في الحقيقة أنا من الذين يستاؤون من أي تطاول من أي سفيه ضد الشيخ الشعراوي.. أو ضد أم كلثوم، وعبدالوهاب.. أو ضد نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم.. أو ضد زكي نجيب محمود.. أو يوسف وهبي.. أو سعد زغلول.. وغيرهم.. أتحدث عن (تطاول السفهاء.. لا نقد العلماء) !
هناك الكثير مما يمكن أن يجتمع عليه الناس.. بل أقول (وبمنتهى الثقة) إن ما يجمع المجتمعات العربية اليوم أكبر بكثير مما يفرقها.. وما يدفعها للإطاحة بالأنظمة العربية أكبر بكثير مما يدفعها للصبر عليها!
هناك حلول.. ولكن تأكد من أمرين.. الأول: أن بداية أي حل سيكون بالتخلص من هذه العصابة التي خطفت مصر وسلمتها إلى أمم العالم لتنهش فيها بلا أي خجل. الثاني: أن هذه الحلول (أيا كانت) ستستغرق أعواما طوالا، وسوف يكون لها ضحايا وتضحيات لا يتخيلها أحد!
لا أحد يريد منك نظريات في الإصلاح السياسي.. لا تعتمد على إنصات الناس لك اليوم، أو صبرهم على ما تقول.. لعبة "الجماهير" لعبة خطرة للغاية، وهذه الجماهير التي ترفعك على أكتافها اليوم.. من الممكن أن ترفعك إلى المقصلة غدا..
من حقنا أن نتفاءل.. لأن كسر حاجز الخوف في أيلول (سبتمبر) كان عملا فدائيا عظيما ! وواجبنا الآن أن نبحث عن طرق جديدة للحراك، ترهق يد الظالم حتى تسقط عصاه من يده من شدة التعب لا أكثر !
لقد انتهت حقبة الحكم العسكري في الوطن العربي، وهي اليوم تخوض معاركها الأخيرة في عدة دول، وبإمكان النخبة السياسية أن تحسم تلك المعركة وأن ترحم الشعوب بتوحدها، ولكنها للأسف الشديد لم تتمكن من الارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية..
إنه رجل "شعبوي" خلق حالة من الشماتة في النظام، ولم يزعم أحد (فيما أعلم) أن السيد محمد علي زعيم سياسي، سواء على طريقة سعد زغلول، أو حتى على طريقة "روبن هود"!
اليأس قد بلغ بالبعض درجة كبيرة، ولكن النظرة المحايدة للأحداث تقول إن التغيير قادم. هذه النظرة لا بد أن تشمل رقعة الوطن العربي كله من ناحية المكان، ولا بد كذلك أن تعطي فرصة للتغيير من ناحية الزمان..
إننا مطالبون بتكوين نخبة جديدة، نخبة تملك الطموح والخيال، نخبة تمنح الأمل وطرق العمل، نخبة شبابية لها مستقبل ترغب فيه، وليست مجموعة من العجائز لها تاريخ تخاف عليه!
والله ما رأيت شرا واضحا في زمننا هذا مثل ذلك الشر الذي جاءنا من تلك المملكة؛ التي نشرت بين المتدينين أفكارا لا علاقة لها بالإسلام، فأفسدت على الناس دينهم ودنياهم..