مقالات مختارة

طريق الأكراد في تركيا

1300x600
كتب هلال قابلان: وجّه زعيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" الإرهابي، عبدالله أوجلان، نداء إلى تنظيمه لترك السلاح تمهيدا لدخول سلام مع تركيا. وذلك لأول مرة في تاريخ المنظمة الإرهابية بعيد النوروز عام 2013، وجاء في كلمته التي وجّهها أوجلان عن طريق شخصيات كردية:

"أعزائي شعب تركيا، الأناضول هو التاريخ القديم الذي نعرفه اليوم باسم تركيا، وعلى شعب تركيا أن يدرك تماما أنه تعايش مع الأكراد لمدة ألف عام تحت راية الإسلام، وضمن مظلّة الأخوّة والتعاون والقانون. وفي هذا الجو الذي تسوده الأخوة والقانون لا توجد فتوحات جديدة أو تهميش ونفي أو إقصاء وإدماج قسري للمجتمع، ولا يمكن القبول بتلك الخيارات أصلا".

بتلك الكلمات، دعا أوجلان حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، إلى تأسيس السلام والأخوة والقانون من جديد بين الأكراد والأتراك، مذكّرا إياهم بأنهم تعايشوا معا تحت راية الإسلام بسلام من قبل. ومن خطاب أوجلان يمكننا أن نرى التناقض بين رؤية أوجلان وبين حزب الشعوب الديمقراطي الذي لايؤمن بما قاله أوجلان.

أوجلان تطرّق إلى موضوع الحسابات القديمة أيضا وقال:

"إن سياسات الرأسمالية العالمية الجديدة، تحاول الضغط ثم نفي وإقصاء الشعوب عبر حكومات لا تمّت بصلة إلى الشعوب، وتحاول تلك الحكومات إنكار الأخوة والقانون اللذين سادا عالمنا منذ ألف عام. ومن الواضح أننا بتنا نعيش عكس ما كنا نعيشه منذ ألف سنة، وأنا أنادي من هنا بأن نقوم بوضع حد لأجهزة الفساد والظلم، وإعادة الشرق الأوسط إلى قوّته التي تكمن بعنصريه الأساسيين، وهما الثقافة والحضارة، بالسبل الديمقراطية الجديدة".

من حديث أوجلان نفهم جيدا أن عبارة "إقصاء الشعوب عبر حكومات لا تمت بصلة إلى الشعوب" يقصد بها حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي مارس الظلم ضد الأكراد في زمن ليس ببعيد، وهي كلمة موجّهة بشكل مباشر للكماليين في تركيا. وأما حديثه عن العنصرين الأساسيين فهو يتحدّث عن حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي. لكن الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي "صلاح الدين دميرطاش" كان قد صرّح من قبل لإحدى القنوات التلفزيونية، بأن "الضرر الذي لحق بالشعب الكردي من حزب العدالة والتنمية لا يمكن مقارنته بضرر الكماليين".

والحقيقة أن دميرطاش، يطلعنا على أفق حزب الشعوب الديمقراطي بالنقاط الآتية:

"لا يمكن لحزب الشعوب الديمقراطي أن يشكّل حكومة ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية. وبالنسبة لحزب الشعب الجمهوري فإنه يمكن مناقشة الأمر. وأما ناخبو حزب الحركة القومية فإنهم لا يريدون حربا جديدة في تركيا، فالمجتمع أكثر ميلا للسلام اليوم. وحزب الحركة القومية مضطر لمناقشة عملية السلام في تركيا".

والحقيقة أن دميرطاش، يشعل الضوء الأخضر لحزب الشعب الجمهوري عبر خطابه هذا، ويلمّح لحزب الحركية القومية، ويبدي استعدادا لاستكمال تقاربه معه بعد اليوم التالي للانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في السابع من هذا الشهر.

(عن صحيفة "صباح" التركية- ترجمة وتحرير: عربي21)