تغريبة المصريين موضوع شائق وشائك، ينكأ جراحا عانت منها مصر منذ خمسينيات القرن الماضي، ولئن تبدت التغريبة في هجرات شرائح معينة إلى الخارج، إلا أنها ترسم في الوقت نفسه قسمات وإكراهات الداخل، التي تتمثل في طبيعة الظروف الطاردة التي أفضت إلى تلك النتيجة.
لم نكد نفرغ من قراءة التقارير التي نشرتها صحف صباح السبت عن عشرات الشبان الذين تم العفو عنهم بقرار جمهوري، وطالعنا فيها صور الأهالي وهم يستقبلون ذويهم بالأحضان والزغاريد، حتى صفعنا حكم الحبس الذي صدر ضد نقيب الصحفيين المصريين واثنين من زملائه.
قال أحد النواب المستقلين إن المشروع الذي وافقت عليه أغلبية «نواب الشعب» أشد قمعا من مشروع الحكومة. وهو كلام صحيح لكنه ليس دقيقا، لأن الذي أعد المشروع ليس نواب الشعب، ولكن مضمونه دال على أن الجهات الخارجية قامت باللازم وقدمته إلى رجالها داخل البرلمان الذين قاموا بالواجب.
ثمة إشارات غير مطمئنة تلقيناها خلال الأسبوع الحالي تنسج المحاذير حول فكرة العفو الرئاسي عن المصريين المحبوسين ظلما؛ إذ انطلقت تلك الإشارات بشكل مواز مع الأخبار التي أذيعت عن قوائم أعدتها اللجنة التي شكلتها الرئاسة لدراسة الموضوع، بعد إثارته في مؤتمر الشباب.
سنكتشف مثلا أن المتهمين في قضايا الإخوان ليسوا جميعهم من الإخوان، لكن بينهم أناسا أضيفوا مصادفة إلى قوائم المتهمين بالانضمام إلى جماعة محظورة. وهي التهمة التقليدية التي تلصق بأي شخص يقبض عليه حتى وإن كان يساريا أو غير مسلم أصلا.
وجه أمريكا الذي كشفت عنه الانتخابات ليس مشرقا أو أخلاقيا. ذلك أن الانتخابات بينت أن الولايات المتحدة مكان يموج بالكراهية، وهو ما مثله ترامب بما لا يدع مجالا للشك..
المحاولات الساذجة التي يقوم بها الإعلام الأمني لإلهاء الناس وتشويه وعيهم تصدمنا مرتين. مرة لانحيازها إلى فكرة إنكار الحقيقة، ومرة ثانية لأنها تكشف عن هبوط مستوى أداء مُعِدِّي تلك التقارير، الذين يبدو أنهم لا يعرفون الناس، فضلا عن أنهم لا يعرفون كيف يؤدون مهمتهم.
شرارات الغضب والتمرد تناثرت في الفضاء المغربي منذ بداية الأسبوع، حين روِّع المغاربة بحادث طحن بائع للسمك في عربة للنفايات، بعدما صودرت حصته منها وألقيت في العربة، فسارع من جانبه بإلقاء نفسه لاستعادتها..
لا نستبعد أن نكون بصدد تشكيل كيان أقرب إلى منظمة الشباب والتنظيم الطليعي، قد يكون نواة لحزب الرئيس الذي يفترض أن يخوض به الانتخابات الرئاسية المقبلة (في عام 2018).
إذا جاز لي أن أستبق في تحرير الدعوة إلى سلام الداخل، فأزعم أنه لا سبيل إلى تحقيقه طالما استمر موت السياسة واختل ميزان العدل، وطالما غابت المصالحة الوطنية، ولم ترفع القيود المفروضة على الحريات، ولم يطلق سراح المسجونين ويوقف التعذيب والاختفاء القسري.
حدث خلاف بين رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس جهاز المخابرات في السلطة الفلسطينية. انتهى باستقالة الأول بعدما أمضى عشرة أشهر فقط من تعيينه في منصبه، رئيس مجلس القضاء سامي صرصور اتهم رئيس المخابرات اللواء توفيق الطيراوي بالتدخل في شؤون القضاء والاعتداء على استقلاله.
كنا قد نسينا حكاية عام الشباب التي أطلقت في شهر يناير وأحيطت آنذاك بحفاوة رفعت من منسوب التفاؤل بالعام الجديد. إلا أن الرياح أتت بما لا نشتهي. فحظوظ الشباب لم تتقدم خلال الأشهر التالية؛ إذ ظل للأمن دوره المشهود في الجامعات، كما ألغيت انتخابات اتحاد طلاب الجمهورية لأن نتائجها لم ترض الأجهزة الأمنية.
في ظل الصراع الدائر بين الرجلين، فإن الحديث عن الانقسام الفلسطيني في الوقت الراهن لم يعد ينصرف إلى العلاقة بين حركة فتح وحماس، ولكنه أصبح يشير إلى الصراع الحاصل داخل حركة فتح ذاتها بين جناحي أبو مازن ودحلان.
الدول التي نجح فيها الربيع العربي باتت أكثر استقرارا من الناحية السياسية من الدول التي أجهضت أو فشلت فيها الدعوة إلى التغيير، وهو الحاصل في المغرب وتونس. في حين أن ما يوصف بالخراب العربي في بعض كتابات المرحلة شاع في الأقطار التي تعرّض فيها الربيع العربي للانتكاس في المشرق بوجه أخص.