمى، سببا في تأجيج بعض "مشاعر الكراهية" للمؤسستين الوطنيتين الكبيرتين.
كشكوشة، انتقد في حديثه لـ"عربي21"، من يقول ذلك رافضا تأويل كلام السيسي في غير موضعه، مضيفا أن "كلام الريس واضح؛ وكل واحد وله رأيه".
لعبة الشيطان
وعبر موقع "فيسبوك" تحدث أستاذ الجيولوجيا الدكتور يحيى القزاز، عن السيسى ولعبة التفريق، وقال إن السيسي يعمل على تجذير الكراهية بين المؤسسات وأفراد الشعب، ويتبع سياسة فرق تسد ليمنع وحدتهم، ويتمكن من إحكام قبضته على المتناحرين المتفرقين.
وأكد أن السيسي شيطان فاحذروه ولا يعني حديثه حرصا على الجيش والشرطة بقدر ما يحرص على تأجيج كراهية الشعب لهما بانحيازه لهما وتسيدهما عليه، وتأجيج كراهيتهما على الشعب بتصويره بوضع عدم المقدر لدورهما والمسيء لهما.