ملفات وتقارير

عرب بريطانيا يزورون سفير جنوب أفريقيا في لندن تقديرا لنصرة بلاده لفلسطين

عرب بريطانيا يكرمون سفير جنوب أفريقيا في لندن لقاء ما قامت به دولته لمناصرة الشعب الفلسطيني.. عربي21
كرّم وفد من الجالية العربية في بريطانيا المفوض السامي لجمهورية جنوب أفريقيا في المملكة المتحدة جيريميا نياماني مامابولو، بزيارة نظمتها منصة "العرب في بريطانيا" تعبيراً عن امتنان الجالية لجمهورية جنوب أفريقيا بعد أن أحالت أوراق الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال في غزة إلى محكمة العدل الدولية.

وقدم الوفد درعاً تقديرياً للسفير ولوحة تذكارية مشغولة يدوياً لصورة المسجد الأقصى المبارك.

وضم الوفد الزائر رئيس منصة العرب في بريطانيا عدنان حميدان ونائبه صلاح عبد الله ورئيس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات د. أنس التكريتي ورئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا صباح المختار والمرشحة البرلمانية عن حزب الخضر منى آدم والناشطة السياسية سمية أحمد وأخصائي إدارة المؤسسات المالية والمحافظ الحكومية د. محمد حسن ورئيس تحرير صحيفة "عربي21" فراس أبو هلال والفنان المعروف كريم دنيس "لوكي" وممثل أصوات أطباء غزة د. عمر عبد المنان والإعلاميين إبراهيم خضرة وكاتيا يوسف والمتحدثة باسم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا لجين عبد الله والأكاديمية زينب كمال.

وقال السفير جيريميا نياماني مامابولو في كلمة له للوفد الزائر: "أشكر وفد العرب في بريطانياً ممثلا برئيسه عدنان حميدان. لقد وجدت منصة العرب في بريطانيا تشارك شعبنا في جنوب أفريقيا مجموعة من القيم النبيلة، ومنها تقديس حقوق الإنسان ووجوب حمايتها. نحن نقاتل وندافع عن الخير للبشرية جمعاء، وبالتالي سنرفض أي انتهاك لحقوق الإنسان في أي مكان في العالم".

وأضاف متحدثا عن منصة "العرب في بريطانيا": "عند البحث في موقعكم الرسمي، جذبني تعبيركم الذي أقتبسه حرفيا: "نحن نتحد ولا ننقسم؛ نقف معا ولا نفترق؛ نندمج في المجتمع البريطاني دون أن نذوب فيه"".

وتابع: "جمهورية جنوب أفريقيا الديمقراطية خرجت من تحت أنقاض نظام فصل عنصري غير إنساني. لقد قاتلنا ضد جميع أشكال التمييز، سواء كانت عنصرية، على أساس الدين، الثقافة أو الجنس واللون. كنا ولا زلنا متحمسين لجعل جنوب أفريقيا وأفريقيا كلها والعالم مكانا أفضل للعيش فيه، أعلن الرئيس المؤسس لجنوب أفريقيا الديمقراطية نيلسون مانديلا أن جنوب أفريقيا لن تعتبر نفسها حرة ما لم يكن شعب فلسطين حرا".



وأكد مفوض جنوب أفريقيا، أن بلاده "عندما تخلصت من صراعها وبدأت في تفكيك نظام الفصل العنصري، سرى اعتقاد خاطئ بأن الفصل العنصري قد انتهى. ولكن نرى وندرك الآن أنه يطل برأسه من جديد في شكل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".

وقال: "نحن نشهد أمام أعيننا ارتكاب الإبادة الجماعية، والقصف العشوائي الذي أدى إلى قتل المدنيين الأبرياء بما في ذلك النساء والأطفال، حتى الأطفال في الحاضنات معرضون لخطر القضاء عليهم، والمستشفيات والكنائس ومراكز اللاجئين كذلك تتعرض للقصف المستمر ، فلسطين كلها تتحول إلى أنقاض، إضافة لمحاولة تجويع السكان، ورفض حصول الناس على المياه والرعاية الصحية والوقود وجميع الضروريات الأساسية. إذا لم تكن هذه إبادة جماعية، فلن نعرف أبدا ما هي الإبادة الجماعية، وستكون هناك حاجة إلى تعريف آخر".

وأضاف: "ما هو أكثر إزعاجا، هو أنه يبدو أن هناك إفلاسا للقيادة العالمية، والبلدان التي تنبري عادة للمطالبة بالسلطة الأخلاقية عندما تناسبها فقط، ولا تنادي إسرائيل وتحاسبها على الفظائع التي ترتكب. حتى في الوقت الذي أصبحت فيه تصرفات إسرائيل محرجة بشكل متزايد مع الانتهاك الشديد لحقوق الإنسان، إن قادة العالم يتشبثون بالقش في محاولة لتبرير عمل إسرائيل. ويذهبون إلى توبيخ من هم مثل  جنوب أفريقيا التي قررت إحالة إسرائيل إلى القضاء".

