لا مبالغةَ في القول إن فشل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة ومغادرته لموقع رئاسة الوزراء الذي استمر فيه لسنوات مديدة بعث السرور والفرح في نفوس الأغلبية من الناس العاديين، وحصل ذلك عندما تأكد تكليف «غانتس» تشكيل الحكومة الجديدة في دولة الاحتلال.
لقد نجحت القائمة في إيصال عدد غير مسبوق من النواب إلى الكنيست (15). وجاء النجاح تعبيرا عن درجة غير مسبوقة من الحضور ومن وحدة القوى ومن الزخم الجماهيري المؤيد للقائمة المشتركة والملتفّ حولها (بلغت نسبة التصويت 65% تقريبا، ذهب 87% منها تقريبا لصالح القائمة المشتركة) ما يشكّل بحد ذاته بشارة خير وفرح.
«إن جميع المعايير القانونية التي ينص عليها ميثاق روما (الذي تأسست بموجبه محكمة الجنايات الدولية) توافرت وتسمح بـفتح تحقيق في مزاعم ارتكاب جرائم حرب بالأراضي الفلسطينية».
موقفان دوليان صدرا في الأيام الأخيرة يعيدان، على ما بينهما من تناقض، الى دائرة الجدل الحامي موضوع المجتمع الدولي وقراراته ومواقفه ومستوى تأثيرها وفاعليتها.
يبقى مفتاح الموقف من صفقة القرن بيد الطرف الفلسطيني، وتبقى قدرته وكفاءته على مواجهتها والصمود في وجه مصاعبها وتبعاتها، وقدرته على لعب دوره المطلوب في تمتين الموقف العربي،
لا يجب وضع الآمال والمراهنات ان سقوط نتنياهو، فيما لو حصل، قد يؤدي الى تغيير جوهري في أوضاع دولة الاحتلال او في مواقف وسياسات حكومتها الجديدة وممارساتها. فليس هناك متغيرات في حال مجتمع دولة الاحتلال تدفع الى ذلك،
لا يزال يتأكد في كل يوم أن السياسة وفي خلفيتها الانقسام البغيض هي الجوهر والأساس في الانتخابات المحلية القادمة في 8 من تشرين الأول القادم، وان الأمور الخدمية والحياتية تأتي في مرتبة ثانية وبعيدة نسبيا.
إن تجربة وخبرة الحركة الأسيرة وغناها وقيادتها الحكيمة قادرة على الحفاظ على اتجاه الانتفاضة دوما نحو المطالب الموحدة والنضال الموحد لانتزاعها، وقادرة أيضا على حمايتها من مناورات سلطات الاعتقال.