صحافة إسرائيلية

هكذا علق زعماء وإعلام الاحتلال على عملية اغتيال سليماني

آراء متضاربة في إسرائيل حيال اغتيال سليماني - أرشيفية

تباينت مواقف زعماء وأحزاب الاحتلال الإسرائيلي، من عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في غارة أمريكية على العاصمة العراقية بغداد، والتي صادق عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتسببت الغارة الأمريكية التي نفذها طيران أمريكي فجر الجمعة على سيارات في مطار بغداد، بمقتل أيضا أبو مهدي "المهندس" نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي.

إشادة وترحيب

رئيس الحكومة الإسرائيلية الانتقالية بنيامين نتنياهو قرر قطع زيارته لليونان والعودة إلى "تل أبيب"، بارك وأشاد بعملية اغتيال سليماني من اليونان، معتبرا أنها "تندرج ضمن حق الولايات المتحدة في الدفاع عن مواطنيها ومصالحها"، بحسب ما أوردته قناة "كان" العبرية.

وزعم أن "سليماني كان المسؤول عن مقتل العديد من الأمريكيين، وخطط للمزيد من الاعتداءات"، مشيدا بقرار ترامب تصفية سليماني، وأعتبر أن "ترامب تصرف بحزم وبقوة وبسرعة".

وأكد نتنياهو المتهم بالفساد، أن "إسرائيل تقف إلى الجناب الولايات المتحدة في النضال من أجل توفير الأمن والسلام والدفاع عن النفس"، بحسب قوله.

 

بدوره، علق زعيم تحالف "أزرق أبيض" الجنرال بيني غانتس، على اغتيال سليماني، وأوضح أن "اغتيال سليماني، رسالة إلى جميع رؤساء الإرهاب العالمي، دمكم على رأسكم"، بحسب قوله.

ومذكرا باغتيال القائد العسكري البارز في حركة "حماس" أحمد الجعبري تشرين الثاني/نوفمبر 2012، والتي تسبب بالحرب الثانية على غزة، ذكر أن "هذا ما يستحق القيام به لأي شخص يقتل ويقوض الاستقرار الإقليمي والعالمي"، بحسب زعمه.

 

اقرأ أيضا: تعزيزات عسكرية أمريكية إضافية للخليج بعد اغتيال سليماني

وقدم بالتهنئة إلى ترامب على "القيادة والقرار الشجاع"، معتبرا أنه "الجمهور الإسرائيلي مع أمن إسرائيل، فلا يوجد ائتلاف ومعارضة، في هذا الوقت، أتوقع من جميع المسؤولين في إسرائيل تجنب التلميحات التي تعرض الأمن القومي للخطر، وإذا كان هناك شخص يواجه صعوبة في التقييد، فيجب عليه الاستقالة من منصبه في أقرب وقت ممكن".

أما وزير الحرب الأسبق وأحد قادة حزب "أزرق أبيض"، الجنرال موشيه يعالون، رأى أن "العالم تخلص بفضل العملية الأمريكية من أحد كبار السفاحين الذي بعث الإرهاب والموت في لبنان وسوريا واليمن وقطاع غزة ودول الخليج وغيرها"، وفق ما أوردته "كان" العبرية.

رئيس جهاز "الموساد" السابق داني ياتو، قال في تعليقة لإذاعة الجيش: "هناك جنرالات إيرانيين أرفع المستوى، لكن لا يوجد جنرال إيراني يتمتع بنفوذ أكبر من سليماني".

زعيم حزب "العمل" الإسرائيلي عمير بيرتس، تحدث عن عملية الاغتيال، وقال: "الشخص الذي كان هو المحرك الرئيسي في المنطقة ، ومهندس المواقع الأمامية المعادية على حدودنا الشمالية، والراعي الرئيسي لحماس وحزب الله، مات"، وفق ما نشرته القناة "13"العبرية.

وقدم بيرس شكره للولايات المتحدة والرئيس الأمريكي ترامب على العملية، محذرا من أن "إيران ومبعوثيها يرون في إسرائيل عنوانا قريبا يمكن الوصول إليه من أجل الانتقام".

 

اقرأ أيضا: مصادر أمنية تنفي أي هجمات على قاعدة عين الأسد بالعراق

من جانبه، قدم رئيس حزب "هناك مستقبل"، النائب في الكنيست يائير لبيد، التهنئة لترامب على عملية الاغتيال، وقال: "لقد انتهى كل من قاد الأعمال الفتاكة من دمشق إلى بوينس آيرس والمسؤول عن مقتل الآلاف"، مضيفا: "النظام الإيراني بحاجة إلى التصميم والقوة"، بحسب قوله.

مخاوف وانتقاد

أما عضو "الكنيست" عوفر كاسيف، بين أن "هناك من لا يفهم أن قتل سليماني يمكن أن يؤدي إلى هجوم ضد إسرائيل"، مضيفا: "في حال صعدت البلطجة الأمريكية في الحياة الإسرائيلية، ستكون على يد ترامب وصديقه المجرم الهارب".

الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بدورهما حذرا من أن "الإدارة الأمريكية تجر المنطقة إلى هاوية حرب كارثية"، مؤكدين أن "تصفية سليماني، هو تصعيد جنوني للسياسات الأمريكية الدموية في المنطقة"، بحسب قناة "كان".

بدوره، استنكر "التجمع الوطني الديموقراطي"، "الانتهاكات الأمريكية الخطيرة لسيادة وإرادة شعوب المنطقة"، محملا الولايات المتحدة "مسؤولية تدهور المنطقة إلى حرب شاملة".

وأكد التجمع، أن "تصفية سليماني، استفزاز مقصود يرمي إلى خلق حالة من التصعيد العسكري، وجر طهران إلى مواجهات وصولا إلى القضاء نهائيا على الاتفاق النووي كما تريد إسرائيل بالضبط".

الإعلام العبري

موقع "i24" الإسرائيلي، وفي تقرير له وصف عملية اغتيال سليماني، بـ"غير المسبوقة"، لافتا أن العملية الأمريكية "تفتح الباب على مرحلة تتسم بعدم اليقين بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة".

ونوه أن العملية "تثير العديد من الأسئلة"، موضحا أن "وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تكتمت على كيفية سير العملية".

ونبه الموقع، أن "هذا النمط من اغتيال العسكريين الأجانب، يشبه أسلوب الجيش الإسرائيلي أكثر من الطريقة التي يتبعها الجيش الأمريكي، الذين عادة ما يخطط قادته إلى عمليات دقيقة تنفذها قواتهم الخاصة عندما يريدون القضاء على مطلوبين لواشنطن مثل؛ أسامة بن لادن أو كما حدث مؤخرا مع زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي".

 

اقرأ أيضا: مصادر أمنية تنفي أي هجمات على قاعدة عين الأسد بالعراق

وأكد خبراء للموقع، أن "اغتيال سليماني يشكل تصعيدا كبيرا ويثير الخشية من رد إيراني عنيف في المنطقة، ضد دول الخليج التي تدرك أن مصلحتها تكمن في تجنب أي مواجهة مباشرة".

وكشفت القناة العبرية "13"، أن نتنياهو أصدر تعليماته لأعضاء "الكابينت" بعدم الحديث أو إجراء أي مقابلات صحفية حول اغتيال سليماني.

فيما نوهت القناة "12" العبرية، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، قررت التشديد على أمن السفارات الإسرائيلية، إضافة الوفود الإسرائيلية في العالم، وذلك خشية من رد إيراني على اغتيال الجنرال سليماني.

وفور الإعلان عن مقتل سليماني، وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينت في "الكرياه" صباح اليوم، اجتماعا طارئا مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي وكبار قادة الجيش من أجل دراسة أبعاد عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وهو ما نتج عنه بحسب الإعلام العبري، تعزيز قوات الجيش والاستعدادات العسكرية في شمال فلسطين المحتلة.

وأوضحت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن من بين المشاركين في الاجتماع، يوسي كوهين، مئير بن شبات، تامر هيمان، ونائب رئيس الأركان عيال زامير، وقائد الجبهة الداخلية العقيد تامير يادي ورئيس شعبة العمليات ، اللواء أهرون هاليف، منوهة أن الجيش قرر رفع حالة تأهب بعد الهجوم الأمريكي في العراق.

وعن تعيين إيران خليفة لسليماني، العميد إسماعيل قآني على رأس "فيلق القدس" بالحرس الثوري، أكدت أن "اختيار قآني ليس مفاجئا، فهو يظهر بشكل أساسي، التزاما تاما بطريقه سليماني"، منوهة أنه " لا يُعرف الكثير عن حياة قآني الشخصية".