منذ ما يقرب من أربعين عاما؛ قام أحد الشباب في اجتماع لطلبة الجامعات مع السادات، ودخل معه في صدام شهير ربما يعرفه جميع المهتمين بالعمل العام.. هذا الشاب هو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذي كان محور الاهتمام قبيل وبعد اختطافه من السلطة الموجودة في مصر
الآن يمكن الحديث عن العدالة بعيدا عن الإجراءات، "فالدولة في خطر"، وترجمتها أنا في خطر. فالشعب في خطر لا يهم، العدالة في خطر لا يهم، أما الدولة والأنا فهو فقط المهم
مصر هي التي تعاني من أزمة عميقة بكل نظامها الاجتماعي والسياسي، وكل البناء أصبح مشوها للغاية، واستمرار العبث بالحقائق لن يحل الأزمة وحتى لا يمكنه تأجيلها
ليس هناك حاجة للحديث عن مواقف بعينها، فواقع مصر أكثر وضوحا من أي محاولات لتوصيفه، ولكن علينا أن نتعلم كيف نتعامل مع المستقبل في ظل نظام حاكم فقد عقله يدفع بمصر إلى الجحيم من ناحية، وبين "سياسيين حكماء" على الناحية الأخرى؛ لا يمكنك أن تحدد ماذا يريدون
في خلال أسبوع أو يزيد، أقدم النظام الحاكم في مصر على تنفيذ أحكام الإعدام في ما يقرب من عشرين شابا مصريا. والحقيقة أن إطلاق لفظ حكم الإعدام على هذا الفعل هو خطأ بالغ، فأقل ما يمكن أن يوصف به هو أنه اغتيال مع سبق الإصرار والترصد
حادثة حلوان الأخيرة تحمل قدرا من هذه المأساة، وربما تعتبر تمثيلا متكاملا لهذا المشهد الغاضب التعس، وبعيدا عن الأقوال القطعية الدائمة التي تتحدث عن مسؤولية النظام عن كل الحوادث..
هناك فارق بين طبيعة الصراع المركزي في المنطقة وبين المعركة المركزية الواجبة، ومن الضروري تحديد طبيعة الصراع وتحديد طرفيه؛ قبل الخوص في توصيف المعركة وتحديد أطراف تلك المعركة
دعونا نتفق؛ اتركوا لنا مساحة الثورة وأعلنوا أنكم لا تنتمون إليها، وأن الأمور لن تحل إلا داخل مساحة الكاكي الساحر، واتركونا نعمل دون مزاحمة زائفة، وإذا كانت القواعد الشعبية تعيق البعض عن ذلك، فلينسحب تماما من المشهد من لا يستطيع الإعلان عما يؤمن به
كما ينشر النظام في الوعي الجمعي أفكارا خاطئة حول أن الخيانة تأتي دائما من داخلك، فإنه ربما يحدث ذلك أحيانا؛ إلا أن الحقيقة تقول إن محمد خليل الجاسوس هو من وشى بأدهم، وليس صديقه ورفيق كفاحه بدران..
أصبحت الأمور لا تحتمل قدرا آخر من السخرية، فقد امتلأت الأوعية وفاضت، وأصبح هناك واجبا آخر علينا أن نقوم به بجانب خط السخرية الثوري لخط السمك الانقلابي أو غيره، هذا الواجب هو تعديل أفكارنا أو حتى إلقائها بعيدا بعد الصدمات الكبيرة التي تتلقاها بعض أجنحة التيار غير المنتمي لنظام الانقلاب.
من الخبرات السابقة في تعبير "ما بعد" أنه يحدث فاصلا واضحا أو على الأقل يحاول ذلك، وذلك سواء بالنسبة للأفكار أو الأحداث الكبرى، فما بعد الحداثة وما بعد 11 سبتمبر من أشهر التعبيرات التي استخدمت "ما بعد".