نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا في موقعها، تعليقا على سقوط
الطائرة المصرية فوق البحر المتوسط.
وتقول المجلة: "طلب المسؤولون المصريون من الصحافيين عدم التكهن حول سبب سقوط الطائرة، لكن عندما تسقط طائرة من السماء، كما حصل لطائرة مصر للطيران رقم 804 في صباح يوم 19 أيار/ مايو، فإنه من الطبيعي أن يفترض الكثيرون أن هناك أمرا مدبرا، وحتى مدير الطيران المصري شريف فتحي قال إن إمكانية عمل إرهابي واردة أكثر من احتمال حدوث خلل فني".
ويشير التقرير إلى أن الطائرة، التي كانت تحمل 66 راكبا، ومتجهة من باريس إلى القاهرة، سقطت قبل أن تهبط في القاهرة بدقائق، لافتا إلى أن السلطات لم تتلق نداءات استغاثة من الطيارين، اللذين كانا يحلقان على مستوى طيران 37 ألف قدم.
وتنقل المجلة عن وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس قوله إن الطائرة انحرفت 90 درجة يسارا، و360 درجة يمينا قبل أن تتحطم، مشيرة إلى أن الطائرة غادرت مطار شارل ديغول في باريس، ورفض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التكهن حول الهجوم قائلا: "ليست هناك أي نظرية مستبعدة".
ويستدرك التقرير بأن احتمال وقوع عمل إرهابي يسيطر على أذهان الفرنسيين كلهم، مشيرا إلى أنه إذا ثبتت صحة هذا الاحتمال، فستكون هناك دعوات جديدة لتحسين الأمن في المطارات.
وتلفت المجلة إلى أنه مع أن
فرنسا شددت الأمن على موانئها الجوية بعد هجمات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر، إلا أنها لا تزال تعيش في حالة طوارئ، التي مددت حتى تموز/ يوليو، حيث يحرس الشوارع الفرنسية الآن أكثر من 10 آلاف جندي، وتم نشر 1600 جندي إضافي لحراسة الحدود ومحطات النقل، وذلك بعد هجمات بروكسل في آذار/ مارس، مشيرة إلى أنه "بموجب الإجراءات الأمنية الجديدة، فإن المناطق الواقعة ضمن المطار ستشمل مناطق الانتظار العامة، لكن عملية تطبيق هذه الإجراءات لم تكن متماسكة".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن أسئلة طرحت حول الأذونات التي منحت لموظفي المطار، البالغ عددهم 85 ألف شخص، حيث إن هذه الأذونات التي يحملونها تسمح لهم بدخول المناطق الحساسة، لافتا إلى أن أوغسطين دي رومين، أعلن في كانون الأول/ ديسمبر أن شركته "مطارات باريس" سحبت 70 إذنا من موظفين يعملون في مطار شارل ديغول منذ بداية العام؛ بسبب مظاهر قلق حول "التطرف".
وتورد المجلة أن السلطات المصرية تعاني من ضغوط؛ بسبب سلسلة من الفشل الأمني، حيث إنه في شهر آذار/ مارس قام شخص مضطرب نفسيا بتحويل وجهة طائرة كانت متجهة من الإسكندرية إلى القاهرة لمطار قبرص، الذي اعتقل بعد مفاوضات استمرت ساعات، وفي تشرين الأول/ أكتوبر انفجرت طائرة روسية أقلعت من شرم الشيخ في طريقها إلى موسكو، وكانت تحمل على متنها 224 راكبا فوق سيناء.
وينوه التقرير إلى أن معظم الدول استنتجت سريعا أن سبب سقوط الطائرة الروسية هو عمل إرهابي، وزعم تنظيم الدولة مسؤوليته عن العملية، فيما رفضت الحكومة المصرية هذه التكهنات، وبعد عام تقريبا اعترف الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن الطائرة ربما تحطمت نتيجة لعمل إرهابي، مشيرا إلى أنه لم يتم بعد التأكد من أسباب التحطم، حيث إن "التباطؤ أمر معروف في مصر"، وقال فتحي في مؤتمره الصحافي إنه لن يطلق على
الحادث الأخير "تحطما".
وترى المجلة أن الهجوم ضربة أخرى للسياحة في مصر، خاصة أنها تعد من أهم مصادر الدخل القومي، حيث انخفض عدد السياح من 14.7 مليون سائح قبل الثورة التي أطاحت بحسني مبارك إلى 9.3 ملايين سائح في العام الماضي، ولا تزال العديد من الفنادق مغلقة في شرم الشيخ؛ بسبب تراجع معدل إشغال النزلاء.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن الطائرات البريطانية والروسية لم تعد تسافر إلى مصر، ولم يصلها منذ بداية هذا العام سوى 1.2 مليون سائح، ومن المتوقع أن يتراجع العدد بعد هذا الحادث.