ذكرت صحيفة "الغارديان" أن حزب المحافظين يحاول جاهدا ربط المرشح العمالي المسلم
صادق خان لانتخابات عمدة
لندن بالمتشددين.
وتقول الصحيفة إن "الاستراتيجيين الانتخابيين في حزب المحافظين متأكدون من أن ربط صادق خان بالتشدد الإسلامي سيساعد مرشحهم زاك
غولد سميث على الفوز بانتخابات عمدة لندن في 5 أيار/ مايو".
وتضيف الصحيفة أنه "بعد دقائق من انضمام رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للهجوم على مرشح حزب العمال يوم الأربعاء، من خلال الزعم أن خان كان قريبا من المتشدد سليمان غاني، الذي (يدعم تنظيم الدولة)، قام فريق غولد سميث بتوزيع ملف يزعم فيه أن خان أقام صلات مع إرهابيين أدينوا بجرائم إرهاب ومعادين للمثليين وللسامية ودعاة كراهية، ورفض خان هذه المزاعم ووصفها بأنها محاولات يائسة لنشر الإشاعات".
ويشير التقرير إلى أن غاني محل الاتهام نشأ في جنوب لندن، ودرس الإسلام في مصر وباكستان حتى عام 2003، وعمل إماما في المركز الإسلامي في توتينغ، وهي المنطقة التي يمثلها خان في البرلمان، ويعادي غاني المثليين، ويؤمن بأن المرأة تابعة للرجل، لافتا إلى أن المحافظين يقولون إن خان جلس في منبر عام مع غاني في تسع مناسبات، وظهر معه في منطقة بيدفورد في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، ليلة الهجوم على باريس، حيث دعا المتحدثون إلى دولة إسلامية.
وتلفت الصحيفة إلى أن الهجوم على خان يأتي رغم صلات بعض سياسيي حزب المحافظين بغاني، وظهورهم معه في عدد من المناسبات، مشيرة إلى أن تدخل كاميرون جاء ليزيد من الجدل، حيث اعتبر غاتي تصريحات رئيس الوزراء "تشويها للسمعة وعلى أعلى المستويات"، وواجه مقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت ضغوطا جديدة لتبرير العلاقة بين غاني وتنظيم الدولة وإثباتها، وقال متحدث باسم الحكومة: "هناك أدلة تشير إلى أن هذا الفرد أطلق تصريحات كهذه"، لكنه لم يقدمها، وربما كان غاني يعني دولة إسلامية مثل السعودية.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن معسكر خان رد بأن زاك غولد سميث اشترك مع غاني الذي يصفه مرشح المحافظين بأنه "أبغض شخصية في البلد"، في حملة انتخابية عقدت في المركز الإسلامي في توتينغ، وظهرت نائب منطقة باترسي جين إليسون مع غاني في خمس مناسبات.
وتذكر الصحيفة أن خان، الذي عمل محاميا لحقوق الإنسان، ظهر مع غاني في آب/ أغسطس عام 2004، في مناسبة نظمتها مجموعة اختفت الآن واسمها "أوقفوا الإرهاب السياسي"، التي كان من أفرادها الداعية الأمريكي اليمني الذي قتلته الطائرات الأمريكية أنور العولقي، وفي ذلك الوقت كان خان يخوض حملة للترشح ليكون نائبا عن حزب العمال.
وينقل التقرير عن متحدث باسم حملة خان قوله إن "خان تعامل معه (غاني) بالطريقة ذاتها التي يتعامل فيها أي نائب محلي مع قيادي ديني"، وأضاف أن خان وغاني اختلفا حول موقف الأخير من المثلية الجنسية، وأسهم النائب خان بعزله من المسجد؛ "بسبب مواقفه المتطرفة".
وتنوه الصحيفة إلى أن غولد سميث زعم أن خان تحدث في عام 2003 في مناسبة إلى جانب الناشط المصري المحكوم عليه بالإعدام ياسر السري، بالإضافة إلى عضو الحركة المحظورة الآن "المهاجرين" سجيل أبو إبراهيم، الذي درب قائد مجموعة هجمات 7/7/ 2005 في لندن، لافتة إلى أن الولايات المتحدة اتهمت السري بتقديم المساعدة للشيخ عمر عبد الرحمن، المتهم بالتخطيط للهجوم على مركز التجارة العالمي في عام 1993، لكن السري لم يرحل إلى الولايات المتحدة، وفي أيلول/ سبتمبر عام 2002 ظهر مع أبي حمزة المصري، الذي رحل إلى الولايات المتحدة، ويقضي حكما مدى الحياة هناك في احتفال نظم في ذكرى هجمات أيلول/ سبتمبر في مسجد فينزبري، الذي كانت مجموعة المصري تسيطر عليه.
ويورد التقرير نقلا عن معسكر خان قوله إنه لم يتحدث إلى جانب السري في المنبر ذاته، لكنه تحدث في مؤتمر عقد وعلى مدار يومين حول سجن غوانتانامو، وكان في ذلك الوقت شريكا في شركة محاماة "كريستين خان"، ويدير منظمة "ليبرتي"، التي تدافع عن حقوق الإنسان.
وتبين الصحيفة أن غولد سميث زعم أن عملاء خان يضمون مسؤول جماعة أمة الإسلام الأمريكية لوي فرقان، الذي مثله خان في محاولة لرفع الحظر عنه حول دخوله بريطانيا، ويرى فريق المرشح المسلم أن الحديث عن دليل كهذا على أنه "قدم غطاء للمتشددين" مثير للسخرية، حيث إنه في محاكم المجرمين لا يتهم عادة المحامي بأنه يقدم غطاء لعملائه.
وينقل التقرير عن غولد سميث قوله إن خان "اختار الدفاع" عن زكريا موساوي، وهو أحد المتهمين في هجمات أيلول/ سبتمبر، وينفي خان أن يكون مثله، مشيرا إلى أنه تم التشاور مع شركته للدفاع عنه، وقال غولد سميث إنه "مثير للغرابة" أن يتحدث خان عام 2004 مدافعا عن الشيخ يوسف القرضاوي المرتبط بالإخوان المسلمين، وكان خان في حينه مسؤولا عن اللجنة القانونية في المجلس الإسلامي البريطاني، وعندما سأله عضو اللجنة المختارة ديفيد وينيك، لماذا تستقبل بريطانيا شخصا مثل القرضاوي، وهو الذي قال: "يا الله عليك بالأعداء، أعداء الإسلام، وعليك بالغاصبين الظالمين اليهود، وعليك بالمتآمرين الحاقدين الصليبيين"، رد خان: "لا أستطيع الرد على هذا الاقتباس بالتحديد، لكن هناك إجماعا بين العلماء المسلمين على أن القرضاوي ليس متطرفا، كما ظهر من الكلام الانتقائي الذي اختير من تعليقاته".
وبحسب الصحيفة، فإن متحدثا باسم خان قال إنه لم يكن يتحدث في ذلك الوقت كونه صادق خان، لكن كونه محاميا يعكس مواقف المجلس الإسلامي البريطاني، الذي كن يمثل لجنته القانونية.
ويشير التقرير إلى أن غولد سميث اتهم خان بالمشاركة في تظاهرة نظمت عام 2006 في الطرف الأغر وسط لندن، وشارك فيها "الداعية المتشدد" الدكتور عزام التميمي؛ وذلك احتجاجا على الصور الكرتونية عن الرسول، حيث هدد التميمي بأن "نيرانا هائلة ستشعل في العالم" لو لم يتوقف نشر الصور، وعلق خان قائلا إن المتحدثين عادة ما يدفعهم حماس الكلمات في هذه المناسبات، "لكن هذا كلام منمق".
وتوضح الصحيفة أن ملف غولد سميث يشير إلى أن التميمي قال إنه عندما يتم تدمير إسرائيل واستبدال دولة إسلامية بها، فإن على اليهود "ركوب السفن والعودة من حيث جاءوا أو الغرق فيها"، وقال المتحدث باسم خان: "من الواضح أن هذا كلام متطرف، ولم يكن خان في ذلك الوقت يعرف من هو التميمي".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن التظاهرة كانت في الحقيقة من أجل مواجهة تظاهرة أخرى نظمتها مجموعة "إسلام فور يوكي"، التي كان يتحدث باسمها أنجم تشاودري، وهي ممنوعة الآن.