وحول الإجراء الذي اتخذته جنوب أفريقيا برفع شكوى ضد إسرائيل في العدل الدولية، قال مفوض جنوب أفريقيا في بريطانيا: "ما قيل لنا مرارا وتكرارا هو أن إجراءنا المتمثل في أخذ إسرائيل إلى المحكمة لا أساس له من الصحة ولا ينفع  إلا كإلهاء. نطرح سؤالا، إلهاء عن ماذا؟ ليس لدينا أي محاولة جادة من قبل هذه القوى للتفاوض على حل للأزمة، لذا فإن دعوتهم إلى عدم اتخاذ أي إجراء هي في الواقع محاولة لخلق شلل بينما تمضي إسرائيل قدما في محاولاتها لإبادة الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "أجدد الترحيب بكم وأؤكد أن جنوب أفريقيا ستظل ملتزمة حتى النخاع، وسنواصل الكفاح من أجل ما هو صحيح وعادل. الفلسطينيون مثل أي جنسية أخرى يستحقون حياة كريمة عادلة، ولديهم الحق في العيش بكرامة"، وفق تعبيره.

من جانبه قال المتحدث باسم الوفد الدكتور أنس التكريتي: "نحن هنا اليوم، ممثلين لأكثر من عشرين دولة، تمتد من شرق الوطن العربي في العراق والكويت ودول الخليج، إلى أقصى غربه في المغرب وموريتانيا. تجمعنا هذه المناسبة التي نظمتها منصة العرب في بريطانيا، لنقف معًا ونعرب عن عميق امتناننا وتقديرنا للموقف الإنساني والنبيل الذي اتخذته جمهورية جنوب أفريقيا وشعبها تجاه الإبادة الجماعية التي يشهدها العالم في غزة منذ نحو أربعة أشهر".

وأضاف التكريتي: "هذا الموقف يكتسب أهمية استثنائية في ظل ما يبدو من شلل في المجتمع الدولي أمام المأساة المستمرة التي تشهدها غزة، حيث تتكشف المشاهد المروعة لا بالأيام بل بالساعات. والواقع المرير أن العالم الذي ينادي بالإنسانية والكرامة، يقف صامتًا، بل ويشجع على استمرار الجرائم، في الوقت الذي يذهب فيه الأبرياء من أطفال ونساء ومسنين ومرضى ضحايا كل يوم في غزة. إن موقف جنوب أفريقيا يضيء شمعة أمل في ظلام هذا الصمت الدولي".

وأنهى التكريتي تصريحاته قائلا: "لا بد من الإشارة إلى الإرث العظيم لجنوب أفريقيا ونيلسون مانديلا، وكيف ألهمت نضالاتهم العالم أجمع، وهذا الإرث يضفي قيمة إضافية على موقف جنوب أفريقيا اليوم، الذي يعتبر انتصارًا للإنسانية وللعدالة التي يسعى إليها الفلسطينيون. وأشيد بالوثيقة التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى المحكمة الدولية للعدل، وأعتبرها وثيقة تاريخية تسجل الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وتمثل أملاً في تحقيق العدالة"، على حد تعبيره.



ومساء أمس الأربعاء، قالت محكمة العدل الدولية في بيان لها، إنها "ستصدر الجمعة، أمرها بشأن طلب الإشارة إلى التدابير المؤقتة المقدم من جنوب أفريقيا في القضية المتعلقة بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة".

وأضافت: "ستعقد جلسة عامة في قصر السلام في لاهاي، سيقوم خلالها القاضي جوان دونوغو، رئيس المحكمة، بقراءة أمر المحكمة".

وفي 29 ديسمبر/كانون أول 2023، قدمت جنوب أفريقيا "طلبًا لإقامة دعوى ضد إسرائيل بشأن انتهاكات مزعومة من جانب إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها فيما يتعلق بالفلسطينيين في قطاع غزة" وفق بيان المحكمة.

وعقدت جلسات استماع عامة بشأن طلب جنوب أفريقيا في 11 و12 يناير/كانون ثاني الجاري.

ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأربعاء، "25 ألفا و700 شهيد و63 ألفا و740 مصابا معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.

وتعرف منصة "العرب في بريطانيا" نفسها بأنها منصة عربية في المملكة المتحدة تتحدث بضمير المواطن العربي المقيم فيها أو الراغب بالانتقال للعيش فيها، وتلبي حاجاته ورغباته، وتعزز ارتباطه بالمجتمع العربي؛ من حيث الأنشطة والفعاليات والخدمات والأخبار وتهتم لكل ما يتعرض له هو وأطفاله من تحديات تربوية واجتماعية وثقافية.