نشرت مجلة "تايم" تقريرا أعده دان سيتوارت، يقول فيه إن السباق على منصب عمدة
لندن كشف عن الخطوط القبيحة في السياسة البريطانية، مشيرا إلى أنه مهما كان الفائز في انتخابات يوم غد، سواء
المحافظون أم
العمال، فإن كليهما عانى من هذه الانتخابات.
ويقول سيتوارت إن أهل لندن سيذهبون يوم الخميس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب عمدة لهم في تنافس مر، كشف عن انقسامات داخل الأحزاب السياسية البريطانية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الاستطلاعات تظهر أن مرشح حزب العمال صادق
خان في طريقه لهزيمة مرشح المحافظين زاك
غولدسميث، وهو سليل عائلة غنية وابن ملياردير ورجل أعمال، لافتا إلى أن الحملة شابتها اتهامات وتشويه سمعة تتعلق بدين خان وهو الإسلام، ونزاع متفافم داخل حزب العمال ذاته، وسط اتهامات بمعاداة السامية.
وتلفت المجلة إلى قرار حزب العمال تعليق عضوية كين ليفنغستون من الحزب، بعد تصريحات أطلقها الخميس الماضي، في معرض دفاعه عن عضو عمالي في البرلمان وهو نسيم/ ناز شاه، التي زعم فيها أن هناك علاقة بين الصهيونية والنازية.
ويذكر الكاتب أن عددا من مسؤولي الحزب حاولوا الاعتذار عن تصريحات ليفنغستون، التي جاءت قبل أيام من انتخابات من المؤكد أن يفوز الحزب بها، وتعد انتخابات محلية مهمة، مشيرا إلى تصريحات النائب العمالي جون مان، عندما عنف ليفنغستون واتهمه بأنه "اعتذاري عن النازية"، حيث كان من بين نقاده خان، الذي حاول إبعاد نفسه عن كوربين وحزبه في نهاية الأسبوع.
ويورد التقرير أن خان قال في تصريحات نقلتها صحيفة "أوبزيرفر": "أنا مدافع عن قيادة الحزب، وفي الحقيقة لدي تدريب في هذا الموضوع، ومن الواضح أنهم لا يفهمون العنصرية، وهناك أمثلة في حزبنا عن أشخاص يحملون هذه الأفكار، ولم يتم اتخاذ قرارات ضدهم على ما يبدو وبطريقة سريعة".
وتبين المجلة أن القضية تهدد بتوسيع الصدع بين مؤسسة الحزب والجناح اليساري فيه، الذي يشعر بالانتعاش في ظل انتخاب كوربين، وصعوده من هامش الحزب إلى رأس القيادة، مشيرة إلى أنه لو خسر الحزب خسارة فادحة يوم غد، فعندها ستتحول الوشوشات الداعية للثورة حقيقة، إلى أصوات عالية.
وينوه سيتوارت إلى أنه في الوقت الذي يستمتع فيه المحافظون بمراقبة حزب العمال ومشكلاته، فإن عمدتهم بوريس جونسون يقوم بتشويه سمعة الحزب وموقعه، حيث تقترب فترته في بلدية لندن من النهاية، مشيرا إلى أنه يتعرض لانتقادات لموقفه الانتهازي من الحملة الداعية إلى خروج
بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد تحدث الشهر الماضي عن "الجزء الكيني" لدى الرئيس باراك أوباما، وهي "البلد التي تكره الإمبراطورية البريطانية"، ما أدى إلى صدور أصوات غاضبة، حيث قارن الكثيرون جونسون بالمرشح الجمهوري المتعنت دونالد ترامب، الذي تحدث عن أصول أوباما العرقية.
ويفيد التقرير بأن جونسون مثل ترامب، يتمتع بشعبية واسعة، في حين عانت حملة غولدسميث، التي حاولت خوص المعركة في ظل جونسون، مشيرا إلى أنه في صورة جمعت جونسون مع غولدسميث وهما يشربان، تم توجيه النقد والسخرية منهما، باعتبارهما بعيدين عن الجماهير، حيث إنها تعزز الفكرة النمطية عن غولدسميث، كونه رجلا يمثل المؤسسة المحافظة المرتبطة بالمال، خاصة بالمقارنة مع خان، الذي لم يترك مناسبة إلا وذكر فيها الناخب بأصوله الفقيرة، وبأنه ابن مهاجر باكستاني كان يعمل سائق حافلة.
وبحسب المجلة، فإن حملة غولدسميث لم تقد السباق بطريقة مشرفة، حيث ألمح إلى أصوله الدينية، وتم توزيع ملصقات إلى الطوائف السيخية والهندوس والتاميل، قال لهم فيها إنه يجب عليهم ألا يثقوا بخان، بما في ذلك مزاعم مشكوك فيها حول نية خان رفع الضريبة على مجوهرات العائلة، في حال انتخابه، كما ربط غولدسميث خان بالمتطرفين ومعتقداتهم بشكل متكرر، مستدركة بأنه مع أن خان دافع أثناء عمله محامي حقوق إنسان عن بعضهم، إلا أنه لم يوافقهم على معتقداتهم، حيث لم تؤد هذه الاتهامات إلى تبديد الفكرة عن المحافظين، وأنهم "الحزب البغيض".
وتختم "تايم" تقريرها بالإشارة إلى أن الكثيرين في الحزب لن تقلقهم خسارة مرشحهم للعمال، بقدر ما يهمهم مشاركة الناخبين، لافتة إلى أنه "لو أدت هذه السلبيات التي رافقت الحملات الانتخابية إلى منع الكثيرين من التصويت والمشاركة، فإن تلك لن تكون أخبارا جيدة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي يحتاج إلى الناخبين، ويريدهم أشتاتا وجماعات يوم 23 تموز/ يوليو، لو أراد معسكر (نعم) للبقاء في أوروبا الفوز ضد معسكر (لا)، الذي يقوده جونسون، وعليه، فإن موسم السياسة القبيحة في بريطانيا لم ينته بعد".