توفيت "جميلة" بعد أن أكل الفقر كل جمالها.. توفيت ابنة تهامة الخصبة بعد أن جفت أرضها.. توفيت جوعا بنت مزارع النخيل والمانجو والشعير.. توفيت ابنة الساحل الذي يطل على كل العالم بعد أن ضاقت بها غرفتها، توفيت ابنة البحر ونسيمه..
لا تزال اليد الحوثية تجري كطوفان وتعصف بمؤسسات الدولة اليمنية وتنهك بنيتها وتفكك نسيجها وتطيفها حينا وتملشنها حينا آخر، وتحت ذريعة "مقاومة العدوان" قتلت خيرة رجال الأمن ونهبت خزينة الدولة..
كانت كمية الضغائن المزروعة في عهد صالح أكثر من كمية التشجير في عهده.. كان يصور أبناء تعز في أعالي الشمال أنهم مجاميع مبنطلين يريدون أن يشوهوا قيم القبيلة، ويصور أبناء القبائل في تعز أنهم وحوش مسلحة.
يفصح حواريو صالح كل يوم عن حسرات بحجم السماء تجثو على أنفاسه وحشرجات مهزوم تملأ صدره، فالهزائم والانتكاسات تترى عليه واحدةٌ بعد أخرى، ليس من أعدائه في الجيش الوطني والمقاومة وحلفائهم في التحالف العربي فحسب..
الهدوء النسبي الذي يقدمه المجتمع الدولي تجاه القضية اليمنية يمكن حمله على وجه الايجابية؛ إذ سكت الصوت الغربي المتوعد بإصدار قرار جديد بوقف الحرب، والعودة إلى مربعات الحوار السياسي، والتسليم بالحلول المطبوخة غربيا ، وفق ما تشتهيه الذائقة الحوثية.
فساد أفراد وجماعات وأحزاب وجمعيات ومؤسسات سنية لا يقل سوء عن مثيلاتها الشيعية، ومثلها المسيحية واليهودية والبوذية والسيخية والهندوسية، فالاتجار بالدين أقصر الطرق إلى الثراء الآمن.
في اليوم الأخير من مايو 2007 دوى الانفجار "الفضيحة" في صنعاء والتفت الناس غرباً إلى مخازن الأسلحة في كهوف جبل نقم المطل على العاصمة.. وقبل غروب ذلك اليوم كانت قيادات أمنية وعسكرية تطلب من زميل يجلس إلى جواري البحث عن صيغة تلفيقية لغسل تلك الفضيحة في وسائل الإعلام، فنسج الزميل كذبة تسرب مياه الأمطار
قبل قيام ثورة سبتمبر اليمنية في سبتمبر 1962 بسنتين كان الروس قد وصلوا القمر، فيما كان إمام اليمن وطاغيته يحيى حميدالدين يقول لشعبه إن الكرة الأرضية معلقة بقرن ثور..
بعد فشل الفاشية الحوثية بحشد الناس تحت راية الدفاع عن المذهب الزيدي، لجأت إلى الدفاع عن مظلومية "آل البيت" ثم إلى الوقوف ضد الإصلاحات الاقتصادية "الجرعة".. ليكون التحشيد القبلي والدعوة إلى "النكف" ضد أبناء تعز هو العنوان الجديد الذي ابتدعته الحوثية خلال اليوميين الماضيين.
رافقني حُسن الطالع في زيارتي للدوحة الأسبوع الماضي، كانت مناسبتان في آن، أن أشارك في أشهر برنامج سياسي عربي "الاتجاه المعاكس" وأن أزور مقر قناة الجزيرة الجديد الذي أُفتِتحَ بمناسبة مرور عشرين عاماً على انطلاق القناة.
الأزمات السياسية المتفاقمة في المنطقة العربية اختلفت هذه المرة عن شبيهاتها خلال العقود الأربعة الماضية، فهذه المرة لم تعد الخلافات محصورة على كراسي الساسة، بل تجاوزت حدود الدولة القطرية واصطحبت معها النار والبارود، وتجاوزت قدرة ومكانة مجلس الأمن كمرجعية أممية وحولته إلى مجلس لوردات عليهم الحديث إلى
شاهدت مطلع الأسبوع الجاري فيلما وثائقيا عن مراحل إعداد فيلم "الرسالة" الشهير، كان قد أهداه لي في الكويت الصديق هائل المحاميد، وكان دافعا للبحث عن تفاصيل أكثر خفاءا في شبكة الانترنت.