هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كان السجن قاسيا بالنسبة لي. لم أتعرض للتعذيب بالمعني الحداثي للكلمة. ما كانت كهرباء التعذيب قد وصلت بعد إلى اليمن. كانت القيود الحديدية توضع أحيانا في الزنازين المنفردة وتقيد أرجلنا بالسلاسل. اقتطع نصف مرتبنا، وكان الجوع حينذاك منتشرا والمعاناة تشمل القسم الأكبر من الناس.
لم يكن معنى الجمهورية واضحا في وعينا. كنا نعتقد أننا بحاجة لجمهورية مثل مصر. وأن تطبيق النظام المصري في اليمن يعني إنشاء طرقات وعلم ومدارس وجيش. المفاهيم النظرية للملكية والجمهورية ما كانت منتشرة في صفوفنا حينذاك.
أنا جارالله محمد مسعد عمر الكهالي، واللقب عمر يعود إلى 9 أجداد والكهالي نسبة إلى قرية كهال التي أنتمي إليها وولدت فيها، وهي من أعمال مديرية النادرة التابعة لمحافظة إب، تبعد عن صنعاء بحوالي 130 إلى 140 كلم جنوبا، وتقع على بعد 15 كلم من يريم، وتبعد عن مدينة ظفار عاصمة الدولة الحميرية التاريخية 12كلم.
التقيت جارالله عمر في سنوات الوحدة اليمنية الأولى. كان طرفا أساسيا في الحزب الاشتراكي اليمني ويمثل التيار الشمالي في الحزب بل يتزعمه، وواكبتْ معرفتنا سيدة لبنانية هي زوجة دبلوماسي فرنسي مقيم في العاصمة اليمنية.