ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن المرشحة الرئاسية الأمريكية الخاسرة
هيلاري كلينتون اتهمت
روسيا بإدارة موقع "ويكيليكس" والتأثير عليه.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن المرشحة الديمقراطية في انتخابات عام 2016، قولها أثناء مشاركتها في مهرجان تشتلنهام للآداب، وذلك للتوقيع والترويج لكتابها الجديد "ماذا حدث؟"، إن الموقع الذي يسرب الوثائق الحساسة هو فرع للمخابرات الروسية، وحذرت قائلة من أن الحرب الباردة الجديدة وصلت إلى أوروبا بسبب تسليح المعلومات.
وتورد الصحيفة نقلا عن وزيرة الخارجية السابقة، قولها إن الكرملين يستخدم الإنترنت لإثارة المشكلات، وتقوية "جماعات اليمين المتطرف والشعبوية"، وتفكيك الاتحاد الأوروبي والناتو، وأضافت أن بريطانيا عرضة لخطر من الآلة الدعائية الروسية، مشيرة إلى حملة دعائية للقناة الروسية الناطقة باللغة الإنجليزية "رشا توداي/ روسيا اليوم"، التي وضعتها على قطارات الأنفاق في لندن، ووردت فيها: "هل فاتك القطار؟ هل خسرت التصويت؟ ألق اللوم علينا".
ويلفت التقرير إلى أن كلينتون قالت في المهرجان الأدبي، الذي تدعمه صحيفة "التايمز" وشقيقتها "صندي تايمز"، إن هناك أدلة على قيام الروس بالقرصنة على حسابات سياسيين ألمان، وقيامهم بهجوم على حملة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتدخل في حملة الاستفتاء على استقلال إقليم كاتالونيا عن إسبانيا، وأضافت: "إن حقيقة فتح (روسيا اليوم) مكتبا جديدا في أسكتلندا تثير القلق"، حيث افتتحت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" العام الماضي فرعا لها في أدنبرة.
وتنقل الصحيفة عن كلينتون، قولها: "إن سلاح روسيا المفضل، ربما ليس الدبابات والصواريخ، لكن دعني أكون واضحة: هذه حرب باردة من نوع جديد وقد بدأت، وربما خضنا في القرن التاسع عشر حروبا في البر والبحر، وانتقلنا في القرن العشرين للجو، إلا أن حروب القرن الحادي والعشرين ستكون بشكل متزايد في الفضاء الإلكتروني، ويجب على أمريكا وبريطانيا وحلفائهما التعامل مع التهديد بشجاعة وعزيمة جديدة"، وأضافت أن روسيا تريد "تهديد وزعزعة استقرار أوروبا.. ونحن بحاجة لأن نكون جديين عندما يتعلق الأمر بالفضاء الإلكتروني، ونتعامل بشدة مع روسيا".
وينوه التقرير إلى أن موقع "ويكيليكس" قام في أثناء الحملة الانتخابية عام 2016، بتسريب رسائل إلكترونية من اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، حيث يدير الموقع جوليان أسانج، لافتا إلى أن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية توصلوا إلى أن أفرادا لهم علاقة بالكرملين وراء عملية القرصنة.
وبحسب الصحيفة، فإن كلينتون قالت يوم الأحد إن الموقع هو "ذراع من أذرعة المخابرات الروسية.. لا نراهم ينشرون أشياء سلبية عن روسيا أو
بوتين"، وانتقدت "فيسبوك" و"غوغل"؛ لسماحهما للإعلانات الروسية بالظهور على مواقعهما خلال الحملة الرئاسية الأمريكية، مشيرة إلى أن المقصود من الإعلانات كان "إثارة الانقسام في المجتمع"، وأضافت أن "فيسبوك" دفع له "بالروبل"، وأنه "يواجه أسئلة كثيرة"، وقالت إن دونالد
ترامب، الذي هزمها العام الماضي، هو "دمية في يد بوتين".
ويفيد التقرير بأن كلينتون اعترفت بأنها كانت تؤمن طوال الحملة الانتخابية، حتى إعلان النتائج، أنها كانت الفائزة، مشيرة إلى أن "ما ظهر الآن هو حجم التدخل الروسي، الذي يثير القلق، وكان واضحا، ويمثل خطرا على الديمقراطية الغربية، وهو جزء من لعبة بوتين".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول كلينتون إن عملاء روسيا استخدموا "فيسبوك" و"تويتر" و"غوغل" و"يوتيوب" و"بينترست" للهجوم، ووضعوا مواد سلبية عن الانتخابات، مستدركة بأنهم "تخفوا كأمريكيين ومن المثليين ومن المدافعين عن السلاح، وقاموا بعقد مظاهرات مزيفة.. وكلها ليس للهجوم علي فقط، لكن لإشعال نار الانقسام في المجتمع".