جوزيف مسعد يكتب: ولكن بما أن الحرب المستمرة بين جيش الاستعمار الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية لا تزال في يومها الأول، فمن المؤكد أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه هي بداية حرب التحرير الفلسطينية، أم أنها معركة جديدة من ضمن معارك الحرب التي لا نهاية لها بين المستعمِر والمستعمَر
جوزيف مسعد يكتب: إدانة مندوب الأمم المتحدة توم وينسلاند للمقاومة الفلسطينية باعتبارها "إرهاباً"، ونصيحة غوتيريش بأن يتخلى الفلسطينيون عن المقاومة المسلحة في مواجهة العنف الاستعماري الإسرائيلي الذي لا هوادة فيه، ليستا إلا أحدث التجليات لسجل الأمم المتحدة الطويل في تجريد الشعب الفلسطيني من أراضيه، ومطالبته بالقيام بإضرابات عن الطعام وكتابة رسائل احتجاج ردا على ما حلّ ويحل به، لا أكثر
جوزيف مسعد يكتب: المهمة الماثلة أمام الصهيونية كانت دائماً تتلخص في إطفاء الأمل في قلوب الفلسطينيين، ناهيك عن غيرهم من العرب، في قدرتهم على هزيمة المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني. ولكن رغم محاولات الصهيونية منذ بدايتها القيام بذلك، إلا أنها فشلت في إطفاء هذا الأمل في قلوب معظم الفلسطينيين وغيرهم من العرب
جوزيف مسعد يكتب: ثمة قاعدة ليبرالية لدى مؤيدي إسرائيل بضرورة إخفاء التاريخ الاستعماري والعنصري للصهيونية، وهو إخفاء يتم انتهاكه عندما تطلق الحكومة الإسرائيلية اليمينية وبن غفير والمستوطنون هذه التصريحات وتصدر القوانين بصيغتها الفاضحة
جوزيف مسعد يكتب: صحيح أن إرهاب المستوطنين اليهود الذي يستهدف الفلسطينيين، لا سيما استهدافهم للأطفال الفلسطينيين، قد ازداد بشدة في عام 2023، إلا أنه لا يمثل ظاهرة جديدة، بل يعود إلى الأيام الأولى للاستعمار الصهيوني ما بعد عام 1967، وخاصة منذ النصف الثاني من السبعينيات وما تلاه.
جوزيف مسعد يكتب: يشعر فريدمان بالقلق من أن الإصلاحات القضائية لحكومة نتنياهو "ستفتت الجيش الإسرائيلي"، المنفّذ الرئيس للاستعمار الاستيطاني اليهودي، الذي كانت وظيفته الرئيسة دائما، ولم تزل، الحفاظ على الفوقية العرقية اليهودية في إسرائيل. ودعا فريدمان بايدن إلى منح إسرائيل "جرعة من الحب القاسي، ليس فقط من قلبك، ولكن من قلب المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة أيضا".
جوزيف مسعد يكتب: صورت النرويج نفسها، قبل وبعد ظهورها المفاجئ كدولة رعت اتفاقية "سلام" بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في عام 1993، على أنها فاعل خير محايد هدفه الوحيد هو المصالحة بين الأطراف المتحاربة وإنهاء الظروف القمعية التي يعيش الشعب الفلسطيني تحت نيرها. لكن هذه الصورة تتعارض مع الدور التاريخي الفعلي للنرويج المتمثل في دعمها الفاعل للاستعمار الصهيوني لفلسطين منذ عام ١٩٤٧، وتكريس الظروف الاستعمارية القمعية التي يقبع الفلسطينيون تحت ظلها
جوزيف مسعد يكتب: من المؤكد والطبيعي أن تشغل هذه التطورات المقلقة أذهان واضعي استراتيجيات قوى مجموعات المقاومة المعادية لإسرائيل، خاصة وأن العدوان الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني قد تصاعد بشكل ملموس في الأشهر الأخيرة. لكن الشيء الوحيد الذي لم تأخذه كل هذه التحالفات والاصطفافات في الحسبان هو الوضع الثوري المستمر في الضفة الغربية، ومؤخرا في هضبة الجولان
جوزيف مسعد يكتب: تتجاهل "استراتيجية" بايدن تماما الطلاب والمعلمين اليهود المستهدفين بسبب انتقادهم لإسرائيل، فهمّها منحصر بالطلاب اليهود الذين "يشعرون أنهم يدفعون تكلفة اجتماعية إذا دعموا وجود إسرائيل كدولة يهودية"، وليس أولئك الطلاب اليهود "الذين يشعرون أنهم يدفعون تكلفة اجتماعية" لمعارضتهم أو انتقادهم لوجود إسرائيل
جوزيف مسعد يكتب: قد أدى تناقص أعداد المستوطنين اليهود وتحولهم مرة أخرى لأقلية في فلسطين التاريخية إلى التوقع المنطقي بأن الاستعمار الاستيطاني اليهودي قد أصبح غير مضمون بل قابلاً للتقويض أيضاً
جوزيف مسعد يكتب: في عيدها الخامس والسبعين، ما فتئت إسرائيل ومستعمروها يعملون بجد على سرقة الأراضي الفلسطينية وقتل الشعب الفلسطيني. لكن تاريخ تدمير فلسطين والنكبة وتاريخ ولادة إسرائيل هو مجرد نموذج آخر للتاريخ المروع لأوروبا ومستعمراتها الاستيطانية البيضاء، فلا توجد استثناءات رئيسة يجب ملاحظتها هنا، ولا ظروف مخففة لتبرير جرائم إسرائيل الاستعمارية
جوزيف مسعد يكتب: بالنسبة للفلسطينيين، فمن الأهمية بمكان الكشف عن تاريخ بولندا المعادي للسامية الذي استهدف مواطنيها اليهود، وعن دورها الاستعماري الذي استهدف الشعب الفلسطيني بوصفهما وجهين لذات الجريمة
جوزيف مسعد يكتب: بخلاف هذه الطروحات، فقد كان الصهاينة العلمانيون دائماً هم الذين يرتكبون أفظع المجازر بحق الفلسطينيين، وهم من يحتل أراضيهم ويستعمرونها، ومَن يميز ضد اليهود الشرقيين، ومَن تربطهم صداقات حميمية مع الأنظمة والقوى المعادية للسامية في جميع أنحاء العالم
جوزيف مسعد يكتب: لطالما كان هذا الادعاءُ متداولاً من قبل المسؤولين الإسرائيليين وأنصارهم اليهود الأمريكيين. ولم يكن سموتريتش وحده من بين قادة إسرائيل الحاليين في زعمه هذا في الآونة الأخيرة
جوزيف مسعد يكتب: حقيقة أن الحقوق التي يتمتع بها هؤلاء المحتجون اليهود والتي يخشون فقدانها كانت دائماً قائمة على تجريد الشعب الفلسطيني من أراضية ووطنه والإمعان في اضطهاده، إنما تكشف أن حركتهم الاحتجاجية لا تسعى إلى الحفاظ على الديمقراطية، بل على الحفاظ على ديمقراطية العرق السائد لا أكثر
جوزيف مسعد يكتب: الافتقار إلى الخيارات هو ما أعاد إحياء الاهتمام بدور السلطة الفلسطينية الفاشلة. لكن رغم ذلك، فإن هذه الثقة الأمريكية المستحدثة بقدرة السلطة الفلسطينية على القضاء على المقاومة الفلسطينية ليست مضمونة، حيث إن المد المتصاعد للمقاومة الفلسطينية عبر الضفة الغربية، وثبات المقاومة في غزة، ناهيك عن مقاومة المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، تَعِدُ بإحباط توقعات الولايات المتحدة وتوقعات حلفائها العرب.