العديد من المواطنين الألمان مصابون بهوس الطعام الصحي
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى العادات الغذائية للشعب الألماني. وعلى الرغم من أن المواطن
الألماني أصبح أكثر حرصا على مراقبة نظامه الغذائي، إلا أن نسبة الأشخاص الذين
يعانون من البدانة في ارتفاع مستمر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن عادات الشعب الألماني الغذائية شهدت اختلافا مقارنة
بالسابق،
حيث أصبح المواطن الألماني حريصا على مراقبة حميته الغذائية ووزنه أكثر من أي وقت
مضى. ولعل الأمر المثير للاهتمام أن العديد من المواطنين الألمان يحرصون بشدة على
تجنب تناول الأكلات الغنية بالسعرات الحرارية التي تميز الطعام الألماني.
وأكدت الصحيفة أن
العديد من المواطنين الألمان مصابون بهوس الطعام الصحي، فهم يخشون تناول الأطعمة
الغنية بالسكريات والشحوم والنشويات. كما انتشرت ظاهرة هوس الطعام الصحي في كافة
أنحاء العالم، لتشمل مختلف الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن
عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة في ألمانيا يبلغ 15 مليون شخص. وعادة ما تكون
مؤشرات كتل أجسامهم، التي تصل إلى أكثر من 30 كلغ/م2، نتيجة إقبالهم على تناول
الأغذية الدهنية، ما يعيقهم عن ممارسة الرياضة. ووفقا لفريق من الأخصائيين
النفسانيين لدى جامعة دوسلدورف، يعاني حوالي 17 مليون مواطن ألماني من النهم
المرضي.
ونقلت الصحيفة شهادة
رئيس شبكة الوقاية والصحة بهايدلبرغ، غونتر فرانك، الذي قال: "يزورني الكثير
من الأشخاص المهووسين بمرض السمنة؛ بهدف استشارتي بشأن عاداتهم الغذائية، والحال
أنهم في صحة جيدة. وبعد معرفة دواعي خوفهم من السمنة، تيقنت من أنهم يخشون أن
يتسبب وزنهم الزائد في إصابتهم ببعض الأمراض المزمنة أو نفور المجتمع منهم".
وأضافت الصحيفة أن
الحكومة الألمانية أصدرت سنة 2015 قانونا يلزم صناديق التأمين الصحي بإنفاق حوالي
500 مليون يورو في السنة؛ من أجل ترشيد نمط حياة البدناء. وفي شهر تشرين الثاني/
نوفمبر الماضي، بادر صندوق التأمين على المرض "إي كيه كيه كلاسيك"
بتطوير تطبيق يقدم نصائح طبية للرجال، من خلال إرسال رسائل قصيرة إلى
منخرطيه، يحثهم فيها على تناول الأغذية الصحية.
وأوردت الصحيفة أن
المؤسسة الألمانية للتغذية حددت خلال السنة الماضية معدل استهلاك السعرات الحرارية
بالنسبة للشعب الألماني. وعلى ضوء هذه المعطيات، يجب على المرأة الرياضية
ألّا تستهلك أكثر من 1800 سعرة حرارية في اليوم، في حين يجب ألّا يتجاوز معدل
استهلاك السعرات الحرارية بالنسبة للرجل غير الرياضي أكثر من 2300 سعرة في اليوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن
معهد روبرت كوخ أجرى سنة 2012 دراسة تتعلق بصحة البالغين في ألمانيا. وتوصلت
هذه الدراسة إلى نتيجة مفادها أن البدانة في المجتمع الألماني تتراجع بشكل ملحوظ.
في المقابل، ما زال الأشخاص الذين يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 كغ/م2 يعانون
من زيادة في الوزن.
في هذا السياق، أفاد
الطبيب الألماني، كارل لاوترباخ، بأن المصابين بهوس الطعام الصحي يحتاجون إلى علاج
نفسي". وتابع لاوترباخ متحدثا عن البرنامج الوقائي من الأغذية غير الصحية، بأن "أغلب الإجراءات الوقائية من البدانة لم تؤت أكلها، فضلا عن أنها
مكلفة جدا".
وبينت الصحيفة أن
صناديق التأمين الصحي الخاصة تعمل في الوقت الراهن على اتخاذ إجراءات جديدة لحث
منخرطيها على تناول الطعام الصحي وممارسة الأنشطة الرياضية. فعلى سبيل المثال،
أطلقت شركة "جينرالي" للتأمين الصحي برنامجا يسمح لمنخرطيها بتسجيل بياناتهم
المتعلقة بالتغذية والأنشطة الحركية على موقعها الإلكتروني.
في المقابل، يدفع
المنخرطون رسومات منخفضة فيما يتعلق بالتأمين على العجز والتأمين على الحياة. وعلى
الرغم من التسهيلات، إلا أن نسبة الإقبال على هذا البرنامج كانت دون المأمول.
وأبرزت الصحيفة أن
صندوق التأمين الصحي "داك غيزوندهايت" بادر باتخاذ جملة من الإجراءات
الصارمة ضد السمنة. ففي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أطلق هذا الصندوق
حملة تحسيسية في إحدى المدارس؛ بهدف القضاء على ظاهرة التمييز ضد البدناء.
حيال هذا الشأن، أفادت المتحدثة باسم صندوق التأمين الصحي "داك
غيزوندهايت" بأنه "يجب القضاء على ظاهرة التمييز ضد المصابين
بالسمنة".
وتابعت الصحيفة بأن
صندوق "داك غيزوندهايت" أطلق حملته بالاشتراك مع الشركة الأمريكية
"جونسون وجونسون"، المختصة في مجال جراحة ربط المعدة. ووفق الجمعية
العالمية لجراحات السمنة، أجرى 730 ألف مواطن ألماني عمليات تكميم معدة. وأكد
العديد من الأشخاص، الذين خضعوا لعملية ربط المعدة، أن هذا النوع من العمليات غير
حياتهم، حيث أصبحوا قادرين على الحركة بسلاسة بعد فقدان الوزن.
وفي الختام، أوضحت
الصحيفة أن الجمعية الألمانية لمناهضة التمييز ضد البدناء أطلقت حملة توعوية؛ للحد
من التمييز ضد المصابين بالسمنة. في هذا الإطار، دعت هذه الجمعية الحكومة
الألمانية إلى التخلي عن كل القوانين التي تكرس التمييز ضد الأشخاص الذين
يعانون من زيادة الوزن. كما تهدف هذه الحملة إلى تحفيز المواطنين على تغيير نظرتهم
تجاه البدناء.