في الوقت الذي تراقب فيه "
أوبك" الارتفاع الكبير الحاصل في إنتاج الزيت الصخري الأمريكي، الذي يهدد في إفشال محاولتها لتحقيق التوازن في سوق
النفط، قد ترغب أيضا بإلقاء نظرة على ما يحدث في الشمال.
وقد شهدت كندا، موطن ثالث أكبر احتياطي للنفط في العالم، قيام شركات الإنتاج بخفض الإنفاق الرأسمالي خلال فترة تراجع النفط التي دامت ثلاث سنوات، لكن الاستثمارات السابقة في البلاد من المتوقع أن تواصل دفع الإنتاج لمستويات أعلى خلال الشهور الـ 18 المقبلة على الأقل.
وبينت توقعات نشرت هذا الشهر من قبل الجمعية الكندية لمنتجي البترول أن إنتاج البلاد من النفط سيزداد بمقدار 270 ألف برميل يوميا في عام 2017، مع كمية أخرى مقدارها 320 ألف برميل يوميا خلال العام المقبل. هذه الزيادة الكلية في الإنتاج الكندي خلال العامين تعادل نحو ثلث التخفيضات التي فرضتها أوبك على الإنتاج التي تمت بالتنسيق مع حلفاء مثل روسيا في بداية هذا العام في محاولة منها لرفع الأسعار.
وقال كيفن بيرن، مدير أعلى في شركة "آي إتش إس ماركت"، إنه على مدى السنوات القليلة المقبلة سيتم تجاوز النمو الكندي "فقط من قبل الولايات المتحدة وآلتها النفطية المحكمة"، مشيرا إلى قيام الصناعة الأمريكية بإطلاق عمليات البحث عن الرواسب النفطية المدفونة بإحكام في الصخور الزيتية والصخور المشابهة.
كما أن كثيرا من ذلك النفط الكندي يتدفق في الأصل لتتم تعبئته في صهاريج التخزين في الولايات المتحدة، ما يؤدي إلى إرباك التجار الذين عملوا الأسبوع الماضي على دفع الأسعار إلى مستوى متدن لم تصل إليه منذ نصف عام.
وتابع: "التسارع في الإنتاج الكندي على الرغم من أسعار النفط العالمية المنخفضة هو علامة على
اقتصاديات الرمال النفطية في ألبرتا، قلب صناعة النفط الكندية".
وتحت غابات الإقليم الشمالية يقع القار، وهو مادة هيدروكربونية لزجة يجري استخراجها من المناجم أو استخلاصها بالبخار. تتطلب
المشاريع الجديدة سنوات من التخطيط ومليارات من الدولارات للاستثمارات، لكنها تأخذ في الإنتاج بمجرد أن تبدأ.
المشاريع التي حظيت بالموافقة عندما كان النفط الخام يساوي 100 دولار للبرميل الواحد يجري فتحها الآن. تقول جاكي فوريست، مديرة البحوث في "معهد إيه آر سي لأبحاث الطاقة" في كالجاري: "لا نزال نشهد نموا في العرض هذا العام والعام المقبل استنادا إلى القرارات التي اتخذت قبل خمس أوست سنوات".
هذا يختلف عما يحدث في الزيت الصخري، حيث يستطيع المنتجون خنق الإنتاج بسرعة خلال فترة زمنية تعادل شهورا من خلال نشر أو إيقاف عمل أجهزة الحفر وأطقم البحث. حذرت كل من منظمة أوبك والوكالة الدولية للطاقة من أن الزيت الصخري وحده ربما يعاني من أجل تلبية الزيادات المستقبلية في الطلب العالمي، دون الاستثمار في المشاريع بطيئة الحركة.
في الرمال النفطية، تشمل المشاريع الجديدة التي من المقرر أن يجري افتتاحها هذا العام منجم فورت هيلز، الذي يجري تشغيله من قبل شركة "صنكور"، التي ستصل في النهاية لأحجام الذروة بمستويات تبلغ نحو 200 ألف برميل يوميا وستعمل خلال نصف القرن المقبل. تعمل شركة "الموارد الطبيعية الكندية" على توسيع نطاق منجمها للرمال النفطية "هورايزون" لينتج 80 ألف برميل يوميا.
وتعد تكلفة تطوير مشاريع الرمال النفطية من بين أكثر المشاريع تكلفة في العالم. تقول الجهة المنظمة للطاقة في ألبرتا إن الحد الأدنى لسعر برميل النفط في مشروع استخراج بهدف استعادة النفقات الرأسمالية، وتكاليف التشغيل ومبالغ الريع والضرائب في عام 2016 التي كانت تراوح بين 65 دولارا و80 دولارا للبرميل الواحد، في الوقت الذي كان فيه السعر في المعامل "في الموقع" التي تستخدم البخار يراوح بين 30 إلى 50 دولارا للبرميل، باستخدام خاك غرب تكساس المتوسط كمعيار.
وبلغ سعر خام غرب تكساس 45 دولارا للبرميل، في نهاية الأسبوع.