هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تقدم أحد نواب البرلمان في مصر بمشروع قانون جديد يلزم وزارتي التعليم والتعليم العالي بإبراز إنجازات الجيش وبطولات وزارة الداخلية ضمن المناهج التعليمية التي يتم تدريسها في المدارس والجامعات.
وقال أمين اللجنة الدينية بالبرلمان النائب عمر حمروش إنه بدأ في تجميع توقيعات النواب على القانون المقترح تمهيدا لتقديمه الأسبوع المقبل بشكل رسمي إلى هيئة مكتب مجلس النواب لمناقشته.
ويقول مراقبون إن هذه القانون يأتي في إطار مساعي النظام إلى عسكرة الدولة بعد أن سيطر الجيش على جميع القطاعات في البلاد.
قانون ملزم
وأكد حمروش، في تصريحات صحفية، أن القانون يلقى ترحيبا كبيرا من أعضاء البرلمان، نظرا لأهميته في إبراز ما يقدمه الجيش والشرطة من جهود وتضحيات كبرى في سبيل الحفاظ على الدولة وكيانها وكيف أنقذها الجيش من مصير دول مجاورة تسببت الحروب والصراعات والانقسامات فيها إلى انزلاقها في مستنقع الفوضى والخراب.
وأوضح أن الجيش يبذل جهودا عظيمة في الداخل والخارج، وأن الشرطة تقوم ببطولات وتضحيات كبيرة لحماية البلاد من التهديدات المختلفة، ومن الضروري أن تتعرف الأجيال الجديدة على هذه الجهود والتضحيات في سبيل حماية استقرار الوطن وسلامة أراضيه.
وأكد أن هذه الفكرة ليست بدعة مصرية، مشيرا إلى أن كل دول العالم تحرص على أن تضع ضمن مناهج التعليم لديها النماذج المضيئة والمشرفة وتسجل البطولات والتضحيات التي تقدم في حروبها المختلفة.
وأضاف أن إبراز التاريخ المشرف من تضحيات الجيش والشرطة سيتم عن طريق إدخال تعديل جديد في قانون التعليم المعمول به حاليا بحيث تضاف إلى المواد الدراسية مادة "التربية الوطنية" تقوم وزارة التعليم ووزارة التعليم العالي بوضع منهجها الدراسي ليقرر على جميع مراحل التعليم قبل الجامعي والجامعي، وتعتبر هذه المادة ضمن المواد الأساسية التي تضاف إلى المجموع النهائي، لافتا إلى أن القانون الجديد يلزم الوزارة بتنفيذ هذا التعديل قبل العام الدراسي المقبل 2018 - 2019.
مزايدات
ودخل النواب المؤيدون للأجهزة الأمنية فيما يشبه المزايدة على المقترح، حيث طالب اللواء أحمد العوضي عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بعدم الاكتفاء بتدريس بعض النماذج في المناهج الدراسية، واقترح تخصيص برامج تليفزيونية عبر فضائيات الدولة الرسمية تتولى تقديم الانجازات التي قام بها رجال الأمن في مصر من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره حتى لا يتم إغفال أي قصة بطولية، على حد قوله.
فيما طالب اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بتطوير الفكرة عن طريق تدريس جهود الجيش في تنمية الدولة والقرارات المصيرية التي تتخذها الدولة بشأن إصلاح القطاعات المختلفة وإحداث التنمية الاقتصادية الشاملة.
"سياسيون منافقون"
الباحث السياسي عمرو هاشم ربيع قال إن "هناك بعض السياسيين يجاملون النظام وينافقونه دون انتظار مكافأة على ذلك، ومن بين هؤلاء أعضاء مجلس النواب الذي تأسس في ظروف سياسية غير مسبوقة كانت فيها الحياة السياسية ميتة"، مضيفا: "لا أعتقد أن عضو البرلمان الذي اقترح مثل هذا القانون يهمه ترسيخ فكرة الوطنية في نفس الطلاب بشكل كبير، لكنه يقترح مثل هذه القوانين حتى يؤكد للنظام أنه يدعمه ويروج له".
وأضاف ربيع، في تصريحات لـ "عربي21": "لا أحد يختلف على وطنية شهداء الشرطة والجيش الذين ضحوا بأرواحهم في محاربة الاٍرهاب، ويجب أن نوضح لأولادنا في المدارس أدوارهم البطولية، لكن يجب أيضا أن نوضح لهم كل التاريخ السياسي والأحداث التي مرت بالبلاد بتفاصيلها الحقيقية لأن ما يكتب في المناهج الدراسية ويطرح على الشاشات هو تحريف للأحداث، وتشويه لأي شخص وطني، مثلما يحدث مع ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 التي لولاها ما كان هؤلاء المسؤولون في الحكم الآن"، وشدد على ضرورة توضيح التاريخ بكل تفاصيله للطلاب دون إخفاء أي أخطاء وقع فيها الحكام.
وحول المخاوف من أن يتسبب هذا القانون في تعزيز عسكرة الدولة، قال ربيع: "الدولة تم عسكرتها منذ فترة طويلة والسيسي ثبت أركان حكمه في كل القطاعات، ولم يعد يحتاج لمادة دراسية تعرف الطلاب به وبإنجازاته لأن البرلمان والإعلام والمؤسسات كلها معه، ومن يعارضه إما يتم إلقاؤه في السجن أو يطرد خارج البلاد".
"كل الحقيقة"
من جانبه رحب أستاذ العلوم السياسية أحمد رشيدي بهذه الفكرة قائلا إنه من الجيد أن يتم تذكير الطلاب بإنجازات الجيش خصوصا في حربه الصعبة التي يخوضها ضد الاٍرهاب.
وأضاف رشيدي، في تصريحات لـ "عربي21" أنه شيء إيجابي أن يتم توضيح إنجازات الجيش لأبنائنا الطلاب، لكن بشكل حقيقي وليس على طريقة إخبارهم بنصف الحقيقة، لافتا إلى أن هذه الحرب لا تقل أهمية عن حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 ، وتمنى أن يتم تخليد بطولات الجيش فيها لأن هناك مئات الجنود والضباط الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن دون أن يسمع عنهم أحد أو يعرف قصصهم البطولية.
وأكد أن الجيش حقق نجاحات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب خلال العامين الماضيين، حيث قلت التفجيرات نسبيا وأصبحت محصورة في سيناء فقط على عكس عامي 2013 و2014 عندما كانت العمليات المسلحة تحدث في كل مكان تقريبا، مضيفا أن هناك تقصيرا لا ينكره أحد في بعض المجالات لكن يمكن أن نلتمس العذر للجيش لأنه يخوض حربا كبيرة تمولها دول معادية لمصر.