الأهم من تقييم الأحزاب للقرار هو تقييم الناخب له ومدى أحقيته ومشروعيته، وهو الأمر الذي سيكون عاملاً محدداً في صياغة رأيه وصوته ضمن عوامل أخرى يوم انتخابات الإعادة، في 23 من حزيران/ يونيو المقبل
كسابقتها على مدى السنوات الأخيرة، وجد السوريون أنفسهم في قلب الانتخابات البلدية التركية الأخيرة، ليس فقط من باب التخوفات المبالغ بها كالعادة، ولكن كذلك بسبب إقحامهم من قبل المعارضة كمادة جدل انتخابي بشكل أكثر بروزاً هذه المرة.
التسمية، في الحقيقة، ملتبسة وفيها الكثير من التعميم الذي يستعصي على التحليل الدقيق والتوصيف السليم. ذلك أنه لا يوجد "صوت كردي" واحد في تركيا، بل عدة "أصوات" تعبر عن المكون الكردي في الشعب التركي، تماماً كما أن للمكون التركي أو غيره من المكونات أكثر من اتجاه واحد للتصويت
هنا، لا يشارك يلدرم أو العدالةُ والتنمية المعارضةَ خطابَها المحرض على السوريين بالتأكيد، لكن يبدو وكأنه يدخل حلبة المنافسة على رأي الناخب ورضاه من زاوية السوريين وفي إطار أمني يتعلق بالتجاوزات والتهديدات، وهنا مكمن الخطر..
غم أن الانتخابات المقبلة بلدية/ محلية لا تأثير مباشراً لها على استقرار المشهد السياسي في البلاد، إلا أنها قد تحمل في طياتها مؤشراً على دخول لاعب جديد للحلبة السياسية التركية، وهو ما يرفع أهمية صباح الأول من نيسان/ أبريل المقبل إلى مستوى مختلف عن مجرد اليوم التالي لانتخابات بلدية
كانت الاتفاقية وردت أولاً على لسان الرئيس الروسي خلال زيارة أردوغان الأخيرة إلى موسكو، ثم تحدث عنها أكثر من مسؤول تركيا، في مقدمتهم أردوغان الذي دعا إلى "إعادة تقييمها"، ما فتح الباب على تخمينات متعلقة بإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق التي قطعت في بدايات 2012
كل ذلك في حال نفذ ترامب فعلاً وعده بالانسحاب، وهو ما يبدو أنه بات في دائرة الشك، على الأقل وفق الجدول الزمني الأولي، خصوصاً بعد الاعتراضات داخل المؤسسة الأمريكية، ما يعني أن كل التقييمات التي بنيت عليه ما زالت في حيز الافتراضي حتى يتحقق، إن تحقق
ترك القوات الأمريكية قوات سوريا الديمقراطية وحدها هو مصلحة حقيقية لتركيا، وفرصة ذهبية لها بالتأكيد، لكن ذلك لا يعني أنها مكاسب خالصة دون تحديات أو عقبات..
نهاية التحالف، انتخابياً و/أو سياسياً ستكون له تداعيات بالتأكيد على الأقل على صعيد عمل البرلمان ونتائج الانتخابات البلدية المقبلة، لا سيما في المدن الكبيرة التي تشهد تنافساً محتدماً، وفي مقدمتها أنقرة وإسطنبول..