كشف مسؤول عسكري
إسرائيلي، الأربعاء، عن استخدام
حزب الله اللبناني عتادا عسكريا أمريكيا خلال تدخله العسكري في
سوريا.
وقال المسؤول، الذي تقتضي شروط الإفادة عدم تعريفه باسمه أو رتبته أو منصبه، إن المدرعات العسكرية التي استخدمها حزب الله في سوريا كانت الولايات المتحدة سلمتها للجيش اللبناني.
وذكرت صحيفة "
نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير ترجمته "
عربي21"، أن مليشيا حزب الله الشيعية تحارب في سوريا إلى جانب روسيا وإيران، الداعمتين لرئيس النظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن الحزب تم تصنيفه كإرهابي في كل من أمريكا وإسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه إذا تأكدت المعلومات الإسرائيلية بأن حزب الله يمتلك عربات مدرعة أمريكية حصل عليها من الجيش اللبناني، فهذا يعني أن الحدود مفتوحة بين البلدين (سوريا ولبنان) على مصراعيها، كما يكشف عن تعاون الجيش اللبناني مع الحزب.
وأشارت إلى أنها ليست المرة الأولى التي ينتهي فيها سلاح أمريكي سلم لحكومة عربية صديقة بأيدي الملييشيات. فالمليشيات الشيعية في العراق تم تصويرها وهي تستخدم أسلحة أمريكية، كما أنه في هذه السنة تم تسليم المملكة الأردنية أسلحة من قبل الولايات المتحدة السعودية؛ بهدف إيصالها للمعارضة السورية، انتهى بها المطاف في السوق السوداء.
وسيكون منعطفا حادا، بحسب الصحيفة، إذا وصلت الأسلحة الأمريكية إلى المعارضة المتشددة التي تقاتل جيش النظام، الأمر الذي عارضته إدارة أوباما، حيث رفضت تسليم أسلحة نوعية للمعارضة؛ خوفا من وصولها للتنظيمات المتطرفة.
ويعد حزب الله القوة المسلحة الأكبر في لبنان، حيث حاولت الولايات المتحدة موازنة الأمور في لبنان عبر دعم الجيش اللبناني. وفي حين أن القوتين (حزب الله والجيش اللبناني) لم تكونا على وفاق على مدى التاريخ، إلا أنهما تعاونتا لحماية الحدود اللبنانية ودخول المسلحين إليها.
وأظهر المسؤول العسكري الإسرائيلي -الذي رفض الكشف عن اسمه- صورا فوتوغرافية أظهرت عددا من العتاد العسكري الأمريكي، أهمها ناقلات الجند الأمريكية، مشيرا إلى أن إسرائيل شاركت الصور مع المسؤولين الأمريكيين.
ولم يحدد المسؤول الإسرائيلي عدد العربات المدرعة التي وقعت في أيدي حزب الله، ولا متى أو كيف حدث ذلك، لكنه قال إنه يعتقد أنها قد تكون "جزءا من صفقة" بين الجيش اللبناني وحزب الله.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت الشهر الماضي إنها تحقق في ما إذا كان حزب الله استخدم المعدات العسكرية الأمريكية، بعد أن ظهرت صور "غير واضحة" نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لحفل استعراض لحزب الله في القصير بسوريا، ظهرت فيها عربات مدرعة أمريكية الصنع.
وذكرت وكالات الأنباء أن العرض تضمن ناقلات جند مدرعة M113، التي تقدمها الولايات المتحدة للجيش اللبناني. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إليزابيث ترودو، في ذلك الوقت، إن الولايات المتحدة عبرت عن قلقها حيال الأنباء الواردة.
وأصدرت حينها قيادة الجيش اللبناني بيانا ينفي أن تكون المركبات أخذت من ترسانتها، مشيرة إلى أن ناقلة الجند الأمريكية شائعة في المنطقة، لكن مسؤولا عسكريا إسرائيليا أكد حينها أن المدرعات من نوع معين ممنوح للجيش اللبناني من قبل الولايات المتحدة.
وأضاف المسؤول أن حزب الله عزز قبضته على مؤسسات الدولة اللبنانية، وأن بعض قادة الأجهزة الأمنية في الجيش اللبناني كان على مقربة من قيادة حزب الله.
وأفادت الصحيفة الأمريكي بأن الجيش اللبناني تلقى مؤخرا طائرة من طراز "سيسنا" وصواريخ "هيلفاير" من الولايات المتحدة. وقال المسؤول الإسرائيلي إنه يعتقد أن القوات المسلحة اللبنانية "ذكية بما فيه الكفاية" لعدم تسليمها لحزب الله.