في الوقت الذي كشفت فيه النقاب عن عرض موسكو على بشار الأسد منحه لجوء سياسي، ذكرت مجلة إسرائيلية متخصصة في شؤون الأمن أن
روسيا أقامت عمليا جيبا مستقلا لها في الشمال السوري.
وفي تقرير موسع نشرته في عددها الصادر اليوم الاثنين، نوهت مجلة "ISRAEL DEFENSE" إلى أن الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا مع نظام الأسد وينظم التدخل العسكري في
سوريا نص على موافقة نظام الأسد على عدم سريان القانون السوري على أية منطقة تضم قاعدة أو مرفقا عسكريا روسيا.
وأشارت المجلة إلى أن الاتفاق يحظر حتى على كبار قادة جيش الأسد دخول القواعد العسكرية الروسية داخل سوريا، سواء مطار "حميم"، الذي يقع بالقرب من اللاذقية ويضم مقر قيادة الجيش الروسي ومواقع ومرافق عسكرية أخرى، تنازل عنها الجيش السوري لصالح القوات الروسية.
وأوضح التقرير الذي أعده الجنرالان بيسح ملبوني ونحميا بوغرين، اللذين شغلا مواقع متقدمة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن نظام الأسد وافق عمليا على تحويل المناطق التي يتواجد في الجيش الروسي في شمال سوريا إلى جيب روسي مستقل عن القطر السوري بشكل كامل من ناحية قانونية وقضائية.
وبحسب المجلة فإن النظام السوري تعهد بأن يتحمل التبعات القانونية والمالية لأي دعوى ترفع ضد روسيا جراء قتل المدنيين السوريين خلال الهجمات التي يشنها الجيش الروسي في سوريا.
وأكد ملبوني وبوغرين أنه بحسب الاتفاق فإن للروس وحدهم الحق في تقرير موعد وشكل ونمط العمليات العسكرية التي يرون أنه من الواجب تنفيذها.
من ناحية ثانية نوهت المجلة إلى أن القوة الجوية الروسية تضم 50 طائرة مقاتلة وعشرين مروحية مخصصة للهجوم والنقل إلى منظومة الدفاع الجوية الأكثر تطورا في العالم "S400"، إلى جانب طائرة إندار مبكر من نوع "A50" وطائرة تجسس من طراز "IL20"، إلى جانب طائرات بدون طيار.
وبحسب المجلة فإن الطائرات الروسية نفذت حتى الآن 5600 غارة جوية، مشيرة إلى أن الهجمات الروسية غير دقيقة، وتخطئ في إصابة الأهداف.
وأشارت المجلة إلى وجود 4000 عسكري روسي على الأراضي السورية حاليا.
وأوضحت المجلة أن التخطيط للتدخل الروسي في سوريا بدأ مطلع العام 2015، وأن بوتين أمر بمباشرته بعد استكمال الاستعدادات.
وأضافت المجلة أن روسيا خصصت 1.3 مليار دولار للإنفاق على التدخل العسكري في سوريا.
وذكرت المجلة أن الجنرال دوفير نيكوف هو الذي يقود القوات الروسية في سوريا، مشيرة إلى أن نيكوف شغل مؤخرا منصب قائد هيئة أركان المنطقة الوسطى في الجيش الروسي.
وشددت المجلة على أن التدخل الروسي جاء بعد أن عجز الدعم الذي قدمته إيران وحزب الله عن وقف الانهيارات التي عصفت بنظام الأسد في معارك القتال، مشيرة إلى أن جيش الأسد كان ينتقل من هزيمة إلى أخرى.
وخلص معدا التقرير إلى استنتاج مفاده أن الروس باتوا يعون تماما أن وجود بشار الأسد على رأس النظام يمثل مشكلة كبيرة لهم ويقلص من نجاح تدخلهم.
وبحسب ملبوني وبوغرين فقد شرع الروس في خطوات تمهيدية لإقصاء الأسد، حيث أشارا إلى أن الممثلين الروس اقترحوا على بشار منحه حق اللجوء السياسي في موسكو.