هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن آسيا، القارة التي يعاني فيها الفرد من ضغوط نفسية كبيرة، حيث ازدهرت العديد من الشركات التي تؤجر "الأصدقاء" المزيفين لالتقاط صور سيلفي، ليتمكن الشخص المستأجر من التظاهر بأن له العديد من الأصدقاء.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده الكاتب: بابلو ديز و ترجمته "عربي21"، إن متابعي السينما الإسبانية تفاجأوا سنة 1996 بعرض فيلم "العائلة"، للمخرج وكاتب السيناريو فرناندو ليون دي أرانوا، الذي تتمحور أحداثه حول قصة حزينة لرجل يستأجر أشخاصا ليتظاهروا بأنهم أقاربه. وعلى وجه الخصوص، كان هذا الشخص يستأجر "الأقارب المزيفين" لحضور حفل عيد ميلاده.
وبينت أن أحداث الفيلم السينمائي التي صدمت العديد من المشاهدين قبل عقدين من الزمن، أصبحت الآن حقيقة في اليابان، وغيرها من الأقطار الآسيوية. ففي هذه الأماكن، تزدهر خدمة استئجار الأصدقاء أو الأقارب التي يلجأ إليها الأشخاص الذين يعانون من الوحدة ويحتاجون إلى المرافقة.
وأوضحت الصحيفة أن غالبية الذين يتعاملون مع مثل هذه الخدمات، لا يستأجرون أصدقاء أو أقارب مزيفين بسبب الشعور الوحدة. ففي حقيقة الأمر، ترغب هذه الفئة في التظاهر بأن لديها أصدقاء بالفعل، وأنها جزء من عائلة سعيدة ومتماسكة. ويمكن أيضا أن توفر هذه الخدمات فرصة للكثيرين بالتظاهر بأن لديهم زوجا أو شريكا في الحياة.
وأضافت أن هذه الظاهرة تنتشر على نحو متزايد في الصين، البلد الذي تفرض فيه ضغوط اجتماعية قوية على النساء من أجل الزواج قبل سن الثلاثين. وفي العديد من المناسبات، تلجأ العزباوات اللاتي تعشن في المدينة إلى استئجار "زوج" مزيف عند زيارة عائلاتهن في القرى، خاصة خلال احتفالات رأس السنة القمرية. علاوة على ذلك، تلجأ النساء المثليات في الصين إلى هذا النوع من الخداع أمام أقاربهن، خوفا من افتضاح أمرهن ووصمة العار.
وذكرت الصحيفة أن اليابان تشهد حالات أسوأ بكثير، حيث تسهل شبكات التواصل الاجتماعي الخداع في عالم المظاهر. وتنتشر في طوكيو العديد من الشركات التي توفر "أصدقاء، وأقارب، وأزواج" للإيجار خلال فترة معينة، انطلاقا من مدة ساعة. ويرافق هذا "الشخص" المزيف الزبون في المناسبات العائلية أو الاجتماعية، أو حتى في صور سيلفي التي تنشر على موقع "إنستغرام".
اقرأ أيضا: "نحس" السيسي يطارد فتاة "السيلفي".. ماذا حدث لها؟ (فيديو)
وأوردت أن شركة "فاميلي رومانس" اليابانية توفر خدمات من هذا النوع. وتملك هذه الشركة حوالي 1200 موظف قادرين على لعب دور الأصدقاء، أو الآباء، أو الأمهات، أو الأزواج، أو زملاء العمل. وبشكل خاص، قرر مؤسس هذه الشركة، يويتشي إيشي، تطوير هذه الخدمة عندما لعب دور الأب لمساعدة إحدى النساء. وفي ذلك الوقت، اضطرت هذه الأم إلى الاستعانة بمساعدة إيشي، لتتمكن من تسجيل ابنتها في حضانة أطفال خاصة لا تقبل الأطفال من عائلات تكون فيها الأم أو الأب أرامل أو مطلقين.
وذكرت الصحيفة أن هذا الحدث ألهم إيشي لبعث مشروع ناجح، ومنذ ذلك وقت بدأت هذه الشركة في تقديم خدمات المرافقة في الحفلات، والجنائز، وحتى في زيارات حديقة ديزني لاند، أو من أجل القيام بنزهة خلال فصل الربيع عندما تزهر أشجار الكرز. علاوة على ذلك، يمكن التمتع بهذه الخدمة مقابل ثمانية آلاف ين ياباني، أي ما يعادل 60 يورو، والحصول على مرافقة صديق "وسيم ومثير للاهتمام"، من أجل التقاط صور معه ووضعها على موقع إنستغرام.
وفي تصريح له لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي"، أكد يويتشي إيشي، الذي يتلقى شهريا حوالي 50 طلبا للانتفاع بخدمات شركته، أن "الناس يريدون بناء صورة خاصة بهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. وتتمثل مهمة هذه الشركة في توفير مرافق جذاب، وأنيق، يحسن التقاط الصور لحرفائها".
وأشارت الصحيفة إلى أن انتشار مثل هذه الخدمات يعزى أساسا إلى خصائص المجتمع الياباني، الذي يعد من أكثر المجتمعات هوسا بالكمال وأدق التفاصيل. في المقابل، يخضع اليابانيون إلى ضغوط كبرى، تقيد حرياتهم وعلاقاتهم بالآخرين.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن اليابانيين ملتزمون بالقيام بالدور الذي ينتظره منهم المجتمع. لكن، يضطر الكثيرون إلى التضحية بشخصياتهم من أجل عدم إزعاج المقربين منهم، أو للظهور في شكل مزيف يرقى لمستوى المعايير الاجتماعية